رواية هديل وغازي الفصل الثامن والثلاثون

رواية هديل وغازي الفصل الثامن والثلاثون

إذن ، تسلقت بوابة القلب.

إذن ، تمكنتِ أن ترتقي الجدران المرصعة بقطع الزجاج ، المطوّقة بالأشواك الوحشية..

وإذن ، استرقت السمع ..

فاجأتِ قلبي يتحدث مع نفسه :

” أيها الرفيق القديم ، بدأنا نشيب . بدأنا نشيخ . الثلج في كل شبر .

العنكبوت في كل زاوية . الغبار يمتص الخلايا “

وعندها بدأت مؤامرتك الصغيرة .

تواطأت مع الزهور فقالت لي إنك مررتِ بها هذا الصباح .

مكرتِ **** مع العصافير فكانت زقزقتها حروف اسمك.

وانضم الغيم إلى المؤامرة فتلّون بضفائرك.

ونجحت المؤامرة.

خفق القلب العجوز وصفق. وطرب ورقص .

ذاب الثلج . رحل العنكبوت. وتطاير الغبار.

وانهمرت من كل مكان سمفونية العشق المجنونة.

وأضبئت الشمعة . وأقبل الأصدقاء.

وكانت المفاجأة …

يحتفل القلب بعامه الأول.. القلب يتحول إلى طفل صغير شقيّ يحبو.

ويموء كالقطط الضئيلة . ويعبث بالأثاث ويطارد ذيله.

ووقفت أتأمل قلبي الجديد القديم..

أتأمله ينبض على انطباقة جفنتين من النرجس.

ويصحو على تمرد شفتين من الشفق. ويستسلم سعيداً ليدين من حرير.

مرحباً بك في قلبي!

المرحوم بأذن الله تعالى..غازي القصيبي…

كانت جالسة بغرفتها…

تقرء حروف الكتاب فلا ترى الا الإنتقام يرتسم بين الحروف..

تنظر لحرف U فتتمنى لو كانت مشنقة لذاك الكريـــهـ..

وحرف G كمقصلة لقطع رقبتهـ..

تريد التركيز فدراستها والشهادة المحدوودة قد تساعدها كثيراً..

ورسالته اللتي ارسلها على جوالها..

تضيق بها وتتمنى لو تستطيع رميه بالرصاص..

العفو دام العفو للمقتدر

قدرك ربي على قلب يبيك

اما يذبحني جميلك وتغفر !

ولا انا ذابحني ذنبي قبل اجيك

انت ياللي اوسع الدنيا “صدر ” !

احلم الاحباب لا جيت ارتجيك

ما عرفتك .. لين فقدانك قهر

لين صارت كل اسألتي عليك !

العناد اللي ملكني .. والكبر !

” كذبتني ” عنك وقلبي مشتهيك !

جيتك آسف كلي يمك { منكسر

لمني .. بحضنك وقلي ما عليك !

صاحبي ما عن دروبي لك مفر

سقت لك عمري وتركته في يديك

قلبي مل من الجفا وجيت اعتذر

لا تعاتب من فقدك وحس فيك !

وإن إنتقمت منه كما يستحق..

هل ستنطفى النار بقلبها…

رغم مرارة الفكرة اللي تدور في بالها..

وقســـــوت اللي راح تسويه..

وصعوبة الموقف اللي راح تتعرض له مع راكان..

إلا إنها مصممة تنتقم وتذوقه نفس اللي ذاقته..

مو فضحني..

مو تكلم علي وجرحني..

سبني شتمني وتقول علي بالباطل..

والله ياراكان انك تستاهل اللي بأسويه فيك..

مرت ببالها شـــهد …

وهي تسترجع حوارهم عن الإنتقام..

وكيف قدرت تنتقم لنفسها من زوجها..

فتحت جوالها وقررت تتصل بشهد..

لكن جوال شهد كان مغلق..

أحتارت كيف توصل لها او تتكلم معها..

فتحت المسن..

بس إيميل شهد مو عندها..

راقبت المتواجدين معها في المسن..

خانة المفضلة لم تحتوي الا على اسم واحد..

هـــديل فقط…

قفلت ايميلها وفتحت إيميل هديل..

ماكانت هذي أول مرة تدخله..

بين فترة وفترة تدخله تراسل نفسها على ايميلها..

تخاف لا يجي يوم وماتلقى الايميل..

لاحظت وجود شهد متصلة..

نسخت ايميل شهد ولما كانت بتطلع ..

انفتحت صفحة محادثة من شهد لهديل..

أفنيت عمري بانتظاري وعدها و أبليت فيها العمر وهو جديدي**

من أنتي …؟؟

حست بصدمة شهد لما شافت إيميل هديل اون لاين..

وأكيد تبي تعرف من يكون العابث بايميل صديقتها..

الله عليك ياشهد لساتك تنتظرين وعدها..

أفنيت عمري بانتظاري وعدها و أبليت فيها العمر وهو جديدي**

مـــــــــــــــــــــــــــن أنتي..؟؟

من عقب الاحباب مكسورة مجاديفــي غرقان والموج يلعب بي على كيفــــه**

أنا غادة…

ياقلب أختك يا هديل..

كنت أشوفك تذبلين بفراق هادي…وتموتين من القلق والشوق..

حسبي الله ونعم الوكيل..صدق كانت مكسورة مجاديفك..

شهد\أنتي غادة؟؟

غادة\إيه انا غادة..

شهد\ليه..؟؟كيف طاوعك قلبك ؟؟

غادة تمسح دموعها\تصدقين لو أقولك لما ادخل احسها موجودة..

تنسيقها لايميلها..ولا التوبيك..أشتقت لها ياشهد..

شهد\وش أقول أنا..وأنا كل مافتحت ايميلي ارسل لها رسالة..

سولفت لها عني ووش صار فيني بعد موتها..

كتبت لها اني نجحت بالرياضيات بالقسم اللي اخترته عشانها..

مع اني مو فالحة فيه ولا في التخصص كامل..

قلت لها عن سعد وش سوى فيني..وقلت لها كيف انتقمت منه..

حكيت لها عن زواجي..وعن خوفي من زوجي..

غادة\تدرين أن هديــــل ماتت..؟؟

شهد تبكي\إيـــــــــه يا غادة ماتت..

غادة\يعني مابترجع..

شهد\لا حبيبتنا مابترجع..

إنقطع الإتصال وكل وحدة منهم..

غرقت بذكرياتها مع هديل..

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

كان في سيارته من صلاة الفجر وهو فيها وينتظر..

يراقب متى تطلع ام غازي من البيت لتحفيظ القرآن..

لما شافها طلعت ومشت سيارتها..

نزل وهو متلطم بشماغه..

دخل الفلة ورقى الدرج بسرعة..

فتح باب غرفتها ودخل من دون إستئذان..

صدت عنه مفجوووعة بوجود رجل غريب معها …

مدت يدها لروب القميص تبي تلبسه..

وهي تركض هاربة منه لغرفة تبديل الملابس..

لكن يدينه كانت أسرع ومسكتها بقوة..

رشا بصراخ وخوف\لااااااااااا ابعد عني ابعد..

يومــــــــــــــــاااااااهـ..اتركني يا كلب يا حقير اتركني..

ياحيوان اتركني..

زوجي بيجي الحين وبيذبحك اتركنيييييييييييييييييييييييي..

ضربته على وجهه بقوة وسحبت نفسها منه ..

لكن يدينه كانت تضغط على عضودها بقوووة لحتى حست انها راح تتحطم بين يديه..

رشا تبكي برجاء\تكفى اتركني الله يخليك وش تبي مني وش تبي..

الحين خذ الفلووس وخذ الذهب اللي تبيه خذه بس اتركني..

للحظة طرى في باله لو يغتصبها من دون ماتعرف من يكون..

وتعيش بالقهر والخزي اللي عيشته فيه..

بس هو ماهو بمثلها..وقلبه عايفها وكارها..

طول ماهو برحلت الرجوع..

والأفكار والظنون تتوالد براسه..

بس ماكان يقتنع باي فكرة مهما كانت راجحة..

هي تزوجت وهي حامل..

والأكيد من بعد ما تاكد ماهو بولد سعود..

راجح بصوت حاد\الولد منهو أبوهـ..؟؟

رشا بصوت مقطوع من الصراخ\رر ر اجـ.. ــح

راجح يمسك فكها بقوة\منــهو ولــدهـ ..؟؟

إنطقي قولي الولد وش اسم أبووووه تكلميييييييييييييييييييييييييييييي؟؟

رشا تبكي\أنت وش تسوي ابعد عني يامجنون..

اتركني راجح اتركني..

راجح يثبتها على الجدار\قولي وش اسم ابوووه..

من ابوه تكلمي..

رشا برعب\أبو من..؟؟ابعد عني

راجح\ولدك يا كلبة من يكون ابوووه؟؟

رشا بصراخ\ولد أبوووه ولد سعووود..

انت استخفيت اتركني..

راجح\كــــــــــــــــــذابة مو ولد سعووود مو ولده..

رشا تبكي\والله ولد سعود والله العظيم ..

راجح\كذابة خاينة..

سعود لما تزوجك ماكان يقدر يجيب عيال..

سعود مايجيب عيال يا كذابة..

رشا منهارة\ولد سعود ولدهـ..

راجح\أنتي ولدتي بعد زواجك بست شهور بولد كامل..

كيف تولدي بولد ما تمم شهوره التسعة ويكون كامل كيف..؟؟

رشا برعب\ممم ..مـ ن ربي..أنت مو أكرم من الله..

الله عطاني اياه كامل..

راجح يهزها بقوووة\سعود مايجيب عياااال من أبو الولد من؟؟

رشا تشهق\مـــــــــــــــــــــــــــ أدري..ما أدري من يكون أبوه ما ادري..

راجح من بعد كلامها حس الدم يطفر من عيونه..

والأعصاب راح تنفجر براسه..

مو مصدق رشا تكون كذا..

والمصيبة انها ماتعرف من ابو ولدها..

راجح باحتقار ضربها كف\مـــن كثــرتهم ماعاد عرفتي من أبوووهـ..

ماعدتي تعرفين من يكون أبو ولدك يا يا ….. ولا كلمة ممكن توصفك..

رشا تبكي من الخوف ورهبة الموقف..

مو قادرة ترد عليه..

ولا تشرح له اللي صار..

هو مو مساعدها ابدا..

يصارخ ويسب ويشتم..

رشا\لا والله لا مو كذا اسمــعنــ ……

راجح يحط يده على فمها بقوة\ولا كلمة..ولا تحلفين بالله..

تسدين حلقك وتنكتمين..

كيف خدعتيه وخليتيه ينسب الولد له..

سعود تعرض لحادث قبل زواجكم ومن بعدها مايقدر يجيب عيال..

ولما تزوجك وعرف انك حامل كلمني وقال زوجتي حامل..

وقلنا ان الفحوصات كانت غلط وصدقته..

صدقت سعود وهو كان يغطي عليك..

وأنتي كذابة يا حقيــــــــرة..

والمصيبة ماتعرفين من ابوووه ماتعرفين..

رشا طاحت ع الارض تبكي..

رشا بصوت مخنوق\أنــا مدري هو سعود ايه سعود..

راجح\ماهو بسعود يا الكذابة..

رشا\بلى بلى اكيد هو ولد سعود ايه هو ولدي ولدي..

راجح\ولدك ماهو بولدنا..

راجح طلع من الغرفة ووقف عند الباب قبل يطلع.

راجح بقــــــــــسوة\أنتــــــــــي طــــالق..

أنا اللي كنت مع سعود بعد الحادث اللي صار عليه..

وأنا كنت معه في علاجه..

الفحوصات اثبتت ان سعود مايقدر يجيب عيال..

بس ليه كذب علي وقال ان زوجته حامل وبيجيه ولد او بنت..

ليه غطى عليها..

لايكون غازي اجبرهـ..لانها اخته..

بس غازي ماهو بنذل..

يدفنها ولا يسال فيها بس ما يداريها بهالشكل..

نصبت على سعود وخلته يتزوجها..

وانا اقوول كل شيء صار بسرعة..

اتاريها كانت تبي تستر على نفسها قبل لا يظهر حملها..

ياصدمتي فيك يارشا..

كيف مثلت دور البريئة المسكينة..

رحمت رعبها مني وماقدرت افسرهـ الا لانها وفية لسعود..

خرج وتركها طايحة على الأرض محطمة من تصرفه معها..

كانت تصرخ تنادي عليه..

بس صوتها ماطلع من داخلها..ظلت صرخاتها مكتومة بجوات صدرها..

ضمت نفسها وهي تبكي بصوت عالي..

دخلت الخدامة وهي شايلة غازي الصغير..

اللي نزل من يدين الخادمة وراح يركض لها ..

ضمته بقووووة وهي تتنفس ريحته..

رشا بحزن\رجـــع من يظلم أمك يا يومـــه..

رجع من يقهرها فيك يارووووحي…

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

كان جالس في مكتبه ومركز بالأوراق اللي قدامه..

وهي جالسة معه بنفس المكان..

ماسكة المفكرة الالكترونية الخاصة فيه..

وتقراء اشياء تعرفها واشياء ماتعرفها..

واذا توهقت بشيء تقفل الجهاز وتشغله من جديد..

ماتبي تساله او تطلب منه يعلمها على شيء..

ومع انها تدري ان حركتها هذي ممكن تعدم المفكرة..

بس حطت نفسها بالمرتبة الاولى على غازي وعلى مفكرته..

صوت الجوال خلا اثنينهم يرفعون راسهم ويناظرون في بعض..

شاف الرقم ومارد على الاتصال..

بعد دقايق اتصل نفس الرقم مرة ثانية..

في البداية هديل ما اهتمت للمتصل ومن يكون..

بس سمعته لما كان يتكلم بالعربي..

مابين لها من ردووده من اللي على الخط معه..

وهي طنشت وماسمحت له يدري بفضولها ..

لحتى ناداها..

غازي\رسل..تعالي كلمي..

حست برجفة قوية بقلبها..

وحست ان كيانها ممكن ينهار بلحظة..

معقولة سامحني..وبيعتقني..

أمـــــي..

هذي أكيد أمي..

قامت تركض وتعثرت بطريقها ..

وصلت عندهـ بسرعة وهي طايرة من الفرح..

أخذت الجوال منه بخفة..

هديل بشووق\يومـــــــه ياروووحي..

وحشتيــــــــــــــني..

…..\هلا هديل كيفك يابنتي..؟؟

حست باختناق..

وكانها انضربت على بطنها بقوة..

ماقدرت ترد..لان الصوت مو صوتها..

الوله مو وله أمي..

بنتي..هذي ماهي بكلمة أمي..

هذي ماهي بامي..

هذي أمــــــــــه..

أمــه هـــو..مو امــــــي..

أم غازي\هديل وينك أنتي معي…؟؟

نزلت الجوال..

وعيونها مركزة بعيونه..

نظرات ألم..

تقابلها نظرات خاصة فقط بذاك الجلمود..

ولا تعلم بأنها الوحيدة اللتي تحظى بتلك النظرة منه..

يــــاربي أصبحت حالي كحال اليتامى..

مستحيل عليهم سماع حروف الراحلة..

ومستحيل علي سماع صوت الغالية..

يا آســــــــــــري..

كم من طعنة تخبى لــــــي..؟

وكم من صفعة ستضربـــني..

كم هو قاسٍ ذنبي..

عندمـــــــــا أذنبت بحقك..

نعم اذنبت يا ساجنـــــــــي..

فعاقبني كما تشتـــــهي..

ذنبي لا يــــــغتفر..

قد أكون أحرقتك حيـــــــــــاً..

أو شوهتـــك ب بالإيسيــد عمداً..

نعــــــم ذنبي أنا لا يغتفر..

لكـــــــــــــن أجبني أرجوك…

مـــــــــــاهو ..

مانـــــــوعه..

ما أصلـــــه وعمرهـ..

ذاك الذنب اللذي أنا أقترفته بحقك…ماذا يكون..؟؟

مـــــــــــــــــــــاهو ذنبــــــــــــــــــــي …؟!

مد يدهـ لها ينتظر منها تحط الجوال..

ناظرت يدهـ ورجعت تناظر عيونه..

وبتحدي وكردت فعل اللي صار..

غمست الجوال بكأس الماء اللي على الطاولة..

وخرجته ورجعت تغمسه..

هديل بصدمة مصطنعة\آآآآآهـ طاح بالمويــــا..

ياحــــــرام مسكين مات غرقان..

وهي واثقة تمام الثقة إنه راح يعاقبها على هالشيء..

بس اللي صار كان بعكس توقعها..

حط يدينه ورى رقبته وتراجع بالكرسي..

وكانه يتابع مشهد مسرحي..

ردت فعله ما أرضتها..

فقررت تثير أعصابه أكثر..

ضربت كاس الماء بأصابعها..

طاح الكاس على المكتب..

والماء غرق الأوراق..

ووصل بعض الماء لجهازه المحمول..

أخذت بعض الاوراق البعيدة عن الماء..

وحطتها على الماء على اساس انها تحاول تجفف المكتب..

هديل\شكل كأس المويا هذا مو راضي عليك..

بقى على نفس جلسته مايتحرك فيه غير عيونه..

اللي تراقبها بنظرات قهرت هديل..

وكانها نظرات معجبة باللي تسويه..

ضربت المفكرة الإلكترونة بالأرض بقوة..

وشهقت بغرور\يـــوهـ طاحت..الله يعوضك عنها..

كانت عيونها تشع تحدي..

وهي تشوفه يوقف ويقرب منها..

تراجعت خطوتين عنه..

وهي مقهورة من خوفها ال لا إرادي..

فصار ابتعادها عنه كل ماشافته شيء ماتقدر تتحكم فيه..

رغم عنها جسمها يتراجع بخووف..

بينما نفسها تحاول تكون اقوى..

غازي يهمس قريب منها بصوت هادى ورايق..

…..\فـــــــــدوة لك…

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

هذا ثالث يوم يمر عليها وهي على حالها..

حابسة نفسها بغرفتها وتبكي..

كل ماتذكرت كلماته لها..صراخه فيها..

تخاف وتضم نفسها اكثر..

ماقالت لأم غازي ان راجح طلقها..

ولا قالت لطالب..

ماتبي تطلع من بيت غازي..

تحس انها بخير وبتظل بخير..

هنا عاشت مع سعود قبل وفاته..

وهنا تبي ولدها يتربى في بيت أبوهـ..

مع عمه وأمه وهله..

والغيــــر مالها غاية فيه …

ناظرت بغازي النايم بحضنها..

مسحت على وجهه وهي تبتسم..

رشا ببحة\عادي ولو قال فيني وقال..

المهم انك لي ولدي حبيبي..

اللي ما يبيك ما أبيه..

أصلا انا من زمان أكرهه..

من لما كنت صغيرة واجي عند اخوي غازي..

كان يهاوشني على شعري القصير ويقول خليه يصير طويل..

كان يخليني البس عباية غصب عني..

ولما يدرسني رياضيات كان يضرب أصابعي بالقلم اذا جاوبت غلط..

وهو يوقع على أوراقي ويتابع درجاتي..

مايخليني اطلع مع غازي دائما يقول هو المسئول عني..

أنا ما أحبه..من زمان ما أحبه..

ما أحبــــــــه..

أنا أحبك انت..

أنت حبيبي وقلبي..انت اللي ابيك بدنيتي..

مو مهم اتزوج وأعيش مثل الناس..

ولا يهم يمر عمري وانا بريئة مظلومة..

أنا ربحتك بذنب ماهو بذنبي..

ربحتك لأنك ولدي..انت ولدي..

وراجح ذاك ما ابيه..

مهما ملكني ما ابيه..

الله يسامحك ياسعود على سواتك فيني الله يسامحك..

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

في الخبــــــــــــــر مول …

تحس أنها مبسوطة لأنها رجعت للحضارة…

كانت تحس بكبت وضيق في البيت لوحدها..

وهي ماتعرف احد في الشرقية الا طالب..

وهو طول اليوم برا البيت..

ولما يرجع على اخر اليوم تحضر العشاء له وبعدها تختفي لغرفتها..

حاول يتكلم معها..

لكن ماكان عنده اي فكرة كيف يبداء بالموضوع..

كيف يحاول يصلح بعض ظنون شوق..

دخلت فنيسيا وبدت تتشرى احسن الجزم ..وأنتوا بكرامة..

فلات..كعب عالي..

أعجبها بوت لحمي وكانت بتاخذهـ..بس لما سمعت راي طالب غيرت رايها بسرعة..

طالب\زين أخذتي بوت..ماهي بعوايدك..

رمت البوت بمكانه عناد..

وأخذت كعب ثاني..

شافت فستان أورانج رايق..

قصير لتحت الركبة..

نسقت معه شنطة وجزمة..

وأنسحبت عند المكياج والعطورات..

طالب\وش هذا كله..لايكون عروس؟؟

شوق\أي عروووس..لاتنسى أني ماجهزت شيء للعرس..

وهذا أحسن لك طبعاً..لان فلوسك بتظل برصيدك..

طالب\لاتستفزيني بمكان عام..لما رجعنا البيت يصير خير..

شوق\لا عام ولا في البيت..

عادي اذا ضايقتك الأغراض هذي..

خلاص ولا يهمك ماابيها..

عن إذنك..

طلعت شوق من المحل من دون ماتأخذ اغراضها..

طالب خرج معصب من تصرفها..

لما يحاول يتكلم معها في البيت ماتعطيه فرصة وتهرب منه..

بس لما يصيروا بمكان عام…

تلسعه بالكلام..

طالب يمسك يدها بقوة\وعزة الله وجلاله لو تسوينها مرة ثانية..

وتعطيني ظهرك لأكون كاسر ظهرك ولا اهتم فاهمة..

شوق\اترك يدي..وجعتني..

طالب يشد عليها اكثر ويسحبها معه للمحل..

شوق\ما ابي شيء..

ولا راح أخذ من فلوسك ولا خيرك أتركني..

طالب يكلم القائمين بالمحل..

يلموا الأغراض وحاسب عليها..

كان بيطلعها من المول لكن كانت خايفة تظل معه بالسيارة لحالهم..

مو خايفة من صراخه أو معاتبته لانها تركته بالمحل..

خايفة لا يستخف فيها وفي كلامها لما قالت عروس..

تخاف يجرحها اكثر وهو مايحس فيها..

سحبت يدهـ ووقفته..

شوق برجاء\طالب ابي اتعشى اول..

طالب يناظرها\مو تونا تعشينا قبل ساعتين بالمطعم..

شوق\أنا دائما أتعشى مرتين..لازم عشى ثاني..

طالب يضحك\ههههههههههههههههه لا والله اللي فلسنا..

طيب يالله نتعشى عشاء ثاني..بس مايبين عليك التخمة..

شوق\بسم الله علي..لا انا صح أتعشى مرتين ..

بس ما اكثر بالأكل..كل شيء اوزن لنفسي منه..

طالب\كم وزنك..؟؟

شوق تشهق\عيب تسال المره عن وزنها..

طالب\هههههههههههه ليه ..

شوق\طيب انت كم راتبك؟؟

طالب\لاتسالين الرجال عن راتبه..

شوق\ههههههههه شفت..

طالب\بس المره ماتحب تقول عمرها على كلام رشا..

شوق\العمر والوزن ادهى من بعض..

طالب\ياساتر عندكم أسرار مدري وش تبي..

تحس الوحدة فيكم أن عمرها مصيبة مالازم احد يدري فيه..

بالعكس الوحدة لما تقول عمرها ان كانت كبيرة..

بيقولون عنها عاقلة ورزينة..يعتمد عليها..

شوق\مخرفة عجوز راحت عليها يالله حسن الخاتمة..

طالب\هههههههههههه ماكنت ادري انك تفكرين كذا..

شوق\بس انا كنت ادري كيف انت تفكر..

طالب\شو……….

شوق تقاطعه\بعكس الرجال..

لما يكون عمره كبير الكل يمدح فيه عاقل..

قد المسئولية..يعرف العلوم والمراجل..

بس اذا كان بعمر البنت اللي بنظركم كبيرة قلتوا بزر..

ماعليه عمدة ولا ينعطى راي..

خلوه يكبر..

طالب\وأنا من أي فئة..؟؟

شوق\من فئة غازي أخوي..

طالب\ونعم الفال..

شوق بحسرة\إيـــــه على قولك..

طالب\وش اللي كدرك..؟؟

شوق تشرب ماء وماردت عليه..

طالب\سالتك وش اللي كدرك..؟؟

شوق\أتخيـ….ل لو أنت مثل غازي..

تعاملني مثل ماغازي يعامل هــــ….

ستظلين جرحاً غائراً في روحي..

فرغم جهلك عن طالبي..

فانا اعلم بان لك مكانً عظيماً في قلبه..

طالب\تقصدين أضربك؟؟

شوق بكذب\لا مو هذا قصدي..

طالب\بس انا ضربتك لاتنسين..

شوق\اشوفك مفتخر باللي سويته..

طالب\أذكرك..إني أشبه غازي..

شوق\بس غازي قاسي..

وانا مانسيت عشان تذكرني..

طالب\غازي قاسي؟؟؟

شوق\ليه بتنكر قسوته على رسل..

طالب\وأنتــــ …………….

كان راح يقول وأنتي كنتي قاسية عليها..

لكن تدارك نفسه وبتر كلامه..

شوق تبتسم\وانا كنت قاسية عليها ايه صح..

ابي ارجع البيت..ممكن..

طلعوا من المطعم وحركوا على بيتهم..

كان راح يتكلم في السيارة لكن شهقة شوق منعته من الكلام..

فأجل الكلام لحتى يوصلوا البيت..

دخلت شوق البيت قبله..

وهو كان ينزل اغراض من السيارة..

طلعت غرفتها بسرعة وقفلت الباب عليها..

ماتبي تتكلم معه..

ماتبي تنجرح أكثر..

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

كانت واقفة على بلكونتها..

وفي بالها تمر تفاصيل هالغربة القاتلة..

دائما تنسى انها في بيت مو بيتها..

تنسى الاشخاص اللي معها..

تتخيل احبابها معها هنا..

لان تخيلها لهم بهالمكان..

صار اسهل من انها تتخيلهم في بيت هلها..

تذبحها الذكرى..

اليوم كملت سنة وهي بغربة عن أهلها..

بمثل هاليوم أخذها وغربها..

قهرها ..

يتـــــــمها..

لما سحبوها الحريم غصب عنها..

وابوها راح من دون مايودعها ويطمنها..

وذاك الجلمـــــود..

أول موقف معه..

نظراته عصبيته..

حبسه لي..

ولما حاول يخنقني بالسيارة..

ولما ركبني الطيارة بالغصب..

غربــــــــــــــــــني ..

تناظر على مدى المزرعة..

الثلج مع القمر يسبب هذيان للخواطر..

وبالقرب من بلكونتها..

كان واقف مثل وقفتها..

يميز وقفته عنها..القوة..والثقة..

بينما هي واقفة بتعب وبحنين..

هي تناظر للبعيد..

وهو يناظر للقريب..

ضامة نفسها بوشاح ابيض..

وهو مكتفي بكنزته السوداء..

يتسال اذا كانت تدري وش يكون اليوم..

وسهرها هذي الليلة هل هو لانها تعرف التاريخ..

وتتذكر تفاصيل هاليوم..

مشى بهدوء باتجاها..

مايبيها تحس فيه..

لانه واثق انها ما انتبهت لوجوده على نفس البلكونة الكبيرة..

وواثق انها ماتدري ان هو واياه مشتركين بنفس البلكونة..

حست

بـأحد يوقف وراها..
من دون ماتلتفت عرفت من يكون..

مافيه غيره يقدر يدخل غرفتها..

ومافيه غيره يتعدى الحدود معها..

غازي بغموض \سنــــــــــــة ..

هديل بحسرة\سنــــــــين..

غازي\أروع سنة مرت علي بعمري..

هديل\أقسى سنــــة..

غازي\متى تتقبليـن الواقع..؟؟

هديل بغصة\بكــرهـ يجون..

غازي\باقي عنــدك أمل..؟؟

هديل\بكـــــره يجون..

الين اليــوم … و أنا عندي أمل فيهم

و لا مر يوم … الا في تحـــــــــــريهم

و لو طال انتظاري … سنين و سنين

اكيــــــد في يوم القاهيم

غازي بهمس\نســــــــوك …

هديل\مـــــا نسيت..

قرب منها أكث وهي ألتفت باتجاهه..

مسحت دموعها ومدت يدها بوجهه..

هديل بشهقات\وعدتني تحترم حدودي..

وعدتني ماتضايقني..

خلك بعيد عني خلك بعيد..

غازي يمد يدهـ لها

يحاول يفهمها وش تكون بالنسبة له..

غازي بولهـ \تعالي..

هديل بضيق\ما أبيــــــــك ..

غازي\أنتي تدرين وش صرتي تعنين لــــي..

هديل تبكي\ما أبيـــــــــــك..

غازي\وأنا أبيـــــ……

حطت يدها على فمه بسرعة..

منعته من الكلام..

ماتبي تسمعه ماتبي تعرف..

هي مو جاهلة بنظراته..

مو جاهلة بتصرفاته..

محاولاته يبقى قريب منها..

وهذا أكثر شيء مخوفها ومرعبها..

ماتبي تعرف..

تبيه يظل يضربها أهون من رقته وحنانه..

أهون يطعنها بالخناجر ولا يحاول ياخذ أكثر من اللي خذاه منها..

باس يدها وضمها على صدرهـ..

غازي\صرتي هنـــــــــــــــــا…

سحبت نفسها منه وضربته على صدرهـ..

ضربته بقهر وضيق وزعل..

بخوف ورعب..

كانت تهمس بصوت مخنوق وهي تبعده عنها..

…\ما أبيـــــــــــــــك …

https://www.barabic.com/stories/124624/

تعليقات (0)

إغلاق