ستلد زوجتك بنتا تتسبب في قتل أخيها (الجزء الرابع والاخير)

ستلد زوجتك بنتا تتسبب في قتل أخيها (الجزء الرابع والاخير)

رق الجمّال وزوجته لحال الفتى ورثيا لما آلت إليه حياته وقدرا التضحية التي أقدم عليها من أجل اخته التي غدرت به فضاعفا من عنايتهما به ، إلا أن الفتى وجد من العسير أن يعيش بينهم بعد ان استعاد صحته وهو لا يقدم لهم أي عون أو مساعدة ، فراح يقدم لهم مساعدته في كل ما يقدر على أدائه وهما يضاعفان العناية به ليستعيد قوته ويتمكن من الثأر لنفسه.

فسأله الجمّال ذات يوم:
– هل بمقدورك الآن الأخذ بالثأر من أعدائك لم يجبه الفتى وانما طلب منه ان يقدم له خروفا ليرى ما اذا كان قادرا على القفز من فوقه أم لا فقدم له الخروف فقفز من فوقه، فطلب من الجمّال أن يقدم له عجلا فحاول الركوب فوقه فلم يستطع.

فأجاب الرجل :
– لا زلت عاجزا عن أخذ الثأر لنفسي.
استمر الجمال يغدق عليه المأكولات ويضاعف من عنايته ويقدم له الحيوانات التي يطلب القفز إلى ان وجد نفسه قادرا على القفز من فوق الحصان فقال للجمّال:
– اليوم أنا على استعداد للأخذ بثأري.

فرح الرجل وزوجته بذلك كما لو كان الفتى ابنهما فطلبا منه أن يحدد طلباته التي ستساعده على الوصول إلى قصر السلطان ، والثأر لنفسه ، فأوجزها في حمار مريض أعرج ، وجلد حمار مسلوخ يرتديه.

وفّر له الجمّال ذلك وزوده بقوس ونبل ، وسيف ورمح أخفاها بين حاجياته وأطلق على نفسه إسم (جُليد أبو حمار) وودع الجمّال وزوجته وشكرهما على ما قاما به نحوه ، وامتطى ظهر حماره الاعرج وسار نحو غايته إلى ان وصل المدينة التي تقيم فيها اخته فاستقر هناك يزاول حركات على حماره الاعرج تلفت النظر نحوه ولا تدل على حقيقته.

ما من سباق يحدث بين الفرسان الا واشترك فيه بحماره الاعرج. وما من قوة عسكرية يرسلها السلطان الا وساهم فيها طواعية ، وعندما يعود يربط حماره الاعرج إلى جانب خيول السلطان ، حتى غدا موضع سخرية الجميع وعندما تأكد ان الجميع يعرفونه ولا يتخوفون منه التفت نحو الخيول يتقرب منها ويعتني بها متنقلا من حصان إلى آخر يحدثه ويضاحكه كما لو كان انسانا مثله حتى وصل إلى حصانه الذي عاش عازفا عن الطعام من يوم فارقه ملقيا على الارض مثخنا بجراحه ، فلما رأى صاحبه عرفه فعاودته حيويته ونشاطه .

فراح يلتهم كل ما كدس امامه من علف ، و (جُليد ابو حمار) يواظب على زيارته أثناء تقديم العلف له.
وكان الحصان قد غدا أسيرا لدى السلطان من يوم استولى عليه بعد ان شاهد مواقفه مع الفتى يومها ، وعندما علم أنه استأنس بجليد ابو حمار وعاود الأكل والشرب كعادته ملأ الفرح نفسه وأمر أن يتفرغ جليد ابو حمار للعناية بالخيول ، ففرح الفتى بالوظيفة وغدا يهتم بالخيول موليا حصانه الاولوية وأخذ في كل يوم يعتلي ظهر حصان ويتجول به إلى ان وصل إلى حصانه فأكثر من الركوب والتجولبه ليستعيد نشاطه القديم.

كان السلطان يشاهد ذلك وترتاح نفسه لترويض الفرس على يد جليد ابو حمار فشجعه على الاشتراك في مسابقات فرسانه في العدو والرماية حتى غدا ابرز الفرسان في كل الفنون، وذات يوم اقام السلطان حفلة سباق على الساحة أمام قصره اشترك فيها كل الفرسان ليظهر كل فارس تفوقه بالرماية بالرمح والقوس حضرها مواطني المدينة واصطفوا على جانبي الساحة امام القصر لمشاهدة الفرسان الفائزين واصطفت نساء القصر في شرفته يتابعن الفرسان فارس بعد فارس ، وعندما أتى دور جليد ابو حمار الذي استصحب معه النمران لم يترك فنا من فنون الفروسية إلا وأتى به ، واخته تراقبه وتحدث نفسها:

– ألعاب هذا الفارس تذكرني بأخي.

وكان اخوها بدوره يبحث عن مكانها بين نساء القصر في الشرفة حتى تعرف عليها وهو يجول على حصانه فصادف آن ذاك مرور سرب من الحمام يحلق في السماء متجها نحو القصر ، فأستغل الفتي ذلك ونادى السلطان وهو يجول في الميدان على حصانه والنمرين بجانبه:

– يا سلطان الزمان.
– لبيك.
– اسمح لي أرمي الحمامة من بين الحمام توهم السلطان انه يشير إلى الحمام الطائر فوق سماء القصر فأجابه يقول:
– لك ذلك.

فأحكم الفتى نبله وشد قوسه واطلق السهم ليصيب جبين اخته التي هوت من الشرفة إلى الساحة وقبل أن يتمكن السلطان من التعرف على ما حدث ومن سقط امامهم ، شد القوس واطلق السهم الثاني على السلطان وقتله، وعندما تأكد من ذلك صاح صيحته المألوفه:
– قلبي ، فؤادي ،حصان ابن هادي دقوا الوادي.

قال ذلك وهمز حصانه الذي عدى به عائدا نحو أهله والنمرين بجانبه حتى وصل إلى قريته ودخل بيته معذرا لوالده عن عصيانه اوامره ، وسرد عليه ماجرى له وصادفه من يوم خروجه من البيت حتى عودته ليعيش معه عيشته الاولى التي لا يكدر صفوها مكروه.

-تمت-

تعليقات (1)

إغلاق