رواية سبايا عشقهم (كاملة)

رواية سبايا عشقهم (كاملة)

تركض في الصحراء المظلمه دون توقف وكثيراً ما تنظر خلفها لتطمئن نفسها بأنها ابتعد
عنهم …تريد الهرب منهم لو وقعت سابيه في يديهم انتهى امرها بالتأكيد لا محال
انزلقت علي الرمال اثناء ركضها العنيف وشعرت بألم في قدميها نظرت لها لتخرج قطعه الزجاج من قدميها تأوهت بخوف ثم اعتدلت وركضت مرة اخرى بضغف قدميها تنزف وقلبها يعتصر دما خوفاً منهم  دقات قلبها تعلو وتهبط دقات حادة غليظه خائفه من القادم ،

لا تستطيع فهم آي شئ سوي انها كانت تجلس بغرفتها ذات اللون الازرق تلعب بالحاسوب ثم استمعت لصوت طلقات ناريه إرتعدت آوصالها منها ولم يلبث ثوان حد دخل العديد من الحراس عليها وقيدوا حركتها بعدما أفقدوها وعيها بالكامل
بكت اعينها السوداء الكحيله بخوف ثم توقفت ونظرت حولها الصحراء لا نهايه لها كلما فرت من نقطه تجد نفسها عاودت لها كالمتاهه التى تعطي للتائه امل من الخروج ثم يجد نفسه في ثغرة اخري…..الذعر تملك منها يتصارع مع عقلها لتستسلم وبالفعل امتثلت لاوامرة وقفدت وعيها لم تعد تحتمل……..

رعشت خفونها بتعب ضوء الغرفه يتصارع مع ضعف اعينها ليحرقها ويسبب بألم في رأسها حاولت رفع يديها لتفرك بأعينها لكنها وجدت نفسها مكبله في الكرسي ….. هزت نفسها بعنف وصرخت قائله
– انتوا يا بهايم ياللي جايبنى هنا خرجوونى……ارجوووكم

هدأت قليلا تنتظر رد ولكن لم يجيبها احد فصرخت بهستيريا وصوتها المزعج كصوت طفله في العاشرة من عمرها صوت رفيع يأذي الاذن ، لم تتوقف عن صريخها فأنفتح باب الغرفه ودخل هو ثم قال لحارسه
– اقفل الباب….

لم ترى هيئته من البدايه بسبب انخفاض اضاءة الغرفه نوعا ما ولكن عندما استمعت لصوته زاد صريخها بعنف ودقات قلبها التى تعلو وتعلو بخوف لقد علمت من هو أسوا كوابيسها إقترب هو منها ثم ابتسم بسخريه وقال
– اصرخي اكتر واكتر متعرفيش صريخك دا بيحسسنى بسعادة اد ايه
توقفت عن الصريخ والنحب وقالت بحدة: انت جايبنى هنا ليه !

اخرج من جيب حلته خنجراً ارتعدت هى فور رؤيتها للخنجر ولصقت جسدها بالكرسي المكبله به … ثم سار بالخنجر علي غضتيها البارزة من رقبتها حتى توصل لحماله قميصها الخفيفه و قطعها بالخنجر  ليكشف عن جزء من انوثتها العليا  بينما انكمشت في نفسها تحاول تخبئه جسدها ثم توجه بخنجرة اللي الحماله الاخري ونظر في اعينها بغير شفقه وقال : ها اقطعها…!

دفعت الخنجر بجزئها العلوى فـانجرحت رقبتها اثناء فعلتها المفاجئه وقالت بعنف : ابعد عنى حرام عليك انا معملتلكش حاجه يا زين
اعتدل زين وعدل من هيئته ثم قال لها : انتى دلوقتى تحت رحمتى ومحدش هينجدك من تحت ايدى يا تمارا……صدقينى هدفعك تمن حاجات كتير غالي وثقتى ف اخوكى اللي اتكسرت هكسرك زيها مش هسيب حته فجسمك سليمه من هخلي راجل يقبل يبصلك تانى وهفضحك في كل حته ولسه اللي جاي احلي بس اتقلي

ذهب لباب الغرفه وطرق الباب ليفتح له الحارس وكاد ان يخرج فأوقفه صوتها : انت بتعمل ليه كدا   يازين دا انا حتى بنت عمك اعمل حساب للدم وصله الرحم
وكأن بكلمتها تلك فتحت ابواب جهنم الحمراء فالتفت لها وصرخ بالحارس قائلاً
– اقفل الباب

وتقدم لها بعنف ممسكاً بخصلات شعرها شديد السواد  ونظر فية وقال : واخوكى ال***معملش حساب ليه للدم وصله الرحم بعد اللي عمله في  اختى فيروزة اغتصبها يا تمارا اغتضب بنت عمه
صدمت من كلامه اللاذع وقالت له : انا اخويا متربي وميعملش كدا ، اكيد في غلط يا زين في سوء تفاهم اكيد
– قصدك ان انا اختى العاهرة
نطقت تلقائيا : ابدا والله اأا……

قاطعها بعنف وهو يشدد علي شعرها : اخرصي بقي……انتى عارفه كل حاجه وانتى اللي ساعدتى اخوكى في الموضوع دا ….. انتى اللي كلمتيها وقولتلها تجيلك
صرخت به قائله : امتى انا مش فاهمه حاجه…انا اعمل كدا في فيروزة وسليم بيعتبرها اخته ازاى ؟ ازااى تفكر كدا
بكت بحرقه خوفاً منه ومن اخاها اذاً كان مجرماً

نظر لنزيف رقبتها فمسح بأنامله عليه ولوث حفونها بدمائها وقال : انا هخليكى تبكى دم يا تمارا
فك قيودها وسحبها خلفه دفعها علي الفراش وحاول الاعتداء عليها بوحشيه جل ما يرآه امامه شقيقته المنكسرة وعيونها الذابله….حاولت ابعادة بقبضتيها الضعيفه ولكن هيهات عزيزتى ان تنجحى في ابعاد ذلك الاسد المفترس …. ترجته قائله

– ارجوك يا زين افتكرلي انا حاجه كويسه متاخدنيش بذنب اخويا ارجوك بلاش تموت كل اي حاجه كانت بينا!
توقف وهو يطالعها بنظرات ليس لها معنى واضح  ولكنه توقف وخرج بعدما دفعها علي الارضيه لتنجرح رآسها
**********************

كانت تسير في الشوارع بلا هوادة ….. اعينها الفيروزيه تبكى بخوف …. تخشي الان علي ابنه عمها من اخاها الثأئر وتخشي علي حالها من سليم …فهو بالتأكيد لن يتركها هكذا

كم اصبحت تمقته وتبغضه بشدة بعد ما فعله معها استغل ضعفها تلك الليله ليقترب منها هكذا ويأخد ما ارادة
دلفت داخل مقهي وجلست علي المائدة لتشرب  قهوتها الساخنه ثم اخرجت دفترها وكتبت : فنجان قهوتي اليوم اختلطت فيه الأحاسيس، تارةً يسمو بي لأعانق السماء، وتارةً يأخذني الى مشارف الجنون، وبين هذا وذاك تتأرجح أيامي، وأرتشف قهوتي

بمرارها وحلوها، وتسير الأيام نحو مستقبل مجهول
استنشقت رائحه البن التى تعشقها وتركت رائحتها تداعب خلاياها لتبتسم بعفويه ثم وضعت الفنجان ودفنت وجهها بين قبضتيها تحاول استرجاع شجاعتها المأخوذة ، استمعت لصوته القائل : الله حلو اوى يا فيرو الكلام دا …

تصلبت وتمنت ان يكون طيف من الخيال او بأنها تحلم بجلوسه بجانبها ولكن عزيزتى هذا ليس بحلم او طيف من الخيال انه بكابوس حقيقي..
نظرت له فأهتز بدنها ووقعت القهوة دون قصد منها
سحبت دفترها وهاتفها وركضت من امامه بخوف ان كانت ستذهب للججيم فهو أفضل من ذلك المجرم
ظلت تركض بأقصي سرعه لها ولم تهتم بنظرات الناس الغريبه تجاهها ، لها كل ما تريدة ان تبتعد عنه وبعدما شعرت انها ابتعدت قليلاً توقفت لتلتقط انفاسها اللاهثه وتخفف من دقات قلبها العاليه

– ارتاحى شويه انتى تعبتى
شهقت بعنف واتت لتركض في الاتجاة المعاكس لسليم ولكنها وجدت رجاله تظهر من جميع الاركان
– سليم ارجوك….انا ماليش اي ذنب في موضوع تمارا خالص
اطلق ضحكته الوسيمه ثم قال بسخريه : تصدقي صدقتك …. فين تمارا يا فيروزة !؟

– والله ما اعرف مكانها ولا مكان زين حتى ملحقتش اروحله….ومعرفش انه هيخطف تمارا والله العظيم صدقنى
تقدم له ونظر بأعينها وقال : مصدقك….انا من الاول عارف ان يستحيل زين يكون معرف واحدة غبيه زيك بمكانه انا مش جاي عشان كدا
مصمصت شفايفها بضيق لتبرز غمازتيها بدفء وقالت : اومال انت جاي ليه ….!

– جاى علشانك انتى يا فيروزتى
في حركه سريعه وجدته بقبضه يكمكم فمها بمخدر  واليد الاخري خلف رآسها لتثبيتها اخدت تتلوى في وقفتها ونظرت له بأستغاث ولكن قفدت وعيها بالنهايه
نزل الحارس ليحملها ولكن صرخ سليم به قائلاً: ابعد عنها واياك تفكر تلمسها
عاد الحارس للخلف برهبه منه بينما ارتدى سليم نظارته الشمسيه وجثي علي ركبتيه وحملها بخفه ودلف بها بسيارته وغادروا……..

******
رنت ميسون علي هاتف تمارا و فيروزة ولكن ما من مجيب
زفرت بضيق ثم صعدت الي مدرج المحاضرة وجلست تستمع لذلك الدكتور الوسيم وآخذت تراقبه حديثه و ضحكته و تعابير وجهه ثم نظرت بجانبها لتجد ذلك المدلل علي التى تبغضه يبتسم لها
اكتفت بنظرة اشمئزاز منها له وعاودت النظر في الوسيم اول مرة ترآة بالجامعه ففضولها دفعها وسألت صديقتها عنه
– مين دا يا فريدة !

التفتت لها فريدة واجابت بهدوء : دا دكتور الادارة الجديد بدل دكتور وائل
– ودكتور وائل راح فين
– طلع معاش ياختى
ابتسمت ميسون وقالت بضحك : لو كل الدكاترة هيطلعوا معاشات ويبعتولنا ملبن زى كدا هتبقي هيصه
ابتسمت الفتاتان فإنتبه لهم الوسيم وقال بحدة
– الانستين اللي ورا اتفضلوا اقفوا

توقفت كلا من فريدة و ميسون
– انا كنت بقول ايه
صمتت الفتاتان فقال : مش عارفين عشان مش مركزين اتفضلوا كملوا ضحك برا يلا
صرخ بها بعنف فتقدمت فريدة وميسون خلفها تنظر لاعينه الرماديه بهدوء شعرت انها استوطنت بهم…..وكأن بهما مغناطيس شديد القوي ….شعرت لوهله بالخوف والراحه من نظراته الثافبه لها ولكن فاقت من شرودها وخرجت فقالت ميسون لفريدة

– ودينى لغزوة في قلبه ……اسمه اي الدكتور الزفت داا
قالتها ميسون بعنف فأبتسمت فريدة وقالت : اعتقد ادم او ادهم……المهم هنعمل ايه دلوقتى
– دى محتاجه كلام يا ديدا نروح نجيب شاورما يلا يابنتى دا عمار بيعمله سبايسي كدا يرقصك علي الشناكل
ميسون فتاه مرحه للغايه إبتسامتها المشرقه عالم آخر تشعرك كأنك ملكته

********************
جلست فيروزة علي الفراش تبكى بصمت وخوف عندما استفاقت حاولت فتح باب الغرفه ولكنها مغلقه من الخارج بأحكام والشرفه ايضاً ….. دلفت منذ قليل الخادمه بالفطور ولكن فيروزة رفضت ان تأكل وعندما ألحت الخادمه عليها دفعت فيروزة الطعام علي الارض وصرخت بها لتغادر فغادرت الخادمه بخوف
سيطرت حاله من الجنون علي فيروزة فأخد تحطم كل ما ترأة امامها وتصرخ بغضب ……  وجدت انها حطمت كل ما بالغرفه ولكن لم يشبع غضبها بعد

فجلست من جديد علي الفراش وبكت مرة اخري تندب حظها دلفت الخادمه من جديد بطعام آخر فصرخت فيروزة بها : انتى عايزة تحننيينى قولتلك مش هطفح ايه بتكلم اسبانى ؟؟؟؟
– اخرجى برا يا زهرة….
امتثلت زهرة لاوامر سليم وخرجت بينما دلف هو واغلق الباب خلفه

– افهم من كدا انك خاطفنى يا سليم ! انت ايه يا اخى مش مكفيك اللي عملته مستكتر عليا ارتاح شويه
جلس امامها ووضع الطعام علي الفراش بجانبه وحاول اطعامها
– مش عايزة اطفح انا عايزة امشي من هنا مشينى من هنا
مد يده بالاكل ببرود لها فدفعت الاكل مرة اخري بغضب…..سحبها من خصلاتها وصرخ بأذنها قائلاً : ايييه….زودتيها اوى اهدى كدا

اخد صدرها يعلو ويهبط بعنف ، كم اصبحت تمقته وتبغضه او ظنت هكذا لا احد يعلم !
سار بأبهامه علي رقبتها البيضاء شعر انه ينهار من جديد امامها وقبل ان يبدى ردة فعل دفعته هى عنها
– اطلع برا …..
يتبع…..

https://www.barabic.com/stories/14897

تعليقات (0)

إغلاق