رواية سبايا عشقهم (الفصل التاسع)

رواية سبايا عشقهم (الفصل التاسع)

سحبت ليلي ملابسها من الخزانه ووضعتها بحقيبه السفر بناءاً علي رساله شقيقها هيثم ستهبط ارض مصر ، حاولت ان تراسله بعدها لتعلم لم يريدها ان تأتى قريباً جداً ولكن لا يجيب وهى خائفه ولكن بالنهايه حجزت تذكرة العودة لمصر وارستله لها نص بأنها غداً ستاتى …..

*****************
دلفت ميسون مع ادهم المنزل بأرتعاش تطلعت الي هيئه المنزل المكون من طابقين بقلق انفرادها معه بمنزل واحد يقتلها خوفاً، اغلق الباب ثم التفت لها وهدر بحدة من بين اسنانه البيضاء
– اولا دلوقتى دا بقي بيتك ….. ثانياً انا عندى بنت اسمها ليلا
شهقت بذهول وهتفت : انت متجوز….؟؟ واتجوزتنى انا كمان !!

– لا مراتى اتوفت يا ميسون من سبع سنين ، بنتى ليلا هاديه مش هعرفها دلوقتى اننا اتجوزنا علي الاقل لحد ما تتأقلم عليكى وتتعرفوا علي بعض 
. هى دلوقتى في المدرسه ساعه بالكتير وتيجى
– طب واحنا !؟ يعنى هنفضل متجوزين لحد امتى !!

وعيلتى يا ادهم لو عرفوا هيقتلونى انا بجد خايفه  …
كتمت بقبضتها صوت شهقاتها المرتجفه،  فأجاب ببرود عن تساؤلاتها بقوله : احنا هنفضل متجوزين عادى جدا ، وهنفضل متجوزين لحد ما حد فينا ربنا يفتكرة وعيلتك متقدرش تمس شعرة منك وانا علي وش الدنيا ، اى اسئله تانيه !؟

فرغت فاهه بعدم تصدق تخيلته كلوح ثلج بارد واقف امامها ، يقول بان زواجهم سيستمر الي نهايه المطاف بالتأكيد يمزح معها !؟ هدوءة الغير طبيعى يجعلها تفقد آخر ذرة تعقل بها وتبدآ في فقد صوابها  ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن صرخت به قائله : انت ازاى بارد كدا ….. ازاى عايز جوازنا يستمر وانت متجوزنى غصب ؟ ازاى بتفكر انا حياتى اتغيرت 180 درجه وكليتى واحلامى واهلي وصحابي واختى اقولهم ايه ! انا اتجوزت في السر ! مخدش فيهم هيقدر انى انجبرت علي الجوازة الكل هيفهم ان اتجوزت بأرادتى

– ايوة يعنى انتِ عايزة ايه دلوقتى !؟
لم يتخلي عن نبرته الهادئه وبداخله بركان علي وشك الانفجار ، نيران……نيران تحرقه من الداخل ولكنه متمسك امامها بقناع الهدوء هى منهارة وهو يجب ان يصمد لاجلها هى سيتقبل صدمتها حتى تهدأ وتبرد نارها هى اولاً ثم يفرغ ما بداخله هو
– عاوزة نتطلق مش هينفع نكمل لازم تعمل اي حاجه !

تركها وغادر فلو بقي امامها وهى تصر علي طلاقها سينفجر بركانه ويقتلها طوفانه
********************
تململت في فرآشها بخنق لا تستطيع النوم من ليله آمس ، كلما حاولت ان تخلد للنوم تأتى لها صورة الفتيات الآسري والفتاة الميته فيذهب النوم من آعينها وتبقي هى آسيرة التفكير والخوف ، لم تتعرض يوماً لذلك الموقف ! ضمت قدمها الي صدرها ثم دفنت وجهها وشرعت في البكاء بصمت … ولكن رويداً رويداً بدا بكائها ينقلب الي عويل وشهقات متكررة ……. لم تنتبه لدخوله ولكن بعدما هدأ عويلها رفعت رآسها لتشهق بخضه فور رؤيته يتفحصها بأعين حادة غاضبه !! مسحت دموعها ثم قالت بصوت خافت : نعم !؟

– ممكن اعرف بتعيطي ليه دلوقتى !
– مبعيطش !
– اة ماهو واضح … طول الليل مش عارفه تنامى ليه !؟
سحبها من معصمها ليجعلها تقف امامه ثم هز جسدها بغضب قائلاً : هربتى ليه ؟؟

تبثت بقمصيه حتى لا تفقد توازنها من غصبه ثم هتفت بصوت خائف متوجس: انا…انااا كنت خايفه و…
قاطعها بحدة قائلاً : خايفه ! خايفه منى انا؟! يعنى انا اعمل كل دا عشان احميكى وانتى تخافي منى !؟؟

استشعرت من خلال قبضتها المستندة علي صدرة بنبضات قلبه العنيفه فتعالت دقات قلبها من كلماته التى تغزوها بغضب ، عضت علي شفتيها السفليه بخوف من هيئته وكادت ان تتحدث الا انه اتفض علي شفتيها بقسوة يلتهما وكأنه يعاقبها بلمسته الخاصه …. استمر بتقبيلها بعنف وهى مصدومه صراع ما بين قلبها وعقلها احداهم يريد الابتعاد والاخر الاستسلام !! احداهم ينفي والاخر يوافق ولكن لم يلبث ثوانٍ حتى استسلمت لقبلته وصعدت اول درجات العشق معه  ….. وتأتى الرياح لما لا تشتهى السفن دفعها هو وهتف بحدة : انا مش عايزك اصلا
دعس انوثتها بكلماته اللاذعه ورحل بينما ظلت هى في دهشتها من فعلته تلك  …….!!!

********************
– داادى…..
ركضت تلك الصغيرة لترتمى بأحضان ادهم فتبسم لها برغم همه وهتف قائلاً : ليلو…الاميرة ليلو وصلت يا بيت
انحنت ليلا وهى تمسك بطرف ملابسها لتقول بتكبر : ثانكيو ثانكيو
– عملتى ايه في امتحان الmath ؟
سألها ادهم لتجيب بهدوء : جبت مقبول
صرخ ادهم بخفه قائلاً : نعم !؟

ابتسمت ليلا بخفه لتعدل حديثها : بهزر يا دومى انت مبتهزرش جبت ممتاز
– يااة بجد….الدكتور ليلا
نظرت بتعالي وبدات بنفخ اظافرها : لا داعى للتصفيق دعونا نعمل في صمت !!
التفت الاثنان علي ابتسامه ميسون لتميل ليلا علي والدها وتهتف بتساؤل : هى حصلت تجيب بنات البيت ؟ هو انا مش ماليه عينك !

– يا مفعوصه انتى اهدى شويه لما اعرفك عليها
سحب ليلا وتوجه الي ميسون ونظر لها بأعين راجيه بأن لا تبوح بشئ لابنته وتتعامل معها بشكل لائق
– ليلا دى تبقي ميسون بنت عمى وهتقعد معانا فترة ، ودى يا ميسون ليلا بنتى
تصافحت الفتاتان لتقول ميسون : اسمك حلو اوى يا ليلا
ابتسمت ليلا بكسوف وهتفت ليلا قائله : لا انتى اللي اسمك حلو اسمك ينسون

قهقهت الفتيات وادهم لتنظر ميسون لادهم : حد برضو اتريق علي اسمى قبل كدا يلا ربنا يسامحه
تمعنت ميسون النظر بالفتاة ثم ابتسمت بحب تشبه والدها كثيرا بأستثناء اعينها الخضراء التى تشبه اعين ميسون ، قاطعتها الفتاة قائله : ايه رائيك اغير هدومى ونعمل فشار وناكل ؟

هزت ميسون رآسها بالايجاب لتركض الفتاة لغرفتها لكى تبدل ثيابها بينما توقفت ميسون واتت لترحل لغرفتها فأمسكها ادهم من معصمها ولكنا لم تعطي له مجال اذ دفعت يدة ورمقته بغضب ورحلت !!
***************
– وبعدهالك يا فيروزة !

اردفها هيثم بغضب بينما لوت فيروزة شفتيها بسخريه فتابع هو حديثه : احنا خايفين علي مصلحتك وشايفين ان دا الحل الوحيد للمصيبه اللي ابوكى وعمك دبسونا فيها
– مش هتجوزة يا هيثم
هتفتها فيروزة بنبرة مستفزة ليرد هيثم قائلاً : ادينى سبب مقنع …؟

ابتسمت فيروزة بألم ثم…
– الموضوع بينى وبين سليم دلوقتى يا هيثم كبير وصعب ارضي ، فاهم ازاى تكون متخيل ان حبيبك بيحبك ومستعد يهد الدنيا علشانك وفجأة ….فجأة ومن غير مقدمات يخليك كبش فدا ! ويرفع السلاح في رآسك اللي هو اللي ازاى ؟؟

دا انا كنت مفكراك الامان والسند كنت مفكرة لما اخاف هجري عليه بس فجاة انا بقيت بستخبي منه من خوفي ! كان بيقولي انتى بنتى وحياتى بس دلوقتى بيقولي يا عاهرة شايف التحول والتغيير ؟ فدلوقتى ها يا هيثم ايه سبب مقنع تانى !؟ 
حرك هيثم رآسه بخيبه امل ولكن سرعان ما ابتسمت فيروزة وتابعت : انا مصدومه يا هيثم مصدومه بجد !
– مصدومه بجد ومش بنطق ولا عارفه ارد مصدومه عشان شكله في عينى بقي مش ولابد
التفت كل من فيروزة وهيثم لصوت تمارا فهتفت هيثم بغيظ : ايه يا ست ٱليسا مالك !

– هو انا قولت حاجه
هتفتها تمارا ببراءة متصنعه فهتف هيثم بغضب : باردة
– مين ؟ تقصدنى انا ؟
صرخت بها تمارا لتكمل فيروزة بغناء: ايه قول تانى كدا مين تقصدنى انا حبنا عشقنا هو انت بتتكلم عننا
اخرج هيثم صاجات يد وتابع هو : يا ناسي هواك وواخد معاك ليالي وسنين عمرنا …. دا انا اللي اشتريت و….
– خلاص يست نانسي عجرم

************************
في الصباح
ارتدت ميسون ملابسها بسرعه البرق تأخرت علي محاضرتها ثم تجاهلت اخبار ادهم ونزلت الي الطريق في إنتظار سيارة اجرة لتقلها لجامعتها ، استمعت الي صوت صفير من خلفها ظنت بأنه شخص ما يتغزل بها ولكن التفتت عندما استمعت صوته
– مش عيب لما تنزلي من غير ما تعرفي جوزك ؟

– اسمع بقي انت بتعصبنى كل اما تقول جوزك دي قولي اعمل ايه عشان متعصبش
اجابها ببرود : تتقبلي انى جوزك
وضعت قبضتها علي جبهتها بغضب لتجيب بحدة : انت عايز ايه دلوقتى !؟
فتح لها باب مقعد السيارة الامامى وهتف : تتفضلي تركبي معايا
– ليه انا رايحه الكليه اصلا

زفر بغضب وشعر انه سيفقد اخر ذرة هدوء بداخله منها : حضرتك ناسيه انى دكتور في الكليه دى يعنى طريقنا واحد
– مش هينفع اركب معاك افترض حد شافنا
– ميـــســــون…..
صرخ بغضب لتتقدم هى ولكن تجاهلت المقعد الامامى وتوجهت للخلفي وفتحت الباب ولكن يدة منعتها وهو يقول بتساؤل : انتى بتعملي ايه !؟
– هركب ورا …
– وانا يعنى سواق الهانم…..اتفضلي اترزعى قدام

حاولت سحب قبضتها اسفل قبضته وهتفت بغضب : حتى في دى غصب
– مش هعيد كلامى مرتين
سحب قبضتها واغلق باب السيارة الخلفي ثم دفعها بخفه لتجلس بالمقعد الامامى بجانبه واغلق الباب ثم دار وجلس بمقعد السائق و…….
– اربطي حزام الامان …..
ردت بتهكم
– ليه هتعمل بينا حادثه وتخلص منى ؟

– لا بس سواقتى مش هتعجبك
– انا مرتاحه كدا
اجابت هى بفتور ليرتدى هو نظارته وقال : انتِ حُرة
*************************
– انا سمعت كلامك يا هيثم وجيت معاك اهو لحد عندة بس فهمه انى جيت عشان محدش يأذي اخويا زين مش عشان سواد عيونه

هتفتها فيروزة بغضب فأصرار هيثم بأن يقيم بينها وبين سليم هدنه لان الضرر سيلحق بشقيقها زين بما انه الفتاتان لديه …….
– هقوله يا فيروزة حاضر
كاد هيثم ان يضعط علي زر الجرس ولكن فُتح باب المنزل وكانت مفاجأة لهم بفتاة ترتدى ملابس فاضحه وسليم عاري الصدر خلفها ، ابتسمت فيروزة وبداخلها سكاكين تنهش قلبها دون شفقه من هيئته تلك ، تركت الفتاة علي شفاة سليم قبله وسليم ينظر الي فيروزة بتوتر

– انا همشي يا حبيبى يظهر ان عندك ضيوف ….
خرجت الفتاة بعدما غمزت لسليم وهتفت بتكبر وهى تنظر لفيروزة : هو انتى !؟
– انا ايه !؟
اردفتها فيروزة بتهكم ولكن الفتاة لم تعلق بشئ ولم تخبرها بأن غرفه نوم سليم مليئه بالعديد من صورها ورحلت بينما هتفت فيروزة : يظهر اننا جينا في وقت غلط ، قولتلك يا هيثم اتصل قبل ما نيجي
– لا لا وقت غلط ولا حاجه اتفضلوا

كاد هيثم ان يرد ولكن قاطعته فيروزة وهى تقول : ملهوش لزوم يا سليم احنا كنا جايين عشان نقولك ونعرفك ان انا وهيثم كتب كتابنا الخميس الجاي ولو عايز تيجي اهلا وسهلا
– نعم !؟
صرخ بتلك الجمله كلا من هيثم وسليم ولكن نظرت فيروزة الي اعين هيثم وارسلت عن طريق بريد اعينها رساله استطاع هيثم فك شفرتها وفهمها فقال بتلعثم خائف من سليم يعلم انه سيقتله ويرمى جسدة للكلاب : ايوة يا سليم….الكلام دا صح

– زينوا قبري بالورود
هذا ما نطق به هيثم بداخله من غضب سليم
– انا هستناك في العربيه يا هيثم يلا
نزلت درجات السلم ولكن اوقفها صوته الجمهوري وهو يقول بصراخ : استنى يابت انتى ….

التفتت فيروزة لتجيب ولكن وجدته يدفع هيثم داخل المنزل ويتوجه لها ، عدت عد تنازلي واتت لتركض ولكن قبضته سبقتها لتحكم علي معصمها ورفعها علي كتفه
شعرت بالدوار فرأسها منزلق لاسفل وحاولت التملص من اعلي كتفه وهى تصرخ بعنف : سليم انت اتجننت نزلنى
صوت صراخها يصك الاذن ولكنه لم يعيرها ادنى اهتمام وصعد بها الي المنزل بعدما اغلق الباب بإحكام خلفه ثم دفعها علي الاريكه بعنف

*********************
اصدرت السيارة احتكاكاً فور توقفها لتشهق ميسون برعب وتصرخ : انت اتجننت انت كنت هتموتنااا دى مش سواقه دا جنان
ترجلت ميسون من السيارة وهى تسبه بغضب بينما ابتسم هو وقال : قولتلك ومبتسمعيش الكلام
ركن سيارته ودلف الكليه خلفها ، وجدها تجلس مع صديقتها فريدة فبحث بأعينه عن ذلك المغفل الذي يلقبونه بعلي ولكنه لم يجدة فتوجهه الي مكتبه الخاص ليباشر عمله واعينه لم تتوقف عن مراقبه ميسون من الشرفه يراقب ابتسامتها وانفعالاتها كل إنش بها يعشقه ….. !

***********************
بدأت بهز قدميها بعنف وصدرها يعلو وويهبط بقلق برغم اهانته لها مراراً وتكراراً ولكن قلبها الوقح اشتاق له لم ترآة منذ ليله أمس وبدأ ذلك في إثارة قلقها وخوفها ! تساؤلات عديدة ببالها لم انتِ قلقه عليه ولم تشتاقين له بعدما اختطفك وآسرك وتزوجك رغم رفضك ؟ يبدو بأنكِ وقعتى بعشقه !

تخشي حبه …. تخشي فقدانه ….. تخشي ان تحلق معه للسماوات السبع وبين ليله وضحاها يدفنها اسفل سابع ارض
خطوتين فقط تفصلها عن التحليق ولا تستطيع كبح مشاعرها عندما تقف امامه
استمعت الي صوت احد ما يدلف الغرفه التفتت له تطلع الي هيئته المزريه يبدو انه ليس بوعيه
– يااة السنيورة تمارا مهربتش تانى

توقفت واستمعت الي سخريته ثم اردفت : انا  مستنياك بس يظهر انك تعبان ومش في وعيك
اتت لتخرج ولكن سحبها من معصمها ودفعها تجاة الفراش بعنف بينما اقترب هو منها وهو يفك ازرار قميصه حتى تخلص منه ليصبح مسكنه الارض ،بينما تراجعت هى للخلف علي الفراش حتى توصلت لمسند الفراش ، التصقت بالمسند وكأنها تود الاختباء بداخله ولكنها اطلقت صرخه عندما سحبها من قدميها ليجعلها تتسطح علي الفراش وهو يعتليها ، برغم الخوف المتربص بداخلها الا انها تاهت بأعينه العميقه وتلقائياً وضعت يديها علي صدرة
– انا….اأا..زين

اسكت فمها الثرثار بقبله بدت في البدايه بأعتراضها ولكنها انسجمت معه وكأنها مسلوبه الارادة ، بينما انامله بدات بـ اللعب بأزرار فستانها
ابتعد عنها قليلاً ثم دنو الي اذنيها وهمس بها : انا مش عايز اخد حاجه غصب عنك لو عايزانى ابعد هبعد
اخرج صوتها المتحشرج وهى تقول : خليك جمبي

اصبحت كالمغيبه اسفله وبين يديه ، كل منهم يعلم بأنه في الصباح سيندما علي فعلتهم المجنونه تلك ولكن لا بأس بالقليل من الجنون

https://www.barabic.com/stories/14873

تعليقات (1)

إغلاق