أحببت طفلة ثائرة (الفصل الخامس)

أحببت طفلة ثائرة (الفصل الخامس)

وصلت شادن إلى الجامعه وتقابلت مع زملائها الذين أقبلوا عليها بالترحاب والاطمئنان على حالها وعانقتها صديقتها المقربه ماليكا وهى تبكى بشده مما أصاب شادن بعدوى البكاء والجميع حولهم يحاول تهدئتهم
ماليكا وهى تجذب شادن بعيدا عن الجميع :خلاص ياجماعه مافيش حاجه احنا بخير

شادن بابتسامه رقيقه:عادى موكا انتوا عارفينها خوافه زياده عن اللزوم
ابتعدتا الصديقتان وجلسنا بمفردهنا ليتبادلنا أطراف الحديث
ماليكا:طمنينى عملوا فيكى ايه كنت هموت عليكى
شادن:ولا حاجه حجزونى واتعرضت على النيابه وخرجت منها براءه

ماليكا:هو أنا ليه حاسه ان فيكى حاجه ومخبياها عنى
شادن :يااااه حاجات كتير ..بصى ياستى
ماليكا :لا مادامت حاجات كتير تعالى بينا نجيب اتنين نسكافيه من الكافيتريا ونقعد تحكيلى
ذهبا الاثنتان واشترين النسكافيه واختارنا مكانا بعيدا عن الأعين حتى لايقطع عليهم حديثهم احد زملائهم ولكن هيهات هناك عيون قالصقر ترصد تحركاتهم خطوة بخطوة …نعم هى عيون مؤيد الذى ذهب خصيصا من الصباح الباكر حتى يرى جنيته الصغيرة

..اما الفتاتان فكانا فى دنيا أخرى وبدأت شادن تحكى لماليكا كل ما مر بها خلال اليومين السابقين بالتفاصيل الدقيقه
ماليكا:يعنى الظابط الرخم اتقدملك ووكيل النيابه اتقدملك
شادن وهى تحرك رأسها ويدها بحركه مسرحية:أجل ياصديقتى

ماليكا:هو بصراحه الظابط كان موقفه بشع وبهدلنا بس عليه نظرة عيون ماقولكيش فظيعه..احم احم من الأخر أمور
شادن وقد شعرت بالغيرة من حديث صديقتها عنه :طيب اروح اقوله صاحبتى معجبه بيك
ماليكا ضاحكه:لا مش لدرجة الإعجاب بس على فكرة بقى أنتى معجبه بيه
شادن نافيه:أنا لا طبعا ده آخر حد ممكن يعجبنى

ماليكا:طيب وايه نظام وكيل النيابه شكله ايه وسنه كام وابن مين
شادن وهى تضع يدها فوق فم صديقتها لاسكاتها:اييييه حيلك حيلك انا معرفش عنه اى حاجه لسه انا فاكرة شكله طبعا هو أمور وجان كده يعنى لكن مااعرفش تفاصيل علشان كده وافقت اقابله
ماليكا وهى تصفق بيدها:أيوة كده بقى قولى خبر حلو وهيبقى لينا ظهر فى النيابه

شادن بشرود:تفتكرى..ولا وقتها هيبقى مطلوب منى احترم مركزه وأنسى آرائي وفكرى
ماليكا:ياشوشو ياحبيبتى أنتى عمرك ماهتتغيرى يمكن هو يسيب النيابه على يدك
شادن:أنا بتكلم جد دلوقتى انا خايفه
ماليكا وقد شعرت بقلق صديقتها وتسرعها فى القبول:شادن انتى بتعاندى الظابط بعد رسالة التهديد لكن انتى قلبك ميال ليه

شادن:لا طبعا انتى بتقولى ايه
ماليكا:شوشو أنا وأنتى أصحاب من واحنا عمرنا ست سنين ومافترقناش يوم يعنى عارفه إللى بتفكرى فيهاكتر منك كمان
شادن:أنا هقولك بصراحه انا وافقت أقابل سليم علشان أضايق مؤيد لكن بعدها حسيت بخوف
ماليكا :طيب ليه ماتديش نفسك فرصه تقعدى مع مؤيد زى ماهتقعدى مع سليم وتشوفى مين الأصلح وأنتى عاقله وبتفهمى الناس كويس

شادن:أنا حاسه انى فى مشكله قلبى بيقولى مؤيد وعاقلى رافض عصبيته وعنجهيته وعقلى بيقولى سليم وقلبى رافض هدوءه ورزانته..ماأنتى عرفانى انا مجنونه وبحب الحياه وحاسه ان سليم ده هيطلع منضبط جدا
ماليكا:بصراحه الموضوع يحير ..عموما قابلى سليم يمكن يكون شكله فى شغله حاجه وبره طبعه حاجه تانيه وبعدها ناخد القرار

شادن بقلة حيلة :تمام ..مش يلا بينا نشوف المحاضرة
وقبل أن يقفنا استعدادا للذهاب وجدت من يقترب منها فتحلت بالشجاعه والقوة ظاهريا اما بداخلها فكان قلبها يطرق كطبول الحرب
شادن:هى حصلت تيجى ورايا الجامعه ولا جاى تلبسنى تهمه علشان رفضتك
حاولت ماليكا التدخل وتهدئة الأمر فهى تعلم أن صديقتها عصبيه وتخسر دائما بتسرعها ولكن أشارة شادن لها بالانصراف وتركها معه بمفردها جعلها تصمت وتهم بالاستئذان

مؤيد:أنا عاوز اتكلم معاكى ومقدرتش أستنى لما والدك يرد عليا
شادن:ههههه وأنت متخيل ان بابى كان هيرد عليك ولو رد عارف كان هيقولك ايه
مؤيد:اكيد كان هيرد لانه ذوق لكن هيقولى ايه فواضح جدا انه كان هيبلغنى رفضك وده إللى جابنى ليكى انهارده لأن من حقى تسمعينى

شادن بعناد:مش عاوزة اسمعك أنت ايه مختل عقليا انا مش قادرة اتخيل ان حد يحجز واحدة بريئة وانتى يوم عاوز يتجوزها
مؤيد :اتكلمى بأدب ايه مختل دى انا لحد دلوقتى مقدر حالتك النفسيه
شادن بعصبيه:أنا محترمه غصب عنك وايه حالتى النفسيه دى شايفنى مجنونه قصادك

مؤيد:انتى ليه مش عاوزة تهدى ونتكلم زى أى اتنين عاقلين
شادن:ياالله مش عاوزة اتكلم معاك ياسيادة الرائد انا حرة
مؤيد :لا ياشادن مش حرة ومن اللحظه إللى شوفتك فيها وربنا نزل حبك فى قلبى وأنتى على أسمى ومش حرة
شادن وقد بدأ توترها من كلماته يزداد وحتى تنهى الصراع الدائر بداخلها تسرعت مرة أخرى فى ردها :صح انت عندك حق انا مش حرة بس مش علشان اتكتبت على اسمك والبلا بلا بلا إللى بتقوله ده لكن علشان فى انسان تانى طلب الجواز منى وأنا وافقت وانت إللى بشرتنى بالخبر على فكرة

كادت الصدمه ان تشل حركة مؤيد ولكنه استعاد ثباته وهدوءه ونظر لعينيها بقوة ولكنه ضعف حين رأى فيهم العناد وشعر بتذبذب مشاعرها وأنها لم تفعل كل هذا الا انتقاما منه ولا تعلم تلك المتهورة انه وقع أسيرا لعينيها ومهووسا بتمردها

تركته شادن شاردا فى أفكاره وذهبت حيث صديقتها وحين اختفت عن انظاره تركت لدموعها العنان ضمتها صديقتها وحاولت التخفيف عنها
.. اما مؤيد فقد استقل سيارته وقادها بأقصى سرعه لدرجة انه كاد أن يتصادم أكثر من مرة حتى وصل لمنزله
رأته والدته من شباك غرفتها ووقفت فى انتظاره عند الباب منتظره دخوله وبمجرد ان طرقت قدميه المنزل
سيهام :خير ياحبيبى مالك

مؤيد :سلامتك ياأمى مافيش حاجه
سيهام :مؤيد انا شيفاك وانا سايق عربيتك وبتركنها خاف على نفسك ياابنى وبلاش تهور
مؤيد :من فضلك ياحبيبتى سيبينى شويه
سيهام :مش قبل ماأفهم فى ايه

مؤيد بحزن:وافقت على سليم الأعصر
سيهام وهى تضع يدها فوق فمها :وأنت عرفت منين ..أنت لسه بتراقبهم
مؤيد:لا ياأمى انا روحت اتكلم معاها فى الجامعه
سيهام :خلاص ياحبيبى انساها وربنا يكرمك بغيرها

مؤيد :أمى من فضلك سيبينى لوحدى
لم تجد سيهام ماتقوله فى تلك الظروف فهى تعلم جيدا أن الحب ليس بأيدينا وأنه حين نعشق لانستطيع النسيان بسهوله
فالحب ليس بقرار نستطيع اتخاذه
انسحبت سيهام وتركته لوحدته ربما استطاع مداواة جرح قلبه

…………وفى مكان آخر وهو منزل عائلة المستشار الأعصر
اجتمع سليم مع والداه حتى يخبرهم بقراره بالزواج ويعرفهم الخطوة التى اتخذها لمعرفة رأى أهل العروس
كمال والد سليم :لكن انت مش حاسس ياسليم أنها ماتنفعكش

سليم :ليه كده يابابا ..حضرتك بتقول كده علشان ماشوفتهاش
كمال:الشكل مش كل حاجه ..انت وكيل نيابه وكل حركه فى حياتك محسوبه عليك ولازم تتأكد انها مش هتعرض نفسها لموقف زى ده تانى والا وقتها هيكون ايه قرارك وخطيبتك او مراتك هى المتهمه حتى لو كان اتهامها باطل او هى بريئه

سليم:أكيد هتكلم معاها وهفهمها ان إللى هى عرضت نفسها ليه غلط
نادية والدة سليم:باباك معاه حق ياحبيبى لازم تتكلم معاها فى الموضوع ده ومش بعد كل إللى وصلتله وسمعتك الطيبه بين زملائك والناس هتكون هى سبب فى ضياعها
سليم:لا يا أمى ان شاء الله خير

وأثناء انشغالهم بحديثهم ومحاولات سليم لاقناعهم بفتاته اتاه أتصال من هشام الجمال ليحادثه بما طلبته شادن ..فأخذ الهاتف وذهب بعيدا عن والداه حتى يستطع التحدث
سليم :سلام عليكم
هشام :وعليكم السلام ورحمة اللة وبركاته
سليم:ازى حضرتك دكتور هشام يارب الأخبار تكون خير

هشام :أنا بخير الحمد لله ..وبالنسبه لشادن انا اتكلمت معاها وهى بتقول انها مش هتقدر تحكم وتاخد قرار غير بعد ماتقعدوا وتتكلموا مع بعض وده هيتم فى وجودنا طبعا فلوس تتفضل فى النادى ونتقابل لان زى ماانت عارف هى وقت ماقابلتها كانت حالتها النفسيه مش مستقرة
سليم:اكيد طبعا هى معاها حق وانا يشرفنى مقابلتكم

واستأذنك يكون معايا والدتى تتعرفوا عليها
هشام :تنورنا الهانم طبعا..وشوف أمتى المعاد إللى يناسبكم
سليم:انهارده لو تحب حضرتك
هشام :لا معلش خليها بكره ان شاء الله لان النهارده عندى عيادة

سليم :تمام بكره ان شاء الله الساعه ٥ بالظبط نتقابل فى نادى………..
هشام :ان شاء الله …مع السلامه
سليم :مع السلامه فى حفظ الله
اغلقا الاثنان الاتصال وعاد سليم لأخبار والداه بالميعاد ولكنه أستشف رفض والده لشادن ولذلك فضل وجود والدته حتى يكونا جبهة ضد قرارات والده اذا قرر رفض الزيجه

وعند شادن بعد ماعادت من الجامعه ظلت حبيسة غرفتها لساعات فهى لأول مرة تشعر بالتيه وعدم الاتزان فى أتخاذ القرار بقلبها يشير بشئ وعقلها بضده
وما ان عاد والدها ليلا من العيادة الخاصه به حتى طلب منها الجلوس بمفردهم
هشام :حبيبتى أنتى عارفه أن بابى بيحبك أد ايه وانى طول عمرى عطيكى حريتك

شادن :وانا يابابى عمرى مااستخدمت حريتى بشكل غلط
هشام:عارف حبيبتى..من فضلك سيبينى أكمل
شادن :اتفضل
هشام :أنا عارف انك متضايقه من مؤيد وأنا بلغته برفضك انهارده ..وكمان بلغت سليم بموافقتك على مقابلته وطلب يجيب والدته معاه

شادن:ليه يابابى هو مش قولنا لسه دى مجرد مقابله
هشام :هو عارف كده حبيبتى هو بس حابب انها تتعرف علينا
شادن:ومؤيد كان رده ايه لما حضرتك بلغته بالرفض

هشام وقد انتبه لاهتمام ابنته بمؤيد :عادى قالى كل شئ نصيب
شادن بحزن:ببساطه كده
هشام :أنتى عاوزة ايه ..أو عاوزة مين
شادن بعد أن انتبهت لما قالت ولما قاله والدها :هاااا لا مش عاوزة حاجه انا استغربت بس انه لما كان هنا كان بيتحدانى اوى

هشام :حبيبتى انا وافقت انك تقابلى سليم علشان تاخدى القرار الصح ولو انى كنت أفضل تقابلى مؤيد كمان وبعدها تكونى رأى صح
شادن:لا ياحبيبى كفاية سليم
هشام:عموما براحتك ..يلا تصبحى على خير
شادن :وحضرتك من أهل الخير

عادت شادن إلى غرفتها ولكن لم يغمض لها جفن حتى الصباح فهى عاتبت نفسها كثيرا على عنادها خصوصا بعد ما رأت نظرة ألم واستشعرت صدق مشاعر مؤيد
***مر الليل بطوله على الجميع منهم من بات ليله سعيدا ولكن يؤرقه حديث والده ومنهم من بات ليله حزين ويفكر كيف سيحظى بمعشوقته ومنهم من باتت تلعن عنادها
وفى اليوم التالى استعدت عائلة الدكتور هشام لملاقاة سليم ووالدته

ارتدت شادن فستان طويل من خامه الجبردين بدون أكمام اصفر اللون به وردات كبيرة بألوان زاهية وجاكيت قصير من خامة الجينز بدون أكمام أيضا
تناغم لون الفستان وبساطته مع جمالها الطبيعى ولون شعرها الذهبى
تقابلا العائلتان ماعدا المستشار كمال الأعصر والد سليم وتصافحا وتولى سليم مهمة تعريف والدته على عائلة دكتور هشام الذى تعرفت عليه وتعرف عليها بمجرد رؤية بعضهما فهى من ضمن حالاته المهمه

وعند رؤية السيدة نادية لشادن علمت سر تمسك ابنها بتلك الجميله صاحبة النظرة الملائكية
جلس الجميع وتناولوا أطراف الحديث حتى طلب سليم من هشام الانفراد بشادن ثم قاما الاثنان وجلسا بالمنضده المجاورة
جلست شادن وهى تنظر بالأرض وتفرك كفيها من شدة الحرج
استشعر سليم بحرجها وقرر ان يكسر حاجز الصمت

سليم :شادن هشام الجمال .تعرفى ان اسمك جميل زيك وان من اول ماقريته فى المحضر وأنا اتشديت ليه
شادن :شكرا لذوقك
سليم:لا واول مادخلتى قولت طيب هحقق معاها ازاى دى ده انا اخاف اقولها كلمه تعيط
شادن:هههههه مش للدرجه دى

سليم :لا والله كنت خايف عليكى جدا ..لكن اعتقد ان إللى حصل حرمك تثورى على اى حاجه مرة تانيه
شادن:لا طبعا انا ماخوفتش لأنى كنت على حق
سليم:يعنى أنتى ممكن تعرضى نفسك مرة تانيه للحجز والاهانه دى
شادن:اكيد مادمت بدافع عن حق ربنا معايا
سليم وقد شعر ان كلام والده على حق ولكنه لن يضيع فرصة الارتباط بها وليكن مايكن وبعد ذلك يستطيع منعها عن أى نشاط

اما شادن فبدأ القلق يدب فى اوصالها من حديثه ولكن عنادها اقوى بكثير
سليم:تعرفى ياشادن أنا حاسك زى البسكويته خايف عليكى من الكسر
شادن:بس انا مش كده أنا قويه وليا شخصيتى
هو انا ممكن اسألك سؤال
سليم :اتفضلى
شادن:هو انت خرجتنى ليه

سليم :خرجتك لان ماكانش عليكى اى اتهام والمحضر إللى اتعمل فى المديريه كان بيأكد انكم عملتوا مظاهرة سلميه اعتراضا على قرارات العميد
شادن:ولو المحضر كان بيدينى كنت هتخرجنى برده
قولتلك هخرجسليم:لوك هكون بكدب عليكى وكمان لو قولت هحجزك هكدب برده لانى وقتها كنت هموت فى صراع بين قلبى وضميرى المهنى

وعند هذه النقطه كادت شادن أن تحسم قرارها فهى الآن تأكدت من منهم حبه لها أكبر من اى شئ ومن أمن بفكرها وكان سبب فى تحريرها
ولكن كالعادة تسرع مؤيد يضيع منه الفرصه فقبل ان تنطق وتعتذر لسليم على رفضها له اتتها رساله من هذا الرقم المجهول محتواها(أنا عارف انك لسه بتكونى رأى وشايفك وحاسس بترددك بلاش تضيعى كل حاجه وزى ماقولتلك انتى على أسمى من وقت ماشوفتك)

وياليتها لم تقرأ الرساله فقد زاد عنادها وتحديها
سليم:ايه ياشادن حاجه مهمه
شادن:لا ابدا دى صاحبتى
سليم:ها قررتى ايه ولا محتاجه وقت تفكرى وتبلغينى بقرارك

شادن بعناد:لا مش محتاجه وقت تقدر تحدد معاد مع بابى وتتفضلوا فى أى وقت
*** هى بعنادها وهو بتهوره ومازال التحدى بينهم مستمرا ولكن هل سيفوز بقلبها أم لا ****

https://www.barabic.com/stories/14318

تعليقات (1)

إغلاق