رواية سبايا عشقهم (الفصل السابع)

رواية سبايا عشقهم (الفصل السابع)

اكثروا من الكذب ايها القوم فــ الحقيقه حيه لاتكتفي باللدغ فقط وانما تريد استخلاص روحك
خرج محمود بعضب بعدما آمرة ادهم بالانتظار خارجاً بينما التفت ادهم لها وجدها تنظر في اللاشئ بصدمه ، لم يتوقع كل تلك المصائب كان سيغادر ولكن عندما استمع الي صراخها واستغاثها شل عقله دقائق عن التفكير وكان يخشي ان تكون حبيبته التى تصرخ هكذا !!

ولكن خوفه كان في محله ….. قلبه تمزق عند رؤيتها تصرخ اسفل شقيقه ودموعها لم تتوقف عن ازدراف العبرات التى حطمت فؤادة ، لم يري امامه اى شئ سوى انه يود تهشيم رآس شقيقه الي مكعبات صغيرة !!!
– ميسون….
حاول الاقتراب منها ولكن هى من خوفها ابتعدت عنه
– انا هفهمك كل حاجه…..

– تفهمنى ايه ! انك من الناس اللي خاطفنى
ابتلعت ريقها بخوف وهتفت برجاء : خرجنى من هنا يا دكتور من فضلك ، انا معرفش هما جايبنى هنا ليه !!
هتف ادهم بهدوء : اهدى يا ميسون محدش هيأذيكى طول ما انا موجود …!

– دا…دااا كان هيغتصبنى خلاص !! طـ…طبب ليه انا معملتلوش حاجه اصلا ….انا كنت هموت بجد بين ايدة
شهقت بعنف وجسدها في حاله تشنج ورهبه احتضنها بقوة رغم نفورها ورتبت علي ظهرها بحنان ورعشه جسديها بين احضانه تكاد تقتله !! بينما هى استسلمت لحنانه ولفت ذراعيها حول جسدة تبكى داخله بخوف !!!

*************************
الحياة تتأرجح كالبندول بين الالم والملل
الصمت سأئد الارجاء فقط قلوب الفتاتان تدقا بعنف واعين حادة غير مباليه بشئ تنظر الي بعضهما ، التفتت فيروزة تنظر الي حبيبها بطرف اعينها نظرات  مصدومه فوهه المسدس مستعدة لإستخراج رصاصتها وهو لم يرمش اعينه حادة سوداويه غاضبه ويديه ثابته بالسلاح بأتجاة رآسها ؟

خفق قلبها بكسرة تذكرت وعودة لها وجملته رنت بأذنها ” انتِ اغلي من حياتى يا فيروزة . مستحيل أاذيكى او  اسمح بحد يأذيكى ” كل عصب بجسدها توتر وارتسمت علي شفتيها ابتسامه سخريه وتلقائياً نظرت الي اعينه تبحث عن عشقه ولكن الانتقام ساد  اعينه فأصبحت مخيفه ، مظلمه فأستسلمت لحظها العاثر مرة اخري ترتكب خطأ لم تتعلم من الخطأ الاول فخضعت الي الخطأ الثانٍ !!!!! والغبي من يقع مرتين

جل ما تشعر به تمارا الان الخوف والهدوء في آن واحد !! وكان جسدها انفصم ليستكأن جزء و يعيش الجزء الاخر بخوف حاد خوف من الموقف الان ! خوف من ان تُقتل بيدة وهدوء لانها ستُقتل وترتاح …. مشاعر مبعثرة بداخلها تجعلها تشعر ولا تشعر بشئ …. تخشيٰ ولا تبالي…
تريد ولا تريد … !! تحبه وتكرهه !

ان كانت هذة هى الحياة فماذا يكون الجحيم ؟
– سيب تمارا يا زين يا اما اختك هتكون اول جثه هتقع علي الارض !!
هتفها سليم بغضب بينما ابتسمت فيروزة بمرارة ، ليجيب زين قائلاً : فكر بس تأذيها واختك هتحصلها !
– طب ما انا عندى فكرة حلوة …..

هتفها هيثم بهدوءة المعتاد جعل الجميع يلتفت له بصدمه وضع يديه داخل بنطاله وتابع قائلاً : كل واحد فيكم ينزل سلاحه ونتفاهم
لم يعيرة سليم او زين اهتمام فهتف بحدة : انا قولت كلمه واحدة كل واحد يرمى سلاحه !!
وبالفعل امتثل كلا من زين وسليم لاوامرة والاسلحه اصبحت مسكنها الارض وتحررت الفتاتان من فبضتا كادت تقتلهم

– فيروزة….تمارا ادخلوا انتوا دلوقتى انا هتفاهم دلوقتى معاهم
وغادرا…..جلس هيثم ثم نظر لكلاهما واشار لهما بالجلوس ، فجلسا ليس خوفاً منه بل لانهم يحبونه ليس الا
– ايه بقي لعب العيال اللي بتعملوة دا ؟ هتقتلوا حريمكم !
– هو اللي رفع السلاح علي فيروزة الاول !

اصبحت الساحه عتاب فقط ، هيثم يكبرهم بعامين فقط نوعا ما عاشرهم اثناء طفولته ولكنه غادر خارجاً هو الاخر مع والدة وشقيقته ليلي
– اتجوز اختى بالغصب…..متوقع منى اروح احضنه واقوله اهلا بجوز اختى حبيبي  ؟!؟ دا رد الفعل الطبيعى لكلامه
زمجر سليم بغضب وكاد ان يرد زين الا ان هيثم قاطعه :  زى ما انتوا لايمكن تتغيروا …. ممكن تبطلوا هبل شويه وتركزوا في مستقبل البنتين اللي جوا دول

تنبهت جميع حواسهم الي هيثم فتابع قائلاً : انا ايمن كلمنى هو فاهم انى معاة وضدكم وقالي انهم لقوا واحدة من البنتين طبعا بعد ما دعبست عرفت انهم خطفوا حد تانى غير البنتين ومفكرنها تمارا كمان
– طب دا كويس …. يعنى اقصد هما معاهم حد فاكرينها انها تمارا وتمارا كدا اتجوزت يبقي مقدمهمش طريقه الا انه بستخدموا البنت اللي معاهم

هتفها زين تلقائيا فأجاب هيثم بفقدان امل : المشكله ان البنت دى ميسون….!!
نظر الفتيان الي بعضهم وافكارهم تأتى وتذهب بدهشه خوفاً علي تلك البريئه فهى الان بين براثن الذئاب…..!!
********************
ابتعدت عن احضانه والتفتت لتعطي له ظهرها والكثير من التساؤلات وردت داخل ذهنها ! ويجب الاجابه عليهم
– انتوا جايبنى هنا ليه…؟؟

– قوليلي الاول كنتوا بتعملي ايه في بيت عيله الهاشمى قالوا انهم جايبينك من هناك
ابتلعت ريقها وردت عليه دون ان تلتف له : كنت بزور صحابي !!
ضرب جبهته بغضب وصرخ بها : كان لازم تزوريهم !! انتى مش فاهمه وقعتى في ايه !
التفتت له وصرخت قائله : يعنى ايه فهمنى ؟؟ انتوا مين اصلا !!؟
– ميسون العشيرة لو عرفت انك واحدة غريبه هيقتلوكى !!!

– عشيرة ايه انا مش فاهمه حاجه انتوا ايه اصلا حراميه ولا بلطجيه ولا اي بالظبط
اردفت بغضب في انتظار اجابته التى اخدت وقت كبير حتى اردفت بحدة : ما ترد عليا !!!
– تجار اسلحه….!! ارتاحتى ؟

وكأن الجمله وقعت كالصاعقه علي مسامعها فتأثرت قدميها بحديثه وجلست بوهن علي الكرسي تنظر له بعدم تصديق ! بالتاكيد يمزح انه الدكتور الوسيم التى عشقته حد الجنون كيف اصبح قاتل !! لقد وقعت بعشق تاجر الاسلحه !!
جلس علي ركبتيه امامها ليدنو الي مستواها وامسك قبضتيها رفعهم الي فمه ليترك عليهم قبله رقيقه بينما هى تنظر له بضعف شعرت انها تنظر لشخص ما لم تتعرف عليه بالمطلق ؟

– صدقينى انا يستحيل اسمح لاي مخلوق يأذيكى يا ميسون …..
سحبت قبضتها وتوقف لتبتعد عنه وهتفت بصوت متحشرج قائله : سيبنى شويه من فضلك …
توقف بهدوء ثم غادر ليترك لها مساحه لتقبل الصدمات المتتاليه !!

********************
خرج من غرفتها وعندما قابل شقيقه محمود سحبه من ياقه قميصه الي غرفه ما بالجوار وفتح بابها ثم دفعه الي الداخل ، ترنح محمود قليلاً وكاد ان يسقط الا انه تمالك نفسه ولم يلبث ثوانى حتى انقض عليه ادهم قائلاً بغضب : انت ازاى تعمل كدا يا محمود انت اتجننت !!
دفعه محمود بغضب قائلاً : انت مش قولت مش هتتجوزها وانك عينك علي واحدة تانيه
– يا اغبي خلق الله ما هى دى …..!

فرغ محمود فاهه بدهشه وهتف بحدة : يعنى انت هتكتب عليها ؟؟
– مش دى المشكله ….. اسمها ميسون انتوا جبتوها بالغلط من هناك
– ابوك لو عرف هيقتلها يا ادهم
كور ادهم قبضته بغضب وعيناة تحولت من اللون الذهبي الي الاسود القاتم حتى لمعت عيناة وهتف: انا عندى فكرا…..المهم ابوك ميعرفش حاجه عن الكلام دا وكلم المأذون يجي حالاً قبل ما حد يكتشف انها مش بنت الهاشمى

*********************
– هما دلوقتى مفكرين ميسون تبقي تمارا ودلوقتى عينهم هتبقي علي فيروزة …..لو اكتشفوا ان ميسون مش تمارا واكتشوفوا ان تمارا اتجوزت كدا يبقي الاتفاق لاغي علي تمارا ومفيش قدامهم الا فيروزة ؟! هتفها هيثم بتنبيه فأجاب سليم : طب والحل ايه هو !!
تنحنح هيثم بتوتر منهم وهتف : انك تعمل زى زين وتتجوز فيروزة…..
ولكل فعل رد فعل معاكس له توقف زين صارخاً : الكلام دا يستحيل يحصل
– موت يحمار هو انت بتفكر ازاى انا كنت رافع السلاح عليها من شويه يا ابنى !!

زفر هيثم بغضب وهتف : يا زفت انت وهو اسمعونى كويس دى الطريقه الوحيدة لما يلاقوا البنتين متجوزين وبتاريخ قديم هيبعدوا والاتفاق هيتلغي
توقف هيثم عن الكلام قليلاً وارتشف من كوب المياة ثم تابع حديثه قائلاً : وبعدين يا سليم انا عرفت اللي عملته مع فيروزة ولازم تصلح غلطك
ابتلع سليم ريقه بصعوبه ونظرات زين قاتله تود الفتك به
– هى اللي رمت نفسها عليا اعملها ايه

اخرج تلك الكلمات وداخله يتألم مما يتفوة  بينما تخلي زين عن سكوته فلكمه بوجهه بغضب ، وضع سليم يديه علي فكه يمسح دماءة وابتسم بسخريه قائلاً : الحقيقه وجعتك ؟؟؟
توقف هيثم بينهم قبل ان تبدا الحرب العالميه ويحرق الاخضر واليابس !!!
– اعقلوا بقي شويه…….اسمعوا كلامى دى الطريقه الوحيدة سليم يتجوز فيروزة يا اما اتجوزها انا
هتفها هيثم بخبث حتى يبث الغيرة بداخل سليم فهتفت سليم بغضب : دا عند ام ترتر يازباله….

ابتسم هيثم ثم تابع قائلاً : يبقي يالا اتفقنا …موافق يا سليم
زفر سليم بغضب الا ان بداخله يشعر بسعادة غامرة ولكنه اكتفا بالوجهه المحتقن امامهم وهتف بهدوء : هضغط علي نفسي واوافق
– بس انا بقي مش موافقه…..
ات صوتها ليخرس الكل ونظراتها لسليم تحمل الكثير والكثير من الكرة لينقبض قلب سليم من نظراتها القاتله وابتسامتها الباردة

*********************
– سحبت قبضتها من يدة وهتفت بعدم استيعاب : انت قولت ايه..نتجوز !! انت اتجننت انت من تجار اسلحه انا يستحيل اتجوزك يا دكتور يا محترم
جز ادهم علي اسنانه بغضب بينما شعرت هى برعشه تسير بجسدها من صوت صك اسنانه بغيظ فأبتلعت ريقها بعنف واطلقت شهقه عاليه عندما سحبها بأتجاهه بغضب وضعط علي معصمها بقوة قائلاً : وانا يستحيل اخليهم يقتلوكى ، اظن كدا متعادلين

– لا برضو ….. انت اتجننت عايز اتجوز من ورا اهلي !! لو عرفوا هيقتلونا دول صعايدة لو انا في الحالتين ميته هختار ان اموت هنا ومنتجوزش
زفر بغضب قائلاً : ميسون مفيش وقت عندك ، انا هحميكى من اهلك بس نخلص من الورطه دى دلوقتى
ابتعدت عنه والتفتت الجهه المعاكسه وهتفت بحدة : لا اسفه

خرج من الغرفه قبل ان يفقد اعصابه عليها ودفع الباب بقوة اهتز بدنها منها وتركها بمفردها ، جلست علي الاريكه تبكى وتندب سوء حظها بدايه من وقوعها في العِشق وذهباها للمنزل بمفردها ومعرفتها بأن حبيبها تاجر للاسلحه ….!!! وموقفها الان يجب ان توافق علي الزواج حتى لاتقتل وبموافقتها تلك ستترك وصمه عار علي عائلتها وسينذبها اهلها بالاضأفه الي قتلها ولكن بيد عائلتها……الغايه واحدة

ولكن الوسيله مختلفه فلم المجازفه بالخطأ  ….
فُتِح باب الغرفه فمسحت دموعها سريعاً والتفتت لتقع انظارها علي محمود المبتسم
انكمشت في نفسها وشهقت بعنف وتعالت شهقاتها عندما اغلق باب الغرفه خلفه !! ابتعدت هى وترقرقت الدموع بأعينها وصوتها المتحشرج يأمرة بقوله : ابعد عنى ….. اقسم بالله لو قربتلي هقتلك
ابتسم ثم هتف : عشان يقتلوكى !!

– انا كدة كدة هموت بس معنديش مانع اقتلك قبل  اموت
هتفتها بحدة وكلما تقدم خطوة ابتعدت هى عشر خطوات فتوقف وهتف : ذكيه …. سامحينى مش هقدر اأذيكى طلعتى حبيبه اخويا يعنى بقيتى محرمه عليا دلوقتى
ابتلعت ريقها بينما اختتم حديثه بسؤال مكون من جمله واحدة : هتتجوزيه ..؟؟

ابتسمت بمرارة قائله : مش هتجوزة
ثوانِ شعرت بأنه اقتنع بحديثها وبلحظه خاطفه اخرج مسدسه من ملابسه ورفعه تجاهها قائلاً : انا مش بعيد كلامى اكتر من مرة يا…..يامرات اخويا !

تعليقات (1)

إغلاق