رواية في قبضة الطاغية (الفصل الثالث)

رواية في قبضة الطاغية (الفصل الثالث)

._ظلت صباح تمشي طويلًا بعيدًا عن القرية وهي تبكي بحرقة على ما جرى لابنتها وزوجها ، ظلت تمتم بكلمات متقطعة قائلة :
حسبي الله ونعم الوكيل ،ربنا على الظالم ربنا ياخدك ،يارب ساعدني !..
قطعت صباح عدة أمتار من مكان القرية ،لم تقدر الوقوف أكثر من ذلك فهوت أرضًا مغشيًا عليها !!..

……………….
_قولتلك مليون مرة يا كوثر تسبيني في حالي احمدي ربنا إني رجعتك البيت وقتها !
قالها ذلك الرجل في سيارته بطريقة غاضبة ،تنفخت كوثر بانزعاج وقد أصبحت قطرات الدموع في عينها على وشك السقوط لكنها أبت ذلك وقالت :
كفاية يا رحيم السنين عدت وقلبي يبتقطع أكتر،انسى بقى زي ما بحاول أنسى !

نظر لها رحيم باستهزاء وسخرية قائلًا :
قال أنسى قال دي عملة متتغفرش يا كوثر ،وإياكي تفكري إني في يوم هشفعلك ،كلخ بس عشان خاطر ولادنا!
تنهدت كوثر وبدا على وجهها الحزن ثم نظرت من زجاج السيارة الأمامي وقد اندهشت عيانها ونظرت إلى رحيم قائلة بسرعة :
رحيم حاسب ،أقف بسرعة في ست مرمية قدام

توقف مسرعًا فنزلت كوثر ولحقها رحيم وقد رأى تلك العجوز قابعة على الأرض بلا حركة ، توجست كوثر ونظرت لها ثم عاودت النظر إلى رحيم، وقالت بنبرة خائفة :
مش بتتحرك معقول تكون ماتت ؟!!
تفرس رحيم بها وجثى على ركبتيه ليـتأكد إن كانت على قيد الحياة أم لا ، تنفس الصعداء عندما تحسس نبضها ووجده ينبض فنظر إلى كوثر وقال :

عايشة
زفرت كوثر بارتياح وحاولت أن تجعلها تفيق لكن لم تستجيب فنظرت إلى رحيم وقالت :
خلينا ناخدها معانة يا رحيم مش معقول هنسبها كده !
تنهد رحيم وأومأ برأسه ثم حملها ووضعها في السيارة لينطلقا مجددًا
……………………………………………….

في قصر الصقر ..
سحب الصقر جود بقوة هائلة وهو يخفى كبت غضبه ،ثم توجه ناحية غرفته هو، وسط نظرات الخدم البائسة من مصير تلك الفتاة المسكينة ، أوصد الصقر باب غرفته وأوقع جود على فراشه الوثير ، ثم أتى بأكبر حزام لديه ونظر لها وهو يقاوم ذلك الجمال الملائكي وكأنه يريد أن يطفئ ذلك الجمال يشعر أن تلك الملامح ليست غريبة عليه يشعر أنه يعرف تلك الفتاة منذ سنوات عديدة لكن لا يستطيع أن يصل لأي معلومة تفييده ،غير ذلك تلك الوحيدة التي تجرأت وأهانته أمام الجميع ، ولا أحد يجرؤ على فعل ذلك معه !….

……….
نظر الصقر إليها نظرات وقحة مغترة وهو يعلن عن ظهور لذلك الحزام ، فارتعدت جود وتراجعت للخلف لكن أبت أن تجعل دموعها تنسدل أمامه وعلى رغم ذلك الخوف الذي بداخلها إلا أنها أبت الخضوع أمامه وحكمّت رأيها بأن تقاومه بكل قوتها فهو قد قتل أبيها وطرد والدتها ولم تفعل أي شيء سوى دفاعها عن والدها المسكين ، أصبحت نظرات جود أكثر شراسة بقليل رغم ذلك الخوف الذي يكمن في قلبها إلا أنها تزيفت القوة ! ، ومن بين نظراتها قالت محاولة كبت غيظها وخوفها :

حتى لو هتموتني مش هيفرج (هيفرق) معايا ،أنت خدت مني كل حاجة خلاص وهستنى اليوم اللي هتموت فيه وتكون عبرة لغيرك !
أعُجب الصقر بهذا الحديث الساخر من وجهة نظره ،ثم نظر إليها نظرات استفزازية مهينة وقد حدت عيناه وأخذ يبرق لها كوحش مفترس ، جعل ذلك الرعب لا حدود له لدى جود البريئة ،خاطبها الصقر بنظراته الفظة قائلًا بنبرة استهزائيه :

برافوا ! ، حلوة أوي الشراسة بتاعتك دي !
ثم أكمل بنظرات تحمل كل السخرية وهو يضحك بمهانة :
لاء وكمان هتخليني أخاف واتراجع عن عقابك !
ثم اقترب منها كدفعة واحدة وقد اشتد اللهيب بعينه وكأنه يقاوم لذة تلك العيون البحرية ليهتف بغلاظة قائلًا :
أنتِ حياتك معايا جحيم يا حلوة ، كلها سواد ،ده جزاء اللي يتحداني ويعصيني ،ميشفش مني غير الموت ، لكن أنتِ مش هتدوقي الموت ،هتتمني الموت ومش هتلاقيه!

قالها بشراسة عالية ثم أشهر حزامه عليها لتشهق جود ليهوي الحزام على جسدها الضئيل وأخذ الصقر يضرب بجسدها دون رحمة أو شفقة ، لتصرخ جود صرخة عالية ولم تعد تتحمل ذلك الألم !!
أما بعد تلك الصرخة توقف الصقر فجأة وهو ينظر لها وهي تتألم ،لا يعلم لماذا توقف أثر تلك الصرخة الكبيرة كاد يمد يده مرة أخرى ويضربها كي يقتل ذلك الشيء الذي قال له توقف ، لكن وجدها قد أغمي عليها ولم تستطع مقاومته فترك الحزام وبثق عليها ،وقد دلف إلى المرحاض وأمر الوصيفة هدى أن تأتي لتعد حمامه !

…………………..
أما في خارج الغرفة فكان الكل حزين على تلك المسكينة وبتحديد في المطبخ حيث وقفت تلك السيدة العجوز ضاربة كف بكف وقالت :
لا حول ولا قوة إلا بالله ، ذنبها إيه المسكينة دي بس ! ، والله لو كنت أعرف أنه مفتري كده ما كنت روحت مع سراج بيه !
هتفت أحدى الخادمات بتذمر قائلة :
وكنتي هتعملي إيه يختي ،قال يعني هتعرفي ترفضي وتقولي لسراج بيه لاء !

تنهدت تلك السيدة بقلة حيلة وأكملت طهي الطعام ،لتدخل رئيسة الخدم “زينب” وهي تنظر لتلك السيدة وتصيح بها قائلة :
شهلي يا حسنية فاضل بس ساعة على ميعاد غدا الباشا لو أتأخرتي ثانية بس هتروحي فيها !،فبطلي لوكلوك شوية !
أسرعت حسنية بتذمر لتكمل إعداد الطعام وهي تقول بخفوت :
حاضر !
نظرت لها زينب بحقارة وتركتها لتكمل بقية عملها ……!

………………………..
كان الصقر يأخذ حمامه باسترخاء تام وكان بجانبه الوصيفة تُدلك له كتفه حسب أمره ،أبعد يدها بقوة ثم نظر لها بفظاظة قائلًا :
بــرا !
انفضت هدى وقامت مسرعة نحو باب المرحاض المُلحق بغرفته لكنها توقفت على الفور عند سماعها صوته الجهوري :
من الباب التاني ، يـــلا!

ركضت هدى خارجًا وقد ارتاحت لأنها ابتعدت عنه ثم ركضت مسرعة إلى أسفل وهي تمتم :
داهية تاخدك ،قلبي وقع !
أما الصقر فقد شرد بعيدًا يفكر في الخطوة التالية التي سيفعلها مع تلك البائسة وتعلو على ثغره ابتسامة خبيثة لكل الأفكار الشيطانية التي يفكر بها ، أغمض عيناه وكأنه يطلب من النوم الحضور لكي يسترخي بهناء ويستطيع التصرف معها !!
…………………………….
استيقظت صباح فزعة وهي تصرخ بأعلى صوتها :

بتيييييي جود ، لاااااااااااا!
تنهدت بصوت مسموع وحبات العرق تسقط من جبينها ثم انفضت وهي ترى المكان حولها ،لتجد نفسها بتلك الغرفة المتوسطة نوعًا ما وهي تهتف بحيرة خائفة :
أني فين ؟!
لتدخل عليها كوثر في ذلك الوقت أثر صراخها لتجدها على تلك الحالة تبكي وترتعش من الخوف فجلست قبالتها تطمئنها قائلة :
متقلقيش ، أنتِ في أمان هنا !

نظرت لها صباح لتجد سيدة وقور يُخيل أنها في بداية العقد الخامس من عمرها، بملابس كلاسيكية رقيقة وشعرها البني القصير الممزوج مع بعض الخصلات البيضاء لكبر السن ، لكنها لمست بها طيبة وأعين حزينة، ثم نظرت بحيرة استفهامية وهي تتساءل قائلة :
حضرِتك مين ؟ ، وأني فين !!
علمت كوثر من لهجتها أنه ليست من منطقتها وتبدو من أهالي البلد والقرى فخاطبتها مطمئنة :
أنتِ هنا في بيتي يا حجة متخفيش ،إحنا لاقيناكي مرمية في الشارع ومغمة عليكي فجبناكِ هنا قوام
تنهدت صباح وهي تتذكر ما حدث لها لتبكي بصمت وقلة حيلة فنظرت لها كوثر بشكل فضولي وهي تريد أن تعلم ماذا حدث لها لذلك خاطبتها متسائلة :

خير يا حجة شكل في حاجة كبيرة حصلتلك !
تنهدت صباح مومئة برأسها بحزن بالغ وهي ترد عليها بنبرة منكسرة :
خدو بني بتيي ، وجتلو جوزي منه لله ربنا ينتجم منه !
مين ده ؟!
سألتها كوثرة بغرابة فأجبتها صباح بصوت متحسر :

اللي كنا عايشين تحت سطوته وجبروته جتل الراجل وخد بتي ورماني من الجرية (القرية)
لم تتفهم منها كوثر خلاصة الموضوع لكنها علمت أن هناك من قام بطردها وأخذ ابنتها وقتل زوجها فتيقنت أنه كان صاحب القرية ، ربتت عليها كوثر ثم قامت وقالت لها بنبرة هادئة :
اهدي بس يا حجة وارتاحي دلوقتي ،وهبعت أجبلك الأكل لحد ما تروقي وتحكلنا على كل حاجة !

صمتت صباح بأسى ،ودلفت كوثر خارجًا نحو غرفة المعيشة لتجد زوجها ووالده جالسين منتظرين قدومها ، ليتساءل رحيم :
إيه اللي حصل معاكي ،مقالتش حاجة ؟
تنهدت كوثر بصوت مسموع وهي تجلس على الأريكة قائلة :
مقدرتش أفهم منها بضبط ،لكن اللي عرفته باين صاحب القرية عندهم طردها ورماها بعد ما قتل جوزها وخطف بنتها !

تمتم رحيم بنبرة مندهشة :
لا حول ولا قوة إلا بالله هو في إنسان كده !
بينما لم يعجبه والد رحيم ذلك الحديث ووجود تلك السيدة فهتف معترضًا :
انتو ايه بتتصرفوا من دماغكم ، جبتوها ليه ما كنتوا تسبوها مرمية ملناش إحنا فيه ، ولا عقل الهانم مراتك فوّت يا رحيم
تنحنح رحيم وهو ينظر لزوجته شزرًا التي طقطقت برأسها أرضًا حزينة وقالت :

ما أنت عارف عقلها يا حج سالم ، وعشان منعملش شوشرة نبقى نشغلها هنا أي حاجة وخلاص!
وقف الحج سالم وهو يتكئ على عصاه قائلًا بتذمر :
كان يوم أسود يوم ما رجعتها البيت !
وتركهم وانصرف لتبكي كوثر بحسرة على حالها فينظر لها رحيم بسخرية قائلًا:
بتعيطي ؟!، هيفد بإيه دموعك الرخيصة دي !
نظرت له كوثر بحدة قائلة :
كفاية اللي عملته فيا يا رحيم ، كفاية أوي إنك حرمتني منه !

لتذهب وتتركه في حالة غضب جامح وتذهب إلى غرفتها باكية بانهيار لتخرج تلك الصورة من تحت وسادتها قائلة :
وحشتني أوي يا غيث ، وحشتني يا ابني !!!، يا ترى أنت لسة عايش ولا مت خلاص !!
………………………………………………………….
أمسكوه بقسوة جارحة ليرموه وسط ذلك الشارع المظلم المخيف ليرى تلك الكلاب تنبح عليه ارتعب كثيرًا وقد ضل طريقه وأخذ يركض بلا هدى خائفًا ليأخذه ذلك الرجل المتشرد وقد ضربه فوق رأسه !!
………..

أفاق الصقر منفضًا في حمامه وقد شعر بالاختناق الحاد ، اشتعلت عينه غضبًا وتقوست ملامح وجهه للقسوة ، وقد لف تلك المنشفة حول خصره وخرج من المرحاض لينظر لجود التي لم تفيق بعد بكل حقارة ،ثم ارتدى ملابسه على عجالة ودلف خارجًا ليتناول غذائه فأمر حارسه الخاص بلهجة آمره قائلًا :
ابعتلي سراج حالًا!!

ركض حارسه على الفور ليحضر سراج وماهي إلا دقائق وأتى سراج إليه مستفهمًا منه :
أؤمر يا باشا !
تقدم منه الصقر وأبلغه طلبه بنبرة اهتماميه حادة :
تجبلي ملف بت حامد الفلاح بأسرع وقت ، عايز كل المعلومات عنها ،وتشوفلي سر خروجها من مكان البهايم ،اتحرك يلا !
أومأ سراج برأسه قائلًا :
عنيا يا باشا !!
ثم تنحنح سراج فنظر له الصقر وقال :

عايز ايه انطق !
تكلم سراج مسرعًا :
الراجل بتاع الصفقة يا باشا راكب دماغه ومش موافق على الاتفاق بتاعنا لازم نشوفله خطة جهنميه تخليه يوافق
شرد الصقر يفكر ثم قال لسراج :
روح أنت !
أومأ سراج وتركه ،بينما جاءت فكر خطيرة في ذهن الصقر ليضحك بشكل غير مطمئن :
مفيش غيرها !

ذهب سراج مسرعًا بينما أخذ الصقر يفكر كثيرًا حتى قرر الصعود فوقًا نحو غرفتها ، بينما استقل سراج سيارته آمرًا السائق :
على المزرعة يلا !
تحرك السائق فور سماعه ليصل إلى المزرعة سريعًا ، ويترجل سراج وعندما دلف داخلًا دب الرعب في أوصال الفلاحات وأخذن يعملن بصمت فنظر إليهن سراج باستهزاء وتقدم نحو سلوى الجالسة بمكتبها توبخ أحدى الفلاحات قائلة :

تشتغلي عدل يا بت ،وإلا هتتجلدي مية جلدة مش خمسين وأنا بقى أبقى أبلغ الصقر باشا عنك وأخليه يتصرف !
ارتعبت الفتاة أكثر وأخذت تقبل يد سلوى عدة مرات قائلة برجاء :
لا يا ستنا أبوس إيدك بلاش الباشا خلاص دلوقتي هشّيل المية صندوج (صندوق)وأوديهم بنفسي للعربية !
نظرت لها سلوى بحقارة واضحة ثم قالت لها بنبرة حادة :
امشي يلا برا !

ركضت الفتاة مسرعة وقد لفتت انتباه سراج الذي أخذ يفكر بشيطانية كبيرة ،بينما نظرت له سلوى وتقدمت منه بابتسامة مايعة :
أهلا سراج المكتب نور !
تقدم منها سراج وهم بتقبليها فأبعدته سريعًا وهي تتجه نحو الباب قائلة :
استنى اقفل الباب مش ناقصة حد يبصلنا !
لم يكترث سراج وجلس على تلك الأريكة ناظرًا لجسدها حتى أتت وجلست بجانبه ثم تساءلت قائلة :
جي عشاني بس ولا في حاجة ؟!

أشعل سراج سيجارته ونفث دخانها بهدوء لئيم قائلًا :
الاتنين !
نظرت له وعلامات الاستفهام على وجهها فأكمل ناظرًا لها :
الأول جبيلي ملف البت اللي الصقر أخدها من هنا عشان الباشا عايزه واستعجلي !
تأففت بضيق وذهبت لتفعل ذلك وهي تكمل قائلة :
أنا كنت فاكرة إن الباشا قتلها وريحنا منها !

كان سراج منشغل بالنظر إلى جسدها لكنه تكلم بنبرة عادية غير مبالية :
عادي هو حر !
أتت سلوى إليه بالملف فأخذه يتفحصه فاقتربت منه سلوى وقالت بنبرة خبيثة :
مش مستعجل ؟!
فهم مقصدها لكنه تراجع عن ذلك ليتعمد إغاظتها وهم بالوقوف قائلًا:
أيوة فعلًا مستعجل ، يلا سي يو بيبي !
تركها وسط دهشتها وما إن ذهب حتت حدثت نفسها قائلة بغيظ :
أه يا واطي !

………..
توجه سراج نحو حظيرة البهايم وأخذ يتفحص ما حولها حتى توجه نجو بهية والتي انفضت فور رؤيته فخاطبها وهو يتقرف منها :
تعالي هنا يا ست أنتِ ..
تقدمت فورًا ناحيته فحدجها بنظرات مهينة قبل أن يقول :
هسألك سؤال ولو مجوبتيش عليه اعتبري نفسك برا القرية كلها !
ارتعدت بهية ثم قالت :
خير يا بيه اؤمر !

البت اللي أخدها الباشا من هنا ،ايه اللي خلاها تطلع من الحظيرة وموقفتش في الصف انطقي !
ترددت بهية في إخباره لكنها علمت أن ليس بيدها شيء سوا أخباره فقالت على الفور :
صباح يا بيه أمها، كانت بتخبيها دايمًا هنا عشان الباشا ميشوفهاش !
اتسعت عينا سراج ثم قبض على ذراع بهية قائلاً بصوت عالي :
وسيدتك عارفة ده ومخبية ليلتك سودة !

توجست بهية فيما هو منتظرها بينما لم يترك لها سراج المجال للحديث بل جرجرها معه إلى غرفة الجلد فوقع قلب بهية وقال للجلادين :
تتجلد 150 جلدة ولو ماتت يبقى أحسن !
صرخت بهية بقوة :
لاااااااااااااا
!!!!!!!!!!
……………………..

كان الصقر جالسًا على كرسيه المريح ناظرًا إلى جود بتشفي بالغ ثم اقترب منها وجلس قريبًا منها يتفرس بجسدها وقد اشتهى بيها ،لاحظ أنها بدأت تفيق وهي تتأوه بألم ، وبعد أن فتحت عيناها بتعب كبير وجدته محدق بها بشدة ففزعت وقامت على الفور ثم صرخت متألمة بسبب ضربه لها فضحك ساخرًا فنظرت له باحتقار تام وقالت بهلع :
إياك تلمسني !!
تلذذ برؤيتها على هذا النحو ثم تركها لتكمل ما لديها فحذرته قائلة :
متفكرش إن بجوتك (بقوتك) دي هتجدر عليا أنا ممكن أجتلك !

وقف الصقر ونظر لها بشهوانية كبيرة يتفرس بها وتلذذ أكثر فور رؤيته لتلك الجوارح في جسدها ! ،فانقض عليها يهم بتقبليها لتصرخ جود :
لااااااااااااااااا مش هسمحلك !
دفعته بكل قدرتها حتى تركها تبعده عنها ونظر لها نظرات الوحش لفيرسته قائلًا :
ده بس عشان تعرفي ممكن أعمل إيه فيكي يا حلوة ،لكن ده مجاش وقته !
نظرت له بتقزز ليكمل الصقر بعدوانية :
جي دلوقتي الوقت عشان أفسحك تعبناكي جامد برضو !

توجست جود مترقبة ما سيفعله ليحملها الصقر مرة واحدة وتشهق جود لكن لم تستطع مقاومته حيث قبض عليها بشدة ،نزل إلى أسفل القصر وأستقل ذلك المصعد الذي نزل بهم إلى أسفل أكثر حتى وصل إلى تلك الحجرة المرعبة لتفزع جود مما رأت …
حيث رأت غرفة متهالكة و متربة بها فقط ضوء الشمس ، وكومات قش كثيرة حولها والكثير من الفئران بها وكان أيضًا هناك ثعبان كبير ارتعدت جود ليضحك الصقر قائلًا :
هنحليكي هنا كام يوم هتبسسطي أوي !

صرخت به جود وهي تبكي قائلة :
أنت مريـــــض ، حرام عليك أكيد معندكش عقل
أنزلها الصقر على الأرضية ثم نظر لها وقال بنبرة لئيمة حادة :
لو مش حابة تقعدي هنا يبقى نكمل اللي كنت هعمله فوق !
انكمشت جود واِشمأزت منه وقالت :
منك لله !

قهقه الصقر بضحكة مزعجة ثم تركها في هذا الظلام متشفيًا بها !
رأت جود ذلك الثعبان يتقدم ناحيتها فارتعدت وبكت مناجية ربها :
ياارب لااااااااا!!!
……………………………….Show more reactions

https://www.barabic.com/stories/15019

تعليقات (1)

إغلاق