رواية الصياد (الجزء الثاني) (الفصل السادس)

رواية الصياد (الجزء الثاني) (الفصل السادس)

عقدت الصدمة لسان رحيق ولم تقدر على التفوه بحرف وظلت تتطلع لها بصمت
ضحكت دانا عليها وأردفت بسخرية
ايه يا بنتى فقدتى النطق ولا ايه
نظرت رحيق الى الجانب الأخر وحاولت التحكم بغضبها حتى لا تصفعها على ما تفعله فقريبا يتخسر فارس من عنادها الأهوج

أدارت دينا وجه رحيق لتنظر اليها وهتفت بقلق وهى تنظر فى عيناها
مالك يا رحيق
نظرت لها رحيق بصمت تتمنى لو تتخلى عن عنادها قليلا وتصارح فارس بكل شئ فقالت
دينا أتمنى انك تروحى لفارس تعترفى ليه بكل حاجة عنادك ده هيخسرك كتير بلاش تضيعيه من ايدك مش عايزاكى تبقى زيي
هتفت دينا بضيق

فارس هو اللى بدأ الأول يا رحيق بيمثل عليا انه هيخطب واحده تانية يبقى همشي معاه للأخر العشر أيام قربوا يخلصوا وأنا عايزة أجيب أخره عايزة أعرف هيعمل ايه ولازم هو اللى ييجى عندى ويعترف بالحقيقة
وضعت رحيق يدها على كتفها وقالت بحزن
انتى حرة بس محدش هينفعك يمكن هو عمل كده علشان يخليكى تحسي بغيابه وانه ممكن يضيع منك لكن لو استمريتى هيضييع للأبد

غادرت رحيق بعد أن ألقت على مسامعها تلك الكلمات وتركتها تقف وحيدة
ظلت دينا واقفة فى مكانها تتابع رحيق التى صعدت الى سيارة الأجرة ورحلت
فى مكتب فارس
كان يدور فى مكتبه بعصبية يكاد يقتلع شعر رأسه من الغضب
دق الباب فأذن بالدخول وكان الطارق يوسف

دخل يوسف وجده كلأسد الحبيس يدور فى مكتبه فسأله قائلا
مالك يا فارس حاسس انك مش على بعضك كده
أغمض فارس عينيه قليلا وقال
كان فى شاب هنا من شوية طالب ايد دينا للجواز وقال هيا اللى بعتاه
وقف يوسف أمامه بسرعة وقال
وانت عملت ايه يا مجنون أكيد ضربته

جلس فارس على المقعد وزفر بضيق هاتفا
ليه يعنى انت مفكرنى ايه يا يوسف الشاب ده ملوش ذنب ده جاى يتقدم لبنت معملش حاجه غلط أنا قلتله هقول لأبوها وأرد عليك بس هتجنن ليه هيا تقوله روح لفارس اطلبنى منه ايه اللى خلاها تعمل كده ليه مطلبتش يروح لأحمد أو لخالى سليم
أغمض يوسف عينيه قليلا وتحدث بنبرة تملؤها الأسف

أنا أسف يا فارس لانى قلت لدينا على حقيقة علاقتك بشيرين علشان كده هيا حابة تغيظك مش أكتر عايزة تشوف رد فعلك
نهض فارس من مكانه بضيق وخرج بدون أن يتفوه بحرف حتى لا يخسر صديقه فى نوبة غضب
خرج من باب الجامعه وجدها تقف وحيدة فى انتظار سيارة أجرة
أدار سيارته ووقف أمامها قائلا بهدوء
اركبى يا دينا أوصلك وعايز أتكلم معاكى شوية

استقلت السيارة بجانبه بدون أن تتفوه بحرف
ظل فارس صامتا بعض الوقت الى أن قال بهدوء يحسد عليه
ليه بعتى الشاب ده ليا مش المفروض يروح لاحمد أو لخالى
نظرت له بضيق من هدوءه وقالت بسخرية
ليه مش انت كمان أخويا ولا ايه
ضغط على مكابح السيارة فتوقفت والتفت اليها صارخا بوجهها

اخوكى ازاى وانتى اعترفتيلى بحبك من يومين وكنتى عايزانى افتح صفحه جديدة وبعدها بشوية مثلتى دور البنت اللى مبيهمهاش حاجة واتقبلت الموضوع عادى لكن فى الحقيقه انتى عارفه ان مفيش حاجة بينى وبين شيرين ويوسف حكالك على كل حاجه عايز اعرف بتضغطى عليا وبتلعبى بأعصابى ليه علشان بحبك ملعون الحب اللى يذل صاحبه بالطريقه دى ودلوقتى بقولهالك مش عايزك يا دينا مش عايزك خلاص متنفعنيش وده أخر كلام عندى
أدار محرك السيارة مرة أخرى عائدا الى منزلها أما هى نزلت دموعها بصمت فلم تصدق رحيق حينما قالت لها ستخسريه الى الأبد

فى المساء
كانت دينا تجلس بمفردها فى صالة المنزل شاردة حزينة تفكر فى كلام فارس بأنه لم يعد يريدها
أتى سليم وجلس بجانبها واضعا يده على كتفها قائلا بهدوء
مالك يادينا حاسس إنك فيكى حاجه احكيلى يا حبيبتى
نظرت اليه وتمنت لو تستطيع التحدث معه بما يحدث لها هذه الأيام فقالت بابتسامه مصطنعه
أبدا يا بابا مفيش أنا كويسة يا حبيبي

نظر لها سليم بشك قائلا
متاكدة انتى عارفه اننا أصحاب قبل ما نكون أب وبنته لو فى اى حاجه قليلى
أمسكت يده وقبلتها قائله بابتسامة
اكيد طبعا يا بابا هقول هو انت غريب
اقترب سليم منها وقبلها فى جبهتها قائلا
كل سنه وانتى طيبه عيد ميلادك بكرة
احتضنته بشدة ودفنت وجهها فى صدره قائله

وانت طيب يا حبيبي ربنا يخليك ليا
ظلت فى أحضان ابيها قليلا الى أن أتى أحمد من خلفهم قائلا
خياااااااانه الحقى يا نوران جوزك حاضن البت
أتت نوران هى الأخرى وقالت بضيق مصطنع
ابعدى يا بت عنه ده بتاعى
ابتعدت دينا عن سليم وقالت بابتسامة

.وبتاعى انا كمان وبعدين حضن سليم كبير يكفى الكل
احتضن سليم نوران ودينا قائلا
ربنا يخليكوا ليا
غمز له أحمد قائلا
ايه يا عنترة مكوش على حريم البيت كله وحاضن الكل وانا مليش نصيب فى الحضن ده
ضحك سليم قائلا

لا مفيش روح يا خويا اتشطر وصلح علاقتك بدانا
رد أحمد بابتسامه
متقلقش يا ابو احمد ده انا مدوب قلوب العذارى
سليم بابتسامه ..يا خوفى للعذارى دول يوقعوك على وشك
احمد بنبره عاليع متخافش ابنك سبع
سليم بضحك مش عارف ليه حاسس انك هتطلع ضبع
فى المساء

ذهب يوسف الى منزل والد رحيق وطلب منه التحدث على انفراد معه فوافق والدها وتحدثوا سويا ثم رحل يوسف ودلف والدها الى غرفته بدون أن يتحدث معها
أما هى ظلت تدور فى غرفتها تريد أن تعرف فيما كانا يتحدثان
فى اليوم التالى
كان أحمد يقود سيارته بسرعه للذهاب الى عمله فقد تأخر وبسبب سرعته الزائدة انحرفت السيارة عن مسارها الصحيح وأدت الى حادث سير ليس كبير

فى منزل سليم
جاء اتصال الى سليم يعلمه ان احمد تعرض لحادثه وهو الان بالمشفى
انهارت كلا من دانا ودينا ومنى ونوران وذهبوا جميعا الى المشفى
كان سليم يقف امام غرفه العمليات ويحتضن نوران أمه ويدعو الله ان ينجى ابنه
اما دانا ودينا يجلسان بجانب دريه وكلتاهما منهارتان من كثره البكاء ودريه تواسيهم
وهند تجلس بجانب فهد تبكى بصمت

خرج الطبيب فاندفع الجميع اليه بسرعه
الطبيب..اطمنوا هو كويس الحمد لله مجرد بعض الخدوش فى وشه وكسر فى دراعه اليمين ونقلناه لاوضه عاديه تقدروا تشوفوه
اطمان الجميع عليه وذهبوا لكى يروه
قبلهسليم من جبينه قائلا
حمد الله على السلامه يا احمد
ابتسم احمد له وقال
الله يسلمك يا بابا

اقتربت دريه من فراشه قائله
حمدالله على سلامتك يابنى
ابتسم لها أحمد قائلا
.الله يسلمك يا حماتى
اما نوران احتضنته وهى تبكى
ربت أحمد على ظهرها قائلا
انا كويس يا ماما متعيطيش

نوران ببكاء..كويس ازاى وانت بالشكل ده
سليم بضحك خلاص يا نوران اهدى هو كويس الحمد لله انها جت على اد كده
تمتمت نوران قائلة
الحمد لله
اقتربت دينا منه قائلة بابتسامة حمد الله على سلامتك يا حبيبي
رد احمد قائلا
الله يسلمك يا دودو

اما دانا نظر اليها احمد وجد على وجهها اثار البكاء فابتسم لها
نظر اليه سليم وفهم انه يريد ان يكون بمفرده معها فقال
دينا روحى هاتيلى شاى وغمز لها
فهمته دينا على الفور وانصرفت
ثم التفت سليم الى أمه قائلا
تعالى يا ماما انتى تعبانه بقالك يومين تعالى نشوف اى دكتور علشان اطمن عليكى وغمز لها هى الاخرى
دريه فهمت ما يريد سليم فعله واقتربت من نوران قائله

نوران عايزاكى لو سمحتى وخرجت مع نوران
اما سليم اخذ منى وبقى احمد بمفرده مع دانا
أشار لها أحمد بالاقتراب فاقتربت منه وجلست على السرير بجواره
فى الخارج
كانت هند تتحدث فى هاتفها بعصبيه مع فارس قائله بغضب
يعنى ايه هتقفل التليفون لانك فى الطيارة انت مسافر فين من غير ما تقول
أجابها فارس بهدوء على الهاتف

مسافر أمريكا يا ماما هقضى شهرين هناك هدرس حاجات تفيدنى فى دراستى ويمكن أرجع بعد شهرين أخلص ورقى وأستقر هناك
صاحت هند بغضب
مسافر أمريكا من غير ما تقول وشهرين بحالهم وكمان ممكن تعيش هناك انت شكلك اتجننت ولازم ترجع حالا
تنهد فارس قائلا

أسف يا ماما مضطر أقفل
أما دينا وقعت على الأرض مغشيا عليها
يتبع ….

https://www.barabic.com/stories/15237

تعليقات (1)

إغلاق