رواية قبل نهاية الطريق (الجزء الخامس والعشرون)

رواية قبل نهاية الطريق (الجزء الخامس والعشرون)

ذهبت عليّة تصعد لشقة إبنها ومعها الهاتف تود أن تفضح الأمر له ، فقد ظنت أنه موجود خاصةً بعد سماع صوت رجولي يأتي من شقته وسماع زوجته تتحدث مع شخصٍ ما.
صعدت وطرقت الباب وبعد مرور بعض الوقت فتحت دينا الباب قليلاً بطريقة مريبة وحدثتها من خلف الباب.
عليّة :أريد أحمد نادي عليه.

دينا:هه ! لكنه ليس بالداخل ، عذراً لقد كنت نائمة.
عليّة:غريبة ! نائمة ؟!!! كأني سمعت صوته وأنت تتحدثين معه أو ربما…… صوت رجل.
وأكدت على كلمة رجل.
دينا بإرتباك: رجل ! رجل ماذا ؟!! ربما من التلفاز أو ربما هي مجرد تهيؤات.
عليّة:آاااااااااه !
دينا:معذرةً سأذهب لأكمل نومي.

وأغلقت الباب ، وقفت عليّة فقد زادت شكوكها لكنها قد قررت التأكد ، فصعدت السلم الصاعد لأعلى واختبأت تنتظر و وضبطت هاتفها في وضع التسجيل لتسجل ما سيحدث صوت وصورة.
مر وقتاً طويلاً وقد أُنهكت عليّة من أثر وقفتها الطويلة فقد خرجت مريم منذ زمن ولازالت هي تقف وتنتظر.
وفجأة سمعت صوت الباب فإقتربت قليلاً وهي تسمع صوت همس لكن المصيبة لقد كان هناك رجلاً بالفعل !
رجل يجيء لشقة زوجة وحدها بالبيت وهي تنكر وجوده ويمكثان وحدهما فترة ليست بالقصيرة ، إذن فزوجة إبنها المصون…….. تخونه ؟!!!!

لكنها قررت فضح أمرهما وتحركت مسرعة قبل إفلات وهروب ذلك الرجل لكن قدمها كانت قد أُنهكت فإختل توازنها وسقطت فجأة من فوق درجات السلم وتفاجأت بها دينا وعشيقها أمامها ملقاة أرضاً ، فنزل ذلك ال……..  مسرعاً بينما دينا دخلت وأغلقت الباب وكأن شيئاً لم يحدث وكأنه قضاء وقدر.
عادت مريم مع منى وهي سعيدة وتحمل الكثير من الحقائب فنزلت من السيارة فوجدت أبيها قد جاء فأشار أحمد لمنى بإبتسامة وإمتنان ثم انصرفت منى.

أخذ أحمد من يد إبنته تلك الحقائب الكثيرة وصعدا معاً لشقة جدتها عليّة ودخلا وكانت مريم سعيدة للغاية.
مريم :هيا إجلس يا أبي لأُريك ماذا إشتريت، لقد إشتريت الكثير والكثير.
فجلس أحمد مبتسماً وهو يتابع مريم وهي تُخرج قطعة قطعة مما إشترتها وقد إنتهزت فرصة هدوءه وإبتسامته التي تزين وجهه على غير العادة وتحكي له قصة شراء كل قطعة وتضحك وتمزح معه.
أحمد :مباركٌ عليك إبنتي.
مريم:شكراً أبي.

أحمد:كأن هناك حقائب أخرى لم تفتحيها وتريني ما بداخلها.
مريم:هي ملابس لأمي فقد صارت ملابسها غير مناسبة لحجمها الآن بعد خسارة وزنها.
أحمد :إمممممممممم !! تعالي وإجلسي جواري إبنتي !
فاقتربت وجلست جوار أبيها فوضع يده علي كتفها مربتاً وقال بإبتسامة :لقد كبرتي يا مريوم.
مريم:بالطبع ، وقد صرت طالبة جامعية.

أحمد :لم أقصد ذلك فقط من خلال حديثي.
مريم:ماذا ؟!!!!
أحمد:لقد صرنا عرائس ويتقدم لخطبتها الشباب.
فوجمت مريم ثم نظرت لأبيها مستفهمة.
أحمد:كان عندي إياد منذ قليل وقد تحدث إليّ أنا وأخيكي بشأنك ، حقيقةً وجدته رجل ومحترم وذا أخلاق ويخاف عليكِ ويحبك ويكفي أيضاً أن أمه هي منى ، وهي تحبك للغاية.

مريم:لكن أبي لازال طريقي طويل ، وذلك الأمر….أقصد أن الوقت غير مناسب.
أحمد:بالنسبة إليّ كنت أنوي تركك حتى تتخرجي من جامعتك و تتخصصي ، لكن ماذا يفعل أحدهم إذا وقع في الحب.
مريم:عن أي شيءٍ تتحدث يا أبي ، تلك الأمور لم أكن أفكر بها إطلاقاً الآن.

أحمد:لكني أعتقد أن الآن الوقت مناسب ، نود أن نفرّح أمك في أيامها الأخيرة ، وحقيقةً أنسب واحدة تحل محل أمك فيما بعد هي منى وأنتما قريبتان من زمن وهي ستخشى عليكِ ولن تغضبك أبداً ، بل إني لأعتقد أنها تغضب إبنها ولا تغضبك أنتِ.
فسكتت ثم قال:لقد عانت أمك كثيراً ،خاصةً بعد إفتقاد أمها وأبي ولم يكن لها غيرهما في الحياة ولم تجد من يعوّضها بعدهما وفقدهما ، لكني أرى أن إياد ومنى فيهما أجمل عوض….. المهم ماذا قولتي بشأن إياد أشعر أنك تميلين إليه خاصةً عندما أخبرني وحكا إليّ أنه إتصل بك مراراً لكن لم تردي عليه ولا على أي رسالةٍ منه.

مريم بفجأة :هو من أخبرك بهذا ؟!!!!
أحمد:أجل ! قالها بسذاجة وحسن نية لكنه قد أعجبني صراحته كما أعجبني تصرفك…هه ! ماذا تقولين ؟!!
مريم:دعني أفكر ، فلا أريد التسرع.
أحمد :كما تشائي  فلن تتزوجي في الغد ، خذي وقتك و ردي عليّ.
ثم إلتفت حوله قائلاً:ترى أين جدتك ؟!!
مريم:ربما قد نامت.

فدخل لغرفة أمه فلم يجدها فقال :يبدو أن جدتك عندي في شقتي على غير العادة ، سأجعلها تبات عندي فهي لا طاقة لها فصعود وهبوط السلم في نفس اليوم ، تصبحين على خير.
وتركها وإنصرف وما كانت لحظات حتى سمعت صراخ أبيها ينادي على أمه فخرجت مزعور فوجدت جدتها قد سقطت أرضاً علي السلم ولا أحد يعلم ماذا حدث أو ما الذي أتى بها إلى هنا ؟!!!

خاصةً وأن تلك اللعينة فتحت الباب وكأنها تفاجأت مثلهم أنها ملقاة هنا….رغم أنها ملقاة هنا منذ عدة ساعات.
نُقلت عليّة إلى المستشفى تواً وظل معها أحمد وأولاده ، واتضح أنها تعاني من كسرٍ بعظمة الحوض وقد إرتفع ضغطها فجأة لدرجة أحدثت لها جلطة بالمخ لكنها قد تجمدت لأنه يبدو أنها قد حدثت من فترة ولا يمكن إذابتها فتسببت لها في شللٍ نصفي.
عادت منى إلى بيتها وهي تحمل الحقائب التي إشترتها لنفسها فقابلت زوجها وقد كان آتي معها في نفس الوقت فحمل عنها تلك الحقائب.

هاني:ما كل هذا ؟!! هل إشتريتي المول بالكامل ؟!!
منى بدلال وضحك :ماذا بك عزيزي ؟ هل خسارة فيّ ؟
هاني :بل خسارة لي.
قالها بطريقة صلاح منصور في فيلم الزوجة الثانية وضحكا.
منى بنفس التقمس:إطلع يا عمدة !

هاني:هيا ! فأنا أريدك في موضوع…. خصوصيّ.
وقال الأخيرة تلك بنفس طريقة العمدة فضحكا وصعدا و وصلا لشقتهما ودخلا وكانت مظلمة ففتحا النور فوجدا إياد جالساً في الظلام.
منى بفزع:ماذا حدث لليلى ؟!!!

إياد:إهدئي أمي ! إن خالتي ليلى بخير أقصد كما هي ، كل ما هنالك لم أكن بحاجك لإيقاد النور.
فزفرت منى بغيظ و راحة معاً فتابع أبيه : ما جو فيلم الرعب هذا ؟!!
إياد:كنت أود إخباركما بأمرٍ ما قد فعلته.
منى :استر يا رب.
إياد:لقد ذهبت إلى عمي أحمد وحدثته بشأن مريم وتقدمت لخطبتها.
منى: ماذااااااا ؟!! هكذا وحدك ، وفي تلك الظروف ؟!! وحالة ليلى ؟!!!
إياد:حالة خالتي ليلى تعلميها جيداً فهي ليست بنزلة برد ولا أي وعكة صحية عابرة.
منى:وماذا عن دراستها ؟!!

إياد:بالطبع ستكملها وسأظل داعماً لها وسانداً حتى تصل لما تريد.
منى:فيم التعجل إذن ؟!
إياد:ماذا بك أمي ؟!! ألست من قولتي لي آخذ خطوة ، وأنا لن أظل ساكت وهي بعيدةٌ عني لا أستطيع رؤيتها ولا الحديث معها ، أو أشعر بالضغط عليها لترد على مكالماتي ورسائلي ، أمي ! أنا لست بلصٍ لأتلصص وأختبيء بل أنا أحبها وتحبني،  هل الطبيعي أن نتحدث و نتقابل ونخشى من يرانا أو يسمعنا ؟!! معذرةً فأنا لن أطيق هذا ولن أسمح به ، فكري في مريم يا أمي ما مصيرها لو أصاب خالتي ليلى مكروه وإستجدت الأمور ، من سيكون معها سنداً أبيها وأخيها أم جدتها أو ربما زوجة أبيها ؟!!!

منى:إن مريم إبنتي التي لم أنجبها ولن أتخلى عنها أبداً بغض النظر إن كنت تحبها أم لا..
إياد :لقد قولتيها يا أمي ، وهذا هو أنسب وضع.
منى:لكن بذلك ستطول فترة الخطوبة كثيراً.
هاني:لا تفكري كثيراً في ذلك ، فلن نترك البنت وحدها حتماً.
فنظرت منى بينهما ثم قالت بغضب :أنتما متفقان إذن ؟!!

هاني:وما المشكلة ؟! لقد كاد أن يفقد عقله ويصاب بالجنون لأنها لا ترد علي مكالماته ولا رسائله فإقترحت عليه أن يذهب ويفتح الكلام ثم بعد ذلك نذهب معاً جميعنا بشكل رسمي ، أخبرني ماذا فعلت وبماذا رد عليك أحمد؟؟
إياد: حقيقةً كان متفهماً ولم يعترض ، إلا من محمد الذي زمجر قليلاً بمعرفته أني حاولت الإتصال بها.
هاني:ما هذا العقل الناصح ؟!! هل هذا كلام يُقال أيها الأبله ! تشكو إلي ّ لأني والدك ، لكن تذهب وتحكي لهما !! وماذا حدث بعد ؟

إياد: لم يحدث شيء ، مرت على خير، يُنتظر ردها .
هاني:مباركٌ مقدماً.
وللحديث بقية،

https://www.barabic.com/real-stories/12995

تعليقات (1)

إغلاق