رواية في قبضة الطاغية (الفصل الثاني)

رواية في قبضة الطاغية (الفصل الثاني)

._قبيل ذلك بقليل وعند تلك السيارة الكبيرة التي جمعت حامد وبُرعي يندبان حظهمها ،وخاصة حامد فعندما تقدم ليرى من تلك النافذة الصغيرة ما يجري حوله وأين هو ،وجد نفسه في المزرعة فخشي أن يحدث شيئًا لزوجته وابنته فتمتم مناجيًا ربه :

سترك يا رب !
نظر له بُرعي وهو يرأف بحاله فربت على ذراعه قائلًا :
معرِفش اجولك ايه بس يا حامد ليه اتكلمت وعملت كده !
تنهد حامد وظهرت على ملامح وجهه الخوف والاضطراب وهو يجهل مصير فتحدث بنبرة ضعيفة :
لو فضلنا نكستُ على الظلم دِه يبجى هيخلص على أهل القرية كلها !،أنا بس خايف على مرتي وبتي ليعمل فيهم حاجة !

صمت بُرعي ولم يجيب عليه فهو يعلم حجم هذا الافتراء والشر الذي يملكه الصقر !
………..
وعندما وصل الصقر إلى المزرعة وقبيل خروج جود من مخبئها ، أتت سلوى تتعمد التمايل بجسدها لتلفت نظر الصقر ومعه أيضًا سراج الذي فور أن رآها أخذ ينظر لها بشهوانية وهو يتفرس في جسدها الأنثوي الفاضح ، لاحظته سلوى وهو مسلط بصره عليها فتعمدت من التغنج بجسدها أكثر ، أما الصقر فكان لا ينظر لها بل ينظر للمكان حوله متفحصًا الفلاحات ليختار بينهم من يريدها لأسره ،فتقدم منه سراج وهتف يعرض الركن الذي به تجميع الخضار عليه قائلًا :

الركن اللي هناك ده يا باشا في الحلو كله إذا تسمح تخادلك نظرة هناك !
رمقه الصقر بنظرات حادة وقد خاطبه بعجرفة قاسية للغاية :
ملكش فيه أنت ، اللي أشاور عليه يجيلي تحت رجلي وأفرمه !
تنحنح سراج في حرج وارتعاب وتراجع للخلف مومًأ برأسه وهو ينظر للأسفل :
أكيد يا باشا كله تحت أمرك !

اكتفى بإرسال له نظرات فظة مقززة ، بينما تقدمت سلوى بتردد نحوه وهي تلقي عليه التحية باحترام بالغ وقالت :
المزرعة كلها نورت بوجودك وأمرك يا باشا ! ،حالًا التحية الرسمية هتكون جاهزة !
حدجها الصقر بنظرات مميتة قاسية ، فتوترت سلوى وذهبت مسرعة لتأمر الفلاحات بالوقوف في تلك الباحة وجعلت الفلاحات اللاتي يجمعن ركن الخضار بالوقوف في مقدمة الصف بعد أن جهزتهن وجعلت مظهرهن أحسن بقليل ، فعلمن أنهن هنّ الرهينات فتوجسن برعب وأخذت كل واحدة تدعي الله في صمت ألا يأخذها هي !…

تفرس الصقر فيهن تفرسًا شديدًا مُحدقًا بكل واحدة فيهن يُفصّل جسدهن بالتدقيق شديد ! ، وفي تلك الأوقات خطر على باله فكرة شيطانية وهو سرد ما حدث في الأرض حتى يهابونه أكثر فيختار من يراها أكثر إذلاًل وخضوعًا فصاح قائلًا:
لو حد بس فكر يعصيني هتكون نهايته الموت زي ما هيحصل لحامد وبرعي انهاردة ولو حد من عيلتهم أتكلم هيحصلوهم!
وقع ذلك الخبر على صباح بصدمة شديدة أحقًا زوجها سيقتل ! فهتفت في خفوت وهي لم تصدق ما تسمعه :
هيجتلوج (هيتقلوك) يا حامد ، يادي النصيبة ،عِنا يارب !

سمعت بذلك جود وهي مختبئة في الحظيرة تحت كومة القش وقد ارتعد قلبها وقالت من بين شفيتها :
أبويااا! ،هعمل ايه دلوجتي هيجتلوا أبويا لازم اتصرف !
وهنا اندفعت جود بكل قوتها من كومة القش صائحة به بكل شراسة:
لااااااااا إلا أبويا خدني مكانه ادبحني بداله!
فصاحت صباح بها:
!!! بتيي لااااا

بينما نظر لها الصقر وقد اشتد الغضب به لكن عندما رآها حدق بها بكل عينه ولم يصدق ما يراه !…
حدق فيها الصقر بأعين مشتعلة تكاد تلهبها لم يصدق أنه يرى ذلك الجمال بعينه ظهرت على وجهه علامات الخبث وهو يكاد يفتك بجسدها وجهها من شده جماله ، ارتعد الجميع وقد علموا أن مصير تلك المسكينة سيكون عسير ،لكن لم يخفي الصقر حدته وغضبه نحو سلوى فتقدم منها وأمسك معصمها بقوة عنيفة وقال :
مين البنت دي وليه أول مرة أشوفها هنا !؟

ارتعدت سلوى وتألمت للغاية وهو ممسك بها بل زاد من قبضته عليها فهتفت بنبرة متقطعة :
آآآ إيدي يا صقر باشا مش قادرة أتحمل
شدد أكثر عليها ورمقها بنظرات مهينة ليهتف صائحًا بها :
تجاوبي على سؤالي أحسلك ومتعارضنيش ، انطقييي مين البنت دي !
حاولت سلوى التحمل وهي تشعر بالمهانة أمام الجميع فمظهرها يعد أهم شيء لديها فقالت من بين ألمها :
دي بت فلاحة عادية بت صباح مرات حامد يا باشا !،والمفروض أنها بتقف كل يوم الصف بس أكيد حضرتك مخدتش بالك منها !

دفعها الصقر بقوة لتقع أرضًا متألمة ثم هتف بسخرية بالغة :
واضح يا هانم ما هي طالعة من حظيرة البهايم اللي زيك أهو !
تقدم الصقر بخطواته نحو جود التي ركضت نحوه وجلست أرضًا تهم بتقبيل قدمه وتقول :
أبوووس إديك يا باشا ما تدبحش أبويا خدني بداله وادبحني أنا لكن هو سيبه عايش !
أوقفها الصقر بقبضة من يده على رأسها وقد نزع عنها خمارها ليكشف له شعرها الجميل فزاد طمعًا بها فجذبها بقوة أكبر وهتف بنبرة كالفحيح :

أنا قولت اللي هيتجرأ ويتكلم ويعارضني هتكون نهايته الموت ،لو حابة تموتي مفيش مشكلة مفيش أسهل منه لكن مش معنى كده أبوكي يعيش يا روحي !
ثم نظر لها نظرة كلها استفزاز وزاد من رغسه في شعرها فتأوهت بأنين ثم نظر لها بخبث واضح وأعين جريئة :
بس خسارة فيكي الموت يا حلوة ،اللي زيك يلزمني وأنتِ صاروخ كده !
اشمأزت جود منه ومن كلماته بينما أخذت صباح تبكي بقلية حلية قائلة :
آآآآه يا بتي خدوكي مني خلاص أنتِ وأبوكي هعيش إزاي دلوجتي !
تأفف الصقر من صوت تلك العجوزة البائسة فأشار إلى سراج وهو يؤمره قائلًا :

سرااااج روح سكت الولية دي بألمين وإرميها برا القرية خلاص معدش ليها لازمة هنا !
وجد الصقر سراج محدق في الفتاة بنظرات جريئة فصاح السقر به غاضبًا :
سرااااااااااااج !
انفض سراج من صوت سيده وذهب مسرعًا حيث أمره وأخذ صباح التي تصرخ بشدة بعنف ليرميها خارج القرية بأكملها صائحًا:
امشي يا ولية قداااامي !
هتفت جود من بين صرخاتها وشاهقتها:
أمااااا!
كان مازالت صباح تصيح وتقول :
بتييي حرام عليكوا يا ظلمة حراااام !

بكت جود أكثر بحرقة وأخذت تضربه بيدها وتعنفه قائلة :
حرام عليك يا حيوااان أنت ايه معندكش قلب خدت مني كل حاجة حسبي الله ونعم الوكييل فيك ربنا ياخدك !
وسط كل ذلك اندهش الصقر من صراخ الفتاة به وقربّها إليه ضاغطًا على وجهها بشدة ناظرًا في عينها الزرقاء ليجد بهم كل الحزن والأسى والبغض فاحتد عليها فكيف تجرؤ على الصياح به هكذا ،

ومن هنا اندفع رجال الصقر شاهرين أسلحتهم نحو جود التي انفضت مرتعدة بينما اشتد حقد الصقر عليها وقد صفعها بقوة فوقعت أرضًا وقد انسدلت الدماء من أنفها ليخلع الصقر معطفه لتبرز عضلاته القوية من تحت قميصه ليجذبها مرة أخرى ويصفعها عدة مرات وكأنه يطفئ جمالها حتى ظهرت تلك الكدمات في وجهها وعلى يدها ، وكل الفلاحات يشاهدن ذلك بصمت وفزع ومن ضمنهن بهية التي باتت تبكي بحرقة على زوجها بُرعي وعلى تلك المسكينة ولكن ورغم كل ذلك حمدت الله أنه لم يأخذ ابنتها وهي تدعو الله في خفوت !…

اكتفى الصقر بالبثق عليها بعد أن أنزل بيها الجراحات وهي تبكي بصمت فلم تقدر على التحمل وخارت قواها وأغمى عليها هامدة بلا حراك !…
أتى سراج بعد أن دفع بصباح خارج أسوار القرية منتظرًا أوامر سيده حيث علم أن الأمر خطير للغاية ! ،ونظر نحو جود الممددة أرضًا بلا قوة وقد ألحقه الفزع عقب رؤيتها بهذا المنظر لكن لم يقل شيئًا وهتف تجاه سيده :
تحب نخلص عليها !
-لاء !
هتف بذلك الصقر بعد أن ظل ينظر لها متلذذ بكونها هامدة دون حركة وقد تشفى بها قليلًا ،ثم عاود النظر إلى سلوى وقد علت نبرته وهو ينده عليها :

سلـــوى !
قامت سلوى مسرعة رغم الألم الذي يعتريها وتقدمت منه في انتظار تلبية أوامره فهتف بنبرة شرسة قوية :
جمعيلي شوية بنات من عندك من كل ركن هاتي 3 وابعتيهم مع سراج ،قدامك ساعة بس لو ملقتش عندي البنات اترحمي على روحك ، ولو واحدة عاندتك اجليدها لحد ما تموت !
أومأت سلوى برأسها عدة مرات وقال وهي تهم بالذهاب :
حالًا يا باشا هخلصهم !
عاود النظر نحو تلك البائسة نظرات مستفزة ثم أمر رجاله قائلًا :
خدوها على عربيتي الخاصة بسرعة !

تحركوا فورًا وحملوها نحو سيارة الصقر بينما التفت الصقر ليعاود أدراجه ويذهب من المزرعة وسط هؤلاء الناس المنحنية رؤوسهم بصمت في هلع ورعب كبير !
…..
انتظر سراج حتى ذهب وركض مسرعًا نحو سلوى ليتحدث معها ويسايرها!
….

سراج سليم الحامدي هو ذراع الصقر باشا اليمين ينفذ له كل طلباته له جبروت خاص وقوة شرسة لكن أمام الصقر يرتعد ولا يستطيع أن يتجرأ عليه مع كل ذلك هو مخلص له ووهبه كل ثقته فأصبح الصقر يعتمد عليه في كل الشؤن ،سراج عمره خمسة وثلاثون كان متزوجًا لكنه أنفصل عن زوجته منذ زمن بعيد حيث اكتشف أنه عقيم لا ينجب فتركته زوجته وحيدًا فقرر الانتقام منها وقتلها ،فقتلها بالفعل في مكان مهجور بالقرب من القرية ،رآه الصقر وقد أعجبه ما يفعله فأخده عنده وأولاه المهام الاجرامية فأصبح معه ما يقارب السبع سنوات ،لكن الذي في قلب سراج يخفيه لا أحد يعلمه فقد اكتسب الشر لأبعد الحدود !

………
توجه سراج نحو سلوى التي كانت منشغلة بجمع الفتيات وقد كانت في حالة لا يرثى لها فأمرت نديمتها بتجهيز الفتيات وأمرت اللاتي رفضن الذهاب بالتوجه نحو غرفة الجلد لتجلدن حتى يموتن وهذا ما فضلهن ، استرخت في مكتبها تداوي جروحها فدخل عليها سراج ،فنظرت له بضيق جلي فاقترب منها وجلس قربها حتى سمعها تقول بتأفف :
شوفت اللي حصل انا كنت هروح فيها خلاص!

تنهد سراج بلؤم وهو يرى قدميها العاريتين التي باتت تطهرهما من أثر الوقعة وهتف بعدم اكتراث :
ايه الجديد يعني ولا لسة متعودتيش عليه !
أمسكت سلوى بعلبة المطهر ووضعت القليل على قطعة من القطن وقد رفعت من قدميها أكثر وقد تعمدت ذلك فور رؤيتها بنظرات سراج لها ، ثم أخذت تطهر قدميها ببطء وقد هتفت منزعجة :
قصاد كل اللي بعمله ده ومش بيفرق معاه أووف ،المهم قولت لرجالتك يستنوا البت تهاني تخلص البنات وتصولهم لقصر الباشا !

أومأ سراج برأسه وهو مازال ينظر لها نظرات غير مريحة وبلع ريقه ثم توجه نحو باب مكتبها وأغلقه بالمفتاح سريعًا وتوجه ناحيتها مقتربًا منها بابتسامة خبيثة :
تعالي أنا أكملك تطهير الجروح ده أنتِ تعبانة برضو !
ابتسمت له سلوى وأعطته قطعة القطن وقالت بنبرة مدللة :
أها ،فعلًا تعبانة !

……………………………………….
وصل الصقر إلى قصره ترجل من السيارة فتوجه رجاله ليحملوا الفتاة عنه فأوقفهم الصقر بإشارة من يده فتوقفوا في وقت واحد ،حملها الصقر بين ذراعيه وهو ينظر لها نظرات متشفية غليلة ، فُتح باب القصر فور وصوله عند الباب فكل شيء له وقت محسوب له ،

توجه نحو درج أسفل قصره وفتح ذلك الباب الحديدي بمهارة ليدخل بها إلى هذا السجن القبيح المخصص للحالات الخاصة فهو لديه أكثر من سجن كل واحد منه له مهمته الخاصة أما هذا السجن التي به جود هو أكثرهم خطورة وأبشعهم مظهر ، وهذا معمول فقط للحالات الفردية أي لا يدخله سوى فرد واحد يتلقى مصيره بأبشع الأشياء ،

رماها الصقر على أرضية السجن المظلم الذي لم يظهر فيه أي نور فقط نور الباب وإن أغلق الباب فستحل العتمة كلها وقد تعمد الصقر أن يجعل ذلك السجن به ظلام دامس وألا يظهر منه أي عتبة ضوء حتى يشعر من فيه بكل الرعب والذعر تبسم في رضا ثم التفت وغادر مغلقًا الباب بعدة مفاتيح حتى تعم الظُلمة الدامسة عند جود !!…..

تركها وذهب إلى غرفة مكتبه الكبير ، وأخذ قنينة كبيرة من الخمرة وأحل أزرار قميصه العلوية وتمدد على تلك الكنبة الوثيرة وأخذ يتجرع القنينة بشكل مقزز وهو يفكر بكل الطرق لإذلال وتعذيب تلك الفتاة فلا أحد يجرؤ لعصيانه ،ولكن لحسن حظها أنه أبقاها حية لجمالها حتى يستغله أبشع استغلال ويشتفى بها ….

……….
الصقر”هو رجل ليس عادي، شخصٌ لن لنجد لمثله شبيه لا فيه شكله أو طباعه الحادة ، إن تحدثنا عن مظهره فمظهره مرعب مخيف ، لديه عيون سوداء كبيرة كالصقر وشعره ليس كثيفًا بل خفيفًا للغاية باللون الأسود ، لديه جسد كالصخر تمامًا وتلك العضلات المتبرزة منه كثيفة فبضربة يد واحدة منه قد تؤدي بموت أحدهم ،

ضخامته ليس لها حدود أما عن عمره فهو في الثاني والثلاثين من عمره ،بطبع لا يفكر في الزواج فهو يكره أي شيء به شريعة ويعشق أن يفعل كل المحرمات ، لديه أكبر سطوة وجبروت تملك تلك القربة عنوة وأصبح هو الملك بها ويعتبر هؤلاء الفلاحين عبيدًا عنده إن تجرؤ وعصوه يدمرهم بقبضة من يده ، هو طاغٍ إلى أبعد الحدود ،لم يُصرح باسمه لأي أحد هنا فلا أحد يعرف هويته أو أي تفاصيل عن حياته ،لذلك لقبوه بالصقر وأصبح هذا هو الاسم الدائر بين أهل القرية ! ، أما عن منشأه فلا أحد يعلم عنه أي شيء وعن حقيقة نسبه !

انتهى الصقر من تناول القنينة وما هي الى دقائق وطرق الحارس الشخصي باب المكتب فقال الصقر وهو مازال على هيئته بصوت أجش :
اتنيل ادخل !
دلف الحارس بتوتر ثم هتف قائلًا على الفور :
الحراس جم يا باشا ومعاهم البنات أوديهم السجن العام ؟
لم يكترث الصقر كثيرًا واكتفى بالتصفير ثم قال بنبرة غليطة :

وديهم ،وطلعلي واحدة منهم على الأوضة الخاصة تكون أكتر واحدة تشوفها خايفة ومرعوبة ، قدامك عشر دقايق ،يلا اتحرك !
تحرك الحارس على الفور وذهب ليفعل ما أمره سيده بينما انتظر الصقر قليلًا وذهب إلى تلك الغرفة الخاصة التي يفعل بها دوما محرماته ،ليجد تلك الفتاة المكبلة الأيدي والأرجل من الحديد وقد تكمم فمها حتى لا تصيح وتنظر له بذعر وهلع وهي تبكي بشدة ، كانت تلك الفتاة عارية تمامًا ،وهذا ما يأمر به ابتسم لها بتشفي واقترب منها ليغتصبها بلا رحمة أو شفقة بعد أن أنزل بيها الجراحات وأهرها ضربًا ، لم تستطع الفتاة المقاومة والتحمل أكثر من ذلك فماتت أثر تلك الضربة الأخيرة على وجهها ، علم بذلك وابتسم بتلذذ ،ارتدى ملابسه وذهب خارج الغرفة وقال لتلك الخادمة الواقفة بفظة :

تدفنوها برا القرية في خلال نص ساعة عايز اشوف التربة اتقفلت عليها !
ذهبت الخادمة مسرعة وقد قالت لبعض الحراس ليأخذوا تلك الفتاة ويدفنونها بلا رحمة كمصير غيرها !
…………………………….

في غرفة السجن المظلمة ، تحركت جود بألم وتأوهت وهي تجاهد فتح عينها لكنها لم تميز هل فتحت عينها أم لا بسبب ذلك الظلام الدامس إلا أنها حاولت الوقوف بأعجوبة وهي تنفض بذعر ولا تعرف أين تكون وماذا أحل بها ،بكت بحرقة على حال والدتها ووالدها تُرى ماذا أحل بهم هل حقًا والداها قد قُتل أم لا !
جلست على الأرض تبكي وتناجي ربها وتقول :
يارب متسبنيش !

……….
أتى سراج فور طلب سيده له ليجده يأكل طعام الغذاء بكل شهية فنظر له الصقر وقال بنبرة آمرة :
تنزل السجن العام وتخلص على بُرعي هتقتله بالبندقية الطويلة وتخليه عبرة لغيره والباقي يتجلد !
أومأ برأسه عدة مرات ثم تساءل بنبرة مسطردًا :
واللي اسمه حامد يا باشا نخلص عليه هو كمان ولا نجلده زي الباقي ؟
لم يجيب عليه الصقر على الفور بل فكر قليلًا ثم هتف :
اقتله !

…………………………
ظلت جود تبكي ومر الوقت عليها منكمشة في إحدى الزاوية وهي ترتعش من الخوف من ذلك الظلام وظلت تستغفر وتناجي ربها ،حتى سمعت صوت تلك المفاتيح فارتعدت ووقفت والتصقت بالحائط ،ليظهر وجه من تبغضه ،الصقر ! …
دلف إليها الصقر وهو ينظر لها متسليًا برعبها هذا ،حاولت جود ان تستجمع بعض قواها وهتفت بوهن :
أبويا فين ،أرجوك متقتلوش !

تقدم منها وقال بنبرة قاسية :
قتلته !!
فزعت جود وخرّت أرضًا ولم تصدق ما قاله فجثى الصقر على ركبتيه وقال بنبرة باردة :
إياكي تفكري تتحديني أو تفتحي بوؤك يا حلوة ، وأيوة أنا ظالم ومفتري ومعنديش رحمة !
نظرت له جود من بين دموعها باشمئزاز تام وهي في حالة قهر شديدة على حال والدها الراحل !
بينما جذبها الصقر من جذور شعرها وقال :

أما أنتِ بقى فحسابك عسير معايا وهتشوفي أيام سووودة أسود من عيوني !
ارتعدت جود وتألمت من قبضته القوية ليهتف الصقر بكل شيطانية :
جي عقابك يا حلوة !!……………………………………………………………

https://www.barabic.com/stories/15022

تعليقات (1)

إغلاق