رواية في قبضة الطاغية (الفصل الرابع)

رواية في قبضة الطاغية (الفصل الرابع)

.._أوصلوها إلى منزلها وهي لا تعي من حولها شيء، ثم أجلسوها
على الأريكة البالية وأتت إحداهن بماء لها لتبلل وجهها ،لتهتف إحداهن بشفقة على حالها :
عيني عليكي يا بهِية ، معرِفش استحملت إزاي كل ده !
لتقول الأخرى متنهدة :

ربنا عطاها جوة (قوة) والحمدلله أنها لسة عايشة !
وبعد عدة ساعات تركوها لتستريح بعد أن بقت إحدى الفلاحات معها تراعيها ،تمددت بهية على الفراش المتهالك والذي أخذ يصدر أصواتًا من شدة قِدمه، كانت بهية لا تعي بشيء من كثرة الألم والكدمات التي بجسدها ، فأصبحت في حالة لا وعي لا تتحرك ولا تصدر صوت فقط تلك النبضات التي تجعلها على قيد الحياة ولا أحد يعلم هل ستموت أم لا ،فإن لم تقم غدًا للعمل ستطرد أو تقتل !

……………………………………….
في قصر الصقر ،،…
بعد أن صعد الصقر من ذلك المصعد تاركًا جود تستمتع بوقتها في الأسفل ثم نظر إلى ذلك الرجل الذي كان واقفًا عند باب المصعد فهتف وهو يشاور بإصبعه بنظرات حادة ثم هتف بصرامة قائلًا :
عملت اللي قولتلك عليه !!
نظر إليه ذلك الرجل ثم أومأ برأسه مرة واحدة وهو يخاطبه قائًلا :
أيوة يا باشا ،شلت السم من التعبان ولو حد اتقرص مش هيأثر فيه !

زفر الصقر بصوت مسموع وهو يتجه ببصره نحو الأسفل حيث جود وابتسامة مغترة تعلو شفتيه ثم ترك المكان متجه نحو مكتبه آمرًا سراج بالمجيء ، حتى أتى إليه مسرعًا واقفًا منتظر ما يريده منه ،لينظر له الصقر نظرات مميتة قبيل أن يهتف :

الملف ؟!
أعطاه سراج الملف ليأخذه الصقر ويضعه في درجه ويغلق عليه ثم أشعل سيجارة ونفث دخانها في الفراغ وهو يفكر ثم هتف بعد برهة :
الصفقة المرة دي مش هتكون زي كل مرة ،شريف الليثي ده مرتبها كويس مش هتمر عليه النصباية !
وافقه سراج الرأي بعد أن هتف مشيرًا بيده :
بس أكيد ده سهل عليك يا باشا !

ارتفع الصقر بنظره نحو بعد أن أرسل تلك النظرات الاشتعالية الفظة ثم تقدم نحوه وهتف بصوت أجش :
تقفل على الموضوع ده وأنا المرة دي اللي هرتب كل شيء متدخلش أنت !
تفاجأ سراج من حديثه لكنه لا يعلم ماذا يقول فرد على الفور :
مفهوم يا باشا !
حدجه الصقر بنظراته ثم أمره بالانصراف ،ليجلس باسترخاء ويأخذ الملف يطالع بتدقيق شديد !

…………………….
أما في الأسفل عند ذلك المكان المتهالك ،،
جلست جود على تلك الأرضية مترقبة برعب خطوات الثعبان لديها ،فكرت حتمًا أنهى ستموت ولن تبقى على قيد الحياه ، ارتعشت بخوف وانكمشت على نفسها وأخذت تدعو الله بنبرة راجية :
يارب نجيني يارب مليش غيرك !

انفزعت أكثر عندما وجدت الثعبان يتقدم منها ،نعم لمحت خطواته من شعاش الشمس المسلط على الغرفة فتراجعت للخلف وقد التصقت بالجدار ،حاولت البحث بيعنها عن أي شيء تقتله به فلم تجد سوى كومات القش تلك ، ليس بيدها شيء تفعله لذلك حاولت الوقوف من جديد بتعثر من شدة ألمها ومدت يدها نحو كومات القش لكنها لم تستطع من ألمها فهوت أرضًا باكية بعجز وأصبحت الأرض تدور بها فلم تلمح سوى نظرات الثعبان الثاقبة وهو متقدم ناحيتها ومن بعدها أتى ذلك الظلام الدامس معلنًا عن إغمائها على الفور !

…………………………………………………………
تناولت صباح طعامها ومازالت الدموع تنسدل من عيونها ، كانت تجلس بجانبها كوثر مشفقة عليها وهي حقًا تشعر بها فهي تشبه حالتها وتعاني مثلها ،ربتت عليها كوثر ثم هتفت بحنية قائلة :
أحسن دلوقتي ؟
تنهدت صباح بضيق بالغ ثم ضربت بيدها قائلة :
وهي الراحة هتيجي منين بعد ما راحت بتي !
فكرت كوثر قليلًا ثم تغيرت ملامحها للحماسة وهي تهتف قائلة :
إيه رأيك لو بلغنا البوليس ،أكيد هيتصرفوا ويرجعوا بنتك
ابتسمت صباح بسخافة جلية وهي تخاطبها بنبرة ساخرة :

أنتِ على نياتك جوي ،ده واحد عنده جبروت ميجدرش عليه حد ،يعني البوليس ده مش هيجدر عليه !
تعجبت كوثر من حالة ذلك الرجل البشع وقالت في نفسها :
معقول في حد بالقسوة دي !
ثم نظرت لها كوثر وابتسمت لها قائلة :
طب خلاص سبيها على ربنا وهو قادر يرجعلك بنتك تاني ، بس ايه رأيك لو تشتغلي هنا عندنا أهو تلاقي حاجة تعيشي منها لحد ما ربنا يريد وترجعلك بنتك !

أومأت صباح برأسها على الفور وهي ترجو ذلك قائلة :
ياريت يا ست هانم كتر خيرك والله !
ثم أكملت بتحسر :
يا ترى أنتِ عايشة ولا لاء يا بتي !
تنهدت كوثر بحزن وهي تتذكر ابنها الوحيد الذي لا تعلم عنه شيء حتى الأن !
………………….
كان يجلس سالم بغرفته شاردًا في وجوم ليأخذه ذهنه إلى سنوات مضت عديدة …
******

^^نظر لها بشموخ تام وقد قست ملامحه وهو يوجه لها الحديث بسخط :
ابنك هيترمي في الشارع من دلوقتي ،لو كنتي فاكرة إني هسمحله يعيش وسطينا تبقى غلطانة !
جحظت عيناها بقوة وهي ترفض ما يقوله توسلت إليه قائلة :
لا يا عمي أرجوك هو ملوش ذنب متبعدش ابني عني حتى لو هعيش خدامة تحت رجليكم !
تنفخ سالم بانزعاج وقد قبض على رغثها قائلًا :
لو مكنتيش بس حملتي تاني كان زماني رميتك أنتِ وهو برا تتشردوا !

بكت كوثر بحرقة وهي تشاهد زوجها رحيم ساكن وموافقًا حديث أبيه لتهتف بشهقات عالية :
لااا حرام عليكم متخدوش ابني مني حرام عليكو هيروح لمين ويعيش لمين !
تقدم رحيم منها وقد صفعها على وجهها قائلًا بهدوء مميت :
أنتِ واحدة خاينة متستاهلش تكون مراتي ! ، لولا بس اللي في بطنك ده كنت موتك بإيدي ومرحمتكيش !
هدأت كوثر واندفعت قائلة :

طب موتني وسيبه ولو عايز اللي في بطني ،استنى لما يجي وموتني وسيب غيث أبوس إديك !
تقدم منها سالم وأوقفها عنوة وهو يصيح بها :
مش بمزاجك ،ده إجباري هتعيشي هنا عشان اللي في بطنك وعشان منظر العيلة والزفت التاني ده هيترمي برا وده أخر كلام أقوله !
ثم تركهم وانصرف بعد أن عقد العزم لكي يطرد ذلك الطفل من عائلته !،لتهتف كوثر بحرقة :
لاااااااا ابني !!
^^
تنهد سالم بضيق جلي :
حسبي الله

………………………………………..
نزل الصقر إلى الأسفل بعد عدة ساعات حيث توجد جود ،ثم فتح ذلك الباب الفاصل وقد كان معه مصباحًا قويًا ، نظر نحوها ليجدها فاقدة الوعي وذلك الثعبان يحوم حولها ، لاحظ أنه قرصها عدة قرصات لكن يعلم أنها لم تؤثر بها ، ابتسم برضا ثم تقدم منها وحملها بين ذراعيه ليتجه بها نحو غرفته مجددًا ،انتبه لملابسها البالية ثم ذهب ليحضر ثوب جديد ،وبكل جراءة نزع عن ملابسها وألبسها الثوب الجديد من دون مبالاة ، لكن شهوته بها تزيد أكثر وهو يتفحص ملامحها وقد برزت تلك الجراحات أكثر بها فتشفى برضا تام ،ثم انتظر حتى تفيق بكل صبر مستمتعًا بالتحديق بها !
…….

وبعد وقت قليل أفاقت جود رامشة بيعنها وهي تعشر بتلك القرصة في قدمها لتجاهد على القيام لتتفاجأ أنها على قيد الحياة فتخاطب نفسها قائلة :
أنا عايشة !!
-قولتلك هتتمني الموت ومش هتلاقيه !

شهقت جود بصدمة فور سماعها لصوته نظرت له بفزع ثم استدرجت أنها بغرفته لتشهق أكثر عندما تلاحظ تلك الثياب التي ترديها ،فقد كانت ترتدي فستانًا قصيرًا يبرز مفاتنها ،بكت بحرقة وهي تداري جسدها بيدها في محاولات بائسة منها لإخفائه ، ارتعدت عندما وجدته يقترب منها فنظرت له باحتقار بالغ وقد أيقنت أنه من بدل ثيابها ليمسكها من رغثها بقوة قائلًا :
أنت هتنفذي اللي هقولك عليه بالحرف الواحد غصب عنك !
توجست جود من نبرته لكنها تمثلت أمامه القوة وهي تقول بعنف مصطنع :

مش هعمل أي حاجة كفاية اللي أنا فيه منك لله ،أنت واحد قذر!
احدت عيناه من تطاولها عليه لذلك صفعها بقوة وجذبها من شعرها ليقول بصارمة :
بـــــت أنتِ ، لو فاكرة إنك بتشوفي نفسك عليا ده أنا أفرمك في ثانية ،تحترمي نفسك معايا أنتِ حتة بت فلاحة لا راحت ولا جت يعني آخرها مكان البهايم اللي كنتي بتتدراي فيه!
صمتت جود بتحسر وهي مرتعبة ولم تتحدث لكنها مازالت تبغضه بشدة ،ثم جاء على بالها خطة ما لكنها ستنفذها لاحقًا وتمنت أن تنجح خطتها ، أما الصقر فابتعد عنها وهو مازال مشتعل من الغضب لذلك قال بعد أن هدأ قليلًا :
هتنفذي اللي هقولك عليه ومش برضاكي ، بس الأول لازم تنضفي وتبقى زي البني قدامين !

ثم تركها وانصرف صافعًا الباب بقوة ليتكرها وحيدة تجهل ما سيحدث في خوف مترقب !
…………………………………………
ابتسم سراج بغرور وهو يطالع ذلك الرجل الذي بات ينظر له بسعادة بالغة وهو يقول :
تعجبني يا سراج !
قهقه سراج بتعالي ثم هتف قائلًا :
كلها يومين وأعرف هيخطط لإيه وأبلغك يا شريف بيه !
-عظيم ،وليك حلوتك !

قالها شريف بنبرة مغترة وقد نظر إلى ذلك الرجل الواقف بجانبه وشاور له ففهم الأخر وذهب وبعد برهة قد أتى بأربع فتيات خليعات ،لينظر لهن سراج بشهوة عالية وقد صفق بيده :
تعجبنييي يا كبير !!
ضحك شريف على منظره ثم ضاقت عيناه ووجمت قائلة :
مش شريف الليثي اللي يضحك عليه !

……………………………………………..
نزل الصقر ثم أمر الخادمة التي وجدها بأن تخبر زينب أنه يريدها على الفور ،وبسرعة البرق أتت زينب إليه مطرقة الرأس قائلة :
تحت أمرك يا باشا !
-تطلعي على أوضتي وتشقلبيلي البنت اللي جيابها دي تنضفيها كويس لبس وشعر وكل حاجة قوام يلا!
قالها الصقر بلهجة آمرة وفور انتهائه اتجهت زينب نحو غرفة الصقر لتنفذ ما أمرها به ، لتطرق الباب ثم تفتحه لتجد تلك البائسة تبكي بصمت ،على الرغم من جمالها إلى أن زينب نظرت لها بقرف لأنها تعلم أنها من أهالي القرية ، فتنفخت بضيق ثم تقدمت نحوها قائلة سريعًا :
الباشا أمرني أنضفك كويس يلا تعالي معايا !

أشارت لها بقرف فتحاملت جود وتحركت نحوها بدون وعي ذهني فقد كان يشغل عقلها تلك الخطة فقالت لنفسها بأنها ستتقبل أي شيء الأن ولتصبر قليلًا !
_أخذتها زينب نحو المرحاض والتي اندهشت جود من تصميمه لكنها صرفت ذهنها فورًا ،لتبدأ زينب بعملية تنضيف وتغير جود !

………………………………………………………….
أما عن سراج فقد أمضى وقتًا مع هؤلاء الفتيات بكل خلاعة وحرمانية وبعدها اتجه نحو سلوى وقد أمضى معها أيَضا وقتًا ممتعًا ،وبعد انتهائه شرد يفكر بكل شرانية :
دلوقتي جي الوقت اللي هاخد منه كل حاجة !
اقتربت منه سلوى تحاول كشف أغواره قائلة :
ناوي على إيه ؟!
-أبقى مكانه !
قالها سراج بكل قوة متشفية ليكمل بعدها :
مش هسمحله يذلني بهبله ده بس هلعبه واحدة واحدة عشان هو مش سهل برضو !

ابتسمت سلوى وهي ترمي نفسها بأحضانه قائلة :
يا ما نفسي يجي اليوم ده ونخلص من قرفه !
ضمها إليه أكثر ثم نظر لها بخبث :
قريب يا حبيبتي !
………………………………………….
بعد قرابة خمس ساعات من إعداد وتجهيز جود أنزلتها زينب على الفور ليراها الصقر فكان بحديقة قصره لتهتف زينب قائلة :
كله تمام يا باشا !

الفتت الصقر بجسده الضخم لتتسع عينه مما رآه ، فقد زادت جود بجمالها عن قبل ، فقد كانت ترتدي فستانًا طويل أسود اللون عاري الكتفيين وشعرها منسدل بطريقة مثيرة ،كما ارتدت هذا الحذاء ذو الكعب العالي ، وبعض من لمسات مساحيق التجميل التي أبرزت جمالها باستثناء تلك الجروح التي جاهدت زينب في إخفائها فجعلتها ترتدي ذلك الوشاح حول كتفيها ،

كانت جود ناظرة إلى أسفل في بغض شديد لكنها لم تقل شيء أمر الصقر زينب بالانصراف بإشارة من عينه فتحركت ذاهبة ،بينما اقترب الصقر من جود ولم يقول شيء لكن جعلته يشتهي بها فكر في تقبيلها والنيل منها لكنه ذكر نفسه بأنه ليس الأن صبرًا فقط لذلك هوى عليها يوهما بأنه سيقترب منها فابتعدت متراجعة للخلف بشهقة إلى أن ذلك الكعب العالي جعلها تتعثر وهي تكاد تقع ولكن الصقر أقبض عليها وأمسكها فأصبحت قريبة منه للغاية ، اشمأزت كثيرًا وأبعدت يداها عنه ، تركها تفعل ذلك وابتعد عنها لقطع ذلك الصمت قائلًا :
كده حلو أوي وهتيجي معايا دلوقتي عشان خارجين !

تنفخت جود ولم ترد عليها كاد يصفعها لكن سمع ذلك الصوت ليعلن عن رنين هاتفه أرسل لها نظرات مهينة ثم ولاها ظهره ليرد على هاتفه ،…
في ذلك الوقت لمحت جود ذلك الساطور الكبير القابع عند منطقة الذرع فلمعت عيانها بسعادة فقد حان تنفيذ خطتها ،لمحت أن الصقر منشغل بهاتفه فحاولت المشي قليلًا ومن حسن حظها أن ذلك الساطور كان قريبًا منها أخذته ببطء ثم تقدمت منه لتصرخ به وهي تهوي عليه نحو رقبته :
هقـــــــــــتلك !!!………………………………………………………………….

https://www.barabic.com/stories/15015

تعليقات (1)

إغلاق