رواية الصياد (الجزء الثاني) (الفصل الثاني عشر)

رواية الصياد (الجزء الثاني) (الفصل الثاني عشر)

ابتعد أحمد عن دانا  على مضض وداخله يزاد اشتعالا بسبب مراقبة أباه له
اقترب سليم منهما موجها حديثه الى دانا 
ادخلى جوه واقفلى على نفسك لغايه ما والدتك ترجع واتاكدى من اللى بيخبط مش أى حد تفتحيله الباب
جحظت عينى أحمد من الدهشة انه زوجها ليس غريبا عنها فاقترب من أبيه قائلا بتعجب
تتأكد ايه ده أنا جوزها

لوى سليم شفتيه فى تهكم قائلا 
لما تعملوا الفرح ساعتها تقول إنك جوزها غير كده مش عايز أشوف خيالك هنا
ضغط أحمد على شفتيه بغيظ قائلا 
ليه المعاملة الميري دى
أجابه سليم بسخرية 
تحب تشوف المعاملة الميري فعلا

رفع أحمد يديه للأعلى كدليلا على استسلامه وقال 
لا وعلى ايه الطيب أحسن أنا طالع أغير هدومى علشان أروح شغلى عندى تدريب هناك
هتف سليم بتساؤل 
تدريب ايه
أجاب أحمد بضيق 

معرفش بيقولوا لوا حابب يشوف قدرات الضباط فى الادارة وحتى مقالوش اسمه  هو حضرتك مش جاى ولا ايه
أجابه بابتسامة خبيثة 
لا مش جاى النهاردة هاخد أجازة
ابتسم أحمد لابيه وصعد الى الأعلى أما سليم التفت الى دانا قائلا بجدية 
اللى حصل مييتكررش تانى وقوفكم هنا على الباب غلط حتى لو كنتى مراته انتوا لسه مكتوب كتابكم فاهمه ولا لا
أومأت دانا برأسها قائلة 

فاهمه يا أونكل
فى الجامعة
كانت دينا تجلس فى المدرج تتابع باهتمام ما يلقيه فارس أثناء المحاضرة فلكزتها رحيق بخفه فى يديها قائلة 
الله على التركيز يا دودو حقيقي أبهرتينى
ردت عليها دينا بصوت خافت 
اسكتى لو قفشنا هيطردنا من ….

لم تستطع دينا تكملة حديثها فقد حدث ما كانت تخاف منه ورأهم فارس فقرب الميكروفون من فمه وتحدث بغضب قائلا 
أنسة دينا وأنسه رحيق بررره
نظرت له دينا بغيظ ونهضت هى ورحيق تاركة المحاضرة أما هو نظر فى أثرها بابتسامة فلن يترك المحاضرة تضيع منها وسيشرحها لها لاحقا

جلست دينا فى كافيه الجامعة تنفخ بغيظ بسبب طرده لها من المحاضرة باستمرار أما رحيق تكتم ضحكاتها فهى السبب بما حدث
لكزتها دينا بغيظ قائلة 
اضحكى وخلصي لتموتى منى
كأن دينا ضغطت على الزر فتعالت أصوات ضحك رحيق مما جعل دينا تتأفف بغيظ منها
بعد انتهاء المحاضرة ذهب اليها فارس ليراها وعندنا رأته رحيق تعللت بانشغالها بشئ ما وذهبت لتتركهما بمفردهما فحلس أمامها قائلا بابتسامة 

وحشتينى
ضحكت بسخرية قائلة 
لا والله طردتنى من المحاضرة من شوية ودلوقتى جاى تقولى وحشتينى هو انت عندك انفصام فى الشخصية ولا ايه
أجابها ببرود قائلا 
عايزانى أعمل ايه وشايفك بتتكلمى اسيبك يقولوا سابها علشان قرايب وخطيبها وكده ولا ايه انا عندى مبادئ مش هغيرها وبالنسبة للمحاضرة هشرحها ليكى فى أى وقت

صمتت ولم تجيبه فحثها على الحديث قائلا 
ساكتة ليه
أجابته بهدوء
هقول ايه معنديش حاجة أقولها
ابتسم لها قائلا 
طيب تعالى يالا أوصلك فى طريقى
فى الإدارة
كان أحمد وباقى الضباط فى انتظار اللواء الذى سيقوم بإختبارهم

دخل سليم برفقة فهد وملامحه الصارمة التى لا تدل على خير أبدا
نظر له أحمد فى دهشة لم قال أنه لن يحضر اليوم قلبه يخبره أن هناك خطبا ما وراء حضور أبيه 
اعتدل الجميع تحية لسليم وفهد
نظر سليم لأحمد بابتسامة متشفية وقال 

أنا اللى طلبت أختبركم والنهاردة عايز أشوف قدرات كل واحد فيكم فهنعمل لعبة هنقسمكم فريقين وكل فريق هيحمل أرقام من واحد لسته والفريق التانى نفس الأرقام وكل ضابط هيقابل زميله اللى بيحمل نفس الرقم بعد الجولة دى ما تخلص العدد اللى بتقى هيتقسم فريقين وهنعمل زى الجولة الأولى لغايه ما يتبقى واحد بس اللى هيكسب واللى هيكسب فى الأخر له هدية خاصة منى 
تحمس الجميع لتلك الهدية وبدأ القتال
فى الشركة التى تعمل بها دانا

كانت منكبة على مكتبها تتابع الأعمال المعلقه بسبب اليومين الماضيين 
زفرت بتعب موجهة أنظارها الى صديقتها خلود التى تجلس على المكتب المقابل لها
تركت ما بيدها وذهبت لتجلس على المقعد أمام مكتب خلود قائلة بتعب 
أنا زهقت هو مفيش حد هنا غيري يشيل الشغل ده ولا ايه أغيب يومين أرجع ألاقى ده كله يا خلود
رفعت خلود أنظارها من الملف أمامها وخلعت نظارتها الطبية ومسدت عيناها بتعب قائلة 

معلش بقي نصيبك كده ان وليد كمان واخد أجازة علشان كده الشغل متراكم عليكى ارتاحى شوية وقومى كملى
أومأت دانا برأسها ثم تحدثت بجدية
مين المدير الجديد سمعت انه ابن البشمهندس طارق
أيدت خلود حديثها قائلة بمرح 
اه هو وبيقولوا صعب أوى وجد زيادة عن اللزوم يعنى هيتعبنا معاه
ابتسمت دانا وقالت 

لا يبقى أقوم أكمل شغلى براحتى وربنا يستر
ذهبت دانا لتنهى أعمالها فقاطعها ساعى الشركة ليخبرهم أن المدير الجديد يطلبهم فى اجتماع عاجل للشركة
نهضت دانا برفقة خلود وذهبت باتجاه غرفة الاجتماعات فى حين تمتمت خلود بخفوت 
ربنا يستر

دلفوا لغرفه الاجتماعات وبدأ الاجتماع بجدية شديدة الكل يستمع بانصات لمديرهم الجديد الذى يدعى ياسر
انتهى الاجتماع الذى ظل قرابه الساعتين وهتف ياسر بصوت جاد به بعض الحدة 
مين المهندس اللى شغال على المناقصة الجديدة
هتفت دانا بهدوء 
أنا يا بشمهندس ومعايا البشمهندس وليد

أومأ برأسه قائلا 
تمام الملف يكون عندى حالا عايزه
ردت بهدوء 
مينفعش دلوقتى يا فندم لانى لسه شغاله عليه ممكن بكرة الصبح يكون على مكتب حضرتك
هتف ياسر بحده 

الملف المفروض يكون خلصان من يومين يا أستاذه
أجابته بهدوءها المعتاد 
كنت فى أجازة يا فندم
استفزه هدوءها وبرودها فقال بتهكم 
كنتى بتصيفى ولا ايه
بدأت دانا تفقد هدوءها الظاهرى ولكنها تماسكت وهتفت ببرود 
أظن ده شئ يخصنى يا بشمهندش لا يخصك ولا يخص الشغل

ضرب بيده على طاولة الاجتماعات قائلا بغيظ 
مش هتروحى بيتك الليلة الا والملف يكون على مكتبى هنا يا بشمهندسه ويالا على مكتبك
اقتربت منه وقالت ببرود 
أنا المفروض شغلى بيخلص الساعه تلاتة هشتغل فيه لغايه الساعه 3واخده أخلصه فى البيت
مسح وجهه بنفاذ صبر وهتف بصوت عالى أفزع الجميع الا هى وقفت ثابتة لم تهتز

أقسم بالله لو الملف مخلصش النهاردة وسلمتيه لأرفدك ومع الرفد توصية حلوة فى الملف مش هخليكى تشتغلى تانى لا هنا ولا أى شركة تانية هتقبل تشغلك عندها يالا اتفضلى على شغلك
نفخت بغيظ من أسلوبه العنيف وذهبت الى مكتبها لتنهى الملف عازمة على القائه بوجهه بعد انهائه وتقديم استقالتها فمن يهينها موقعه تحت حذائها
فى منزل رحيق

عادت رحيق الى منزلها وجدت يوسف يجلس مع أبيها فعقدت حاجبيها بعدم فهم واتجهت اليهما وألقت السلام عليهما وجلست بجانب أبيها تنظر ليوسف نظرات مبهمة
نهض أبيها بهدوء قائلا 
هسيبكم شوية اتكلموا مع بعض ولو محصلش تفاهم كل واحد فيكم يروح لحاله دى أخر فرصة أنا هقعد فى الصاله ومستنى أسمع ردكم هتكملوا مع بعض ولا كل واحد يروح لحاله

حمل يوسف المقعد ووضعه أمامها ثم جلس عليه ينظر لها هو الاخر يحدق بها ويلعن تسرعه قديما فلو تريث لما وصل بهم الحال الى هنا
تنحنح يوسف بخفوت يجلى حنجرته قائلا 
هتفضلى لغاية امته مش عايزة تسامحينى …مش عايزة تدينى فرصة ..حكمتى اننا لازم نبعد عن بعض ونفذتى الحكم علطول ازاى قدرتى تقسي على فلبك وقلبى كده
دمعت عيناها لتذكرها ما حدث قد سامحته قبل ذلك وانتهى الأمر لم يعيد فتح جراحها مرة أخرى ولكن هذا أفضل ليتم شفائها والتئامها الى الأبد

نظر لها بندم لتفوهه بتلك الكلمات فقد تسبب فى دمع عيناها وقال 
غصب عنى بجرحك بدون قصد بس أنا بحبك وهفضل أحبك دايما يا رحيق
طال صمتها فتنهد بضيق قائلا 
ساكتة ليه يا رحيق اتكلمى قولى أى حاجة
أزالت بأناملها الدموع العالقة بأهدابها ونظرت له هاتفة بهدوء 
أنا سامحتك من زمان يا يوسف لما حطيت نفسي مكانك ولقيت انى كنت هتصرف نفس التصرف هحكم عليك من غير ما أسمع لان العقل هيكون ملغى فى الوقت ده

ابتسم لها وأمسك يدها ضاغطا عليها بخفة قائلا 
يعنى سامحتينى بجد
جذبت يدها منه وابتسمت ابتسامة لم تصل لعيناها وقالت 
ايوة سامحتك يا يوسف
نظر لها بغيظ ثم قال 
أمال معذبانى معاكى ليه 

ضحكت بشدة ولم تستطع الرد عليه فنهض من أمامها وضحك هو الأخر قائلا 
لا بجد كنتى تقلانه عليا ليه الفترة اللى فاتت
أجابته بمرح قائلة 
بصراحة كنت بربيك شوية
فى المكتب 

تجاوزت الساعه الخامسة وقد انصرف جميع الموظفون من الساعه الثالثة
نهضت بتعب فقد أنهت الملف وكتبت إستقالتها وذهبت الى مكتبه طرقت الباب فأذن لها بالدخول 
ألقت الملف على مكتبه بعجرفة ومعه استقالتها وقالت 
الملف عندك واستقالتلى كمان أنا محدش يهينى ومش عايزة أشتغل لا عندك ولا عند غيرك الشغل اللى يذلنى ويهين كرامتى فى داهيه خو وصاحبه وياريت تنزل تحت شويه لتقع ورقبتك تتكسر يا بشمهندس

غادرت المكتب بعد أن أهانته وغادرت الشركة بأكملها تبتسم على استرداد كرامتها ورد اعتبارها
أما هو نظر لاستقالتها بغضب ومزقها قطع صغيرة وألقاها ضاغطا على أسنانه يكاد يحطمها والنار تشتعل بداخله بسبب ما فعلته دانا به
فى الادارة 

كان القتال على أشده وبذل كلا منهم مجهودا جبارا ليفوز وينال هدية سليم وكان الفوز من نصيب أحمد
صفق سليم بيده لأحمد قائلا بابتسامة خبيثة 
برافوا يا حضرة الضابط تفوقت فى القتال وبجدارة
ابتسم أحمد بانتصار واقترب من أبيه قائلا 
فين الهدية يا سيادة اللوا

ضحك سليم بسخرية وخلع جاكيت بدلته وأعطاها لفهد قائلا 
الهدية انك تقاتلنى انا دى كانت هديتى المميزة ان اللى يفوز يقاتلنى أنا
جحظت عيناه بصدمة هاتفا فى نفسه بضيق
ربنا يستر ومطلعش من هنا على المستشفى

يتبع….

https://www.barabic.com/stories/15214

تعليقات (1)

إغلاق