رواية رسول إبليس الجزء التاسع والأخير

رواية رسول إبليس الجزء التاسع والأخير

رحلت عزيزة حزينة غاضبة من ثورة عبدالمتعال ،بينما وقف مصطفى ينظر لها حتى غابت عن نظره،و وقف عبد المتعال يضرب كف بكف ويحدث زوجته أن الحقد قد نال من اخته ايضاً،

إنها تتهم الشيخ مصطفى بالقتل والترهيب،وتصدق كلمات عمتى العجوز والتي خرفت قبل موتها، مر اليوم وحل المساء وحان وقت النوم، كان عبدالمتعال حزين لما بدر منه، لقد ظل يلوم نفسه،

كيف سولت له نفسه ان يقسو على عزيزة قرة عينه، انها اخته وصديقته وامه بعد امه،لقد كان اولى أن يهدأ من روعها،فهي سمعت من عمته العجوز ومن الناس ولها الحق ان تخاف مثلها مثل غيرها، ظلت زوجته تهدا من حزنه،لكن لم يستطع النوم،فنهض وقرر الذهاب اليها لطلب السماح منها ،خاصة انها مريضة بمرض السكرى ويخشى عليها.

حاولت زوجته ان تثنيه عن قراره الذهاب لها الليلة والصبر حتى الصباح لكن رفض، لقد شعر بانقباض القلب، وبالفعل أمسك عصاه وقرر الذهاب وبينما يغادر منزله رأى كلبه يسير خلفه كالعادة،لكن زجره واوقفه وذهب بمفرده ليلاً ولم يمنعه ظلام الليل الحالك او بروة الجو،

كانت عزيزة تسكن بدار تطل على ترعة كبيرة لا يفصلها عن الدار الا بضع مترات قليلة كانت تعيش مع ثلاثة اطفال لها بعد وفاة زوجها، اقترب عبدالمتعال من الدار فوجد الباب مفتوح رغم تاخر الوقت وبرودة الطقس،دلف الى الداخل ونادي اخته فلم يجبه احد،بدأ القلق يتسلل الى قلبه ففتح باب غرفة نومها مع اولادها فوجد شيء رهيب وجد ابناء اخته الثلاثة مذبوحين كالنعاج،

فصرخ وظل يمسك بهم ويقول من فعل هذا بكم من فعل هذا وظل يصرخ ثم تذكر شقيقته فبحث عنها في الدار ولكن لم يجدها فخرج خارج الدار مثل المجنون ييحث عن شقيقته فلمحها تسير باتجاه الترعة بخطوات ثابتة فظل ينادي عليها لكن لا تجيب ولا تلتفت اليه،

فهرول اليها لكن سبقته ونزلت الترعة ولم تخرج منها وعندما اقترب من الترعة ظل يبحث عنها لكن لم تظهر وكأن الماء ابتلعها مثل حوت يبتلع سمكة صغيرة، فخرج يصرخ ويبكي مثل الاطفال وجلس على حافة الترعة يبكي بكاءً مريراً

حينها تذكر كلمات اخته له عن مصطفى وتذكر عمته التي حذرته دائما واتهمها بالخرف والممرضتان إيمان وسمية وكيف قضوا، وظل يتسائل هل يعقل أن يتلبس مصطفى روح شريرة ؟!
هل فقد ابنه ألى الأبد،إنها مصيبة كبرى في ولده،
وماذا يفعل وكيف الخلاص ؟!

ثم تذكر كلمات عزيزه عندما أخبرته أن كل من يعرف سره يقتله فانتفض جسده وهب واقفاً وتذكر زوجته لقد علمت الخبر، سوف يقتلها يا الله،

فهرول بسرعة عائد الى بيته هائم على وجهه يجري تارة وينكب على وجهه تارة اخرى وبينما هو يجري رأى كلبه قادماً عليه. وهو ينبح بشدة ،فعلم أن ثمة شيء قد حدث،واكمل طريقه الى الدار وفتح الدار ونادى زوجته فلم ترد حتى دلف الى غرفتها ودقات قلبه متسارعة ولا يكاد ان يلتقط انفاسه فلم يجدها ولكن وجد ولده محمد نائم بمفرده ولم يجد مصطفى

صعد بسرعة الى سطح الدار فوجد زوجته جالسة وبيدها مصطفى وهى تسأله ماذا تريد من هنا يا بُِني ؟
وهو صامت لا يتحدث هدا قلب الرجل عندما وجد زوجته وابنه،لقد كان الامر طبيعي فيما يبدو،وعندما رأته زوجته،فرحت وقالت له أدركني ولدك يريدني اصعد للسطح ولا ادري لما وعندما رفضت ظل يبكي ويصرخ،

انظر ماذا يريد لا اعلم،حينها نظر لها مصطفى بغضب وقد تحولت عيناه الى اللون الاحمر، هنا جذبها عبدالمتعال صائحاً إبتعدي بسرعة عنه،إنه شيطان يقتل الناس،لقد قتل عزيزة واولادها.

حينها عوى مصطفى مثل الذئب وفجأة تحول الى قط أسود كبير في حجم ذئب،فصرخت زوجة عبدالمتعال وهرولت الى اسفل مع زوجها لكن وجدت القط امامهما ووثب على وجه زوجة عبدالمتعال وأقتلع حلقومها من مكانه بأنيابه،

صرخ عبدالمتعال وظل يستغيث وهو يهرول خارج الدار هرباً حتى سقط على الأرض وأثتاء محاولته النهوض بسرعة وجد القط وثب على صدره وعوى ثم انقض على رقبته هناةاستيقظ عبدالمتعال مذعورا من نومه بصرخة مدوية أيقظت زوجته والتى أمسكت به متسائلة.

ماذا بك اعوذ يالله من الشيطان الرجيم،هل رأيت كابوساً؟! ثم نهضت بسرعة واحضرت له الماء وشرب. ثم تنهد وقال. لقد كان كابوساً مرعباً،ثم نظر الى طفليه والى مصطفى خاصة وضحك بشدة حتى تعجبت منه زوجته،فقص عليها ما رأى في المنام بسبب كلمات عمته بالأمس ظلت تضحك زوجته،

ومرت الأيام ولم يحدث ما قالت عنه عمته وما كانت إلا خرافة

النهاية

تعليقات (0)

إغلاق