لماذا لا تستطيع الصين التوسط في السلام بين إسرائيل وفلسطين

لماذا لا تستطيع الصين التوسط في السلام بين إسرائيل وفلسطين

وزار الرئيس الفلسطيني محمود عباس بكين الأسبوع الماضي حيث التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ. كان عباس أول رئيس عربي يزور الصين منذ قمة الصين والدول العربية في الرياض في ديسمبر 2022 – مما يشير إلى الأهمية التي يبدو أن الصين توليها للقضية الإسرائيلية الفلسطينية.

وأسفرت الزيارة عن قفزة إلى الأمام في العلاقات بين الصين وفلسطين. واتفقا على شراكة استراتيجية. ستشارك فلسطين في مبادرة الحزام والطريق التي أطلقها شي وثلاث خطط جديدة كشفت عنها بكين في الأشهر الأخيرة .

مبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية ومبادرة التنمية العالمية – والتي تهدف مجتمعة إلى تقديم نموذج بديل للعلاقات الدولية للمعايير الليبرالية الغربية. كما قام الجانبان بتفعيل مجموعة من الخطط الاقتصادية التي تستهدف زيادة التجارة بينهما.

كل هذا أثار تكهنات حول عرض الصين الجديد للتوسط في عملية سلام بين إسرائيل وفلسطين، وما إذا كان من الممكن أن ينجح. إذن ها هي الحقيقة القاسية: من المحتمل ألا تكون بكين قادرة على التوسط في السلام ، ومع ذلك يمكنها تحقيق فوز جيوسياسي لنفسها بمجرد المحاولة.

وتشمل خطة الصين دعم العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة كدولة مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس، والحفاظ على الوضع الراهن في الأماكن الدينية المقدسة في القدس، واستئناف محادثات السلام مع إسرائيل على أساس قرارات الأمم المتحدة. الهدف: “حل الدولتين” لتحقيق التعايش السلمي بين فلسطين وإسرائيل الذي تمت محاولته منذ عقود.

ولكن ما الفائدة من ذلك بالنسبة لبكين؟

أهداف بكين

ينبع الاهتمام الصيني المتزايد بالقضية الفلسطينية من عدة دوافع تتوافق مع أهداف بكين الأوسع في المنطقة وعلى الصعيد الدولي.

أولا، تحاول الصين البناء على نجاحها في التوسط في اتفاق بين المملكة العربية السعودية وإيران لتوسيع السلام الإقليمي إلى الساحة الفلسطينية الإسرائيلية. الصين مهتمة بحماية استثماراتها المتنامية في الشرق الأوسط والمساعدة في إنهاء أو كبح الصراع لصالحها.

ثانيا، تحاول الصين أن تصبح رائدة عالميا في صنع السلام الاقتصادي. ومن شأن أي تقدم نحو حل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي أن يرسخ تلك الصورة، وهو أحد أهداف مبادرتها الأمنية العالمية.

ثالثا، تحاول الصين تشتيت ومواجهة الضغوط الغربية فيما يتعلق بقضايا شينجيانغ وهونغ كونغ وتايوان وأوكرانيا، من خلال التأكيد على قضية لا تقل تعقيدا وأهمية.

والأهم من ذلك، أن الهدفين الأخيرين لا يتطلبان بالضرورة أن تنجح الوساطة الصينية في وضع نهاية دائمة للصراع والنضال المستمر منذ عقود من أجل إقامة دولة فلسطينية. ويمكنها تأمين بعض طموحاتها ببساطة من خلال وضع نفسها كبطل للدبلوماسية والوساطة.

المصدر / aljazeera

تعليقات (0)

إغلاق