رواية الصياد (الجزء الثاني) (الفصل الخامس)

رواية الصياد (الجزء الثاني) (الفصل الخامس)

طرقات على بابها بشدة جعلتها تنتفض فى مكانها ولعنت نفسها أنها أخرجت أسوء ما عنده ولكنها إختارت المواجهة فأخذت نفسا طويلا وفتحت الباب وجدته يقف أمامها بأعين حمراء
اقترب منها وأمسك ذراعها بعضب هاتفا بصوت عالى 

انتى عايزة ايه يا دانا اعترفتلك بحبى واعتذرتلك…عملت اى حاجه ممكن أصالحك بيها ليه بتعملى فيا كدة ليه بتعاندينى وبتخرجى أسوء ما فيا أنا عملت ايه لكل ده ليه بتعذبينى كده ليه قاسية كده انتى فرحانة يعنى انى مش بعاقبك على أخطائك علشان كل شوية اقول معذورة وأنا الغلطان …عايزة تطلقى يعنى طيب يا دانا انتى ….
وضعت درية يدها على فمه قبل أن ينطقها وهتفت بحزن 

بلاش تنطقها يا أحمد انت مش فى وعيك انتوا الاتنين اغبى من بعض فبلاش تعملوا حاجه تندموا عليها روح دلوقتى بلاش تتكلموا وانتوا كده هتندموا صدقونى والله اللى بتعملوه أكبر غلط يا ابنى
ترك أحمد يد دانا وأزال يد درية من على فمه وطبع قبلة على ظهر يدها هاتفا بندم 
أنا أسف لو ضايقتك يا طنط بس خلاص جبت أخرى معلش سامحينى انتى عارفه معزتك عندى والله بعتبرك أمى التانية

ضحكت درية ودمعت عيناها وقالت 
بلاش طنط بحب اسمع دريه كده منك يا حبيبي وانا كمان بعتبرك ابنى اللى مخلفتوش
نظرت دانا له ودمعت عيناها ولعنت نفسها على غبائها حبها أمامها ولا تريد الاعتراف به ما يهمها كرامتها كإمرأة ابتسمت للعلاقة الجميلة بين أمها وزوجها نعم زوجها تعترف بكل جوارحها أن ذلك الرجل الواقف أمامها هو مالك قلبها

طلب أحمد بواب العمارة أن يأتى بأحد يصلح الباب وانتظره على أحد المقاعد
أتى المصلح وأصلح الباب وودع أحمد درية وصعد الى منزله لينام فأمامهم غدا سفر الى المنصورة
بعد ذهاب أحمد نظرت درية طويلا الى ابنتها ثم دلفت الى غرفتها وأغلقت الباب وراءها
دلفت دانا وراءها وهتفت بنبرة حزينة 
ماما

اجابتها درية بهدوء 
روحى يا دانا نامى ورانا سفر بكرة ونصيحة منى حافظى على أحمد واوعى تضيعيه من ايدك لانك مش هتلاقى حد يحبك زيه
فى الصباح
استقلوا جميعا السيارات الى المنصورة وكان سليم يقود سيارته تجلس بجانبه نوران وفى الخلف درية ومنى 
أما فهد يجلس فى سيارته برفقة هند فقط بعد أن رفض أن يركب معه فارس وقال له 
أنا عايز أركب مع مراتى لوحدنا ؤوح اركب مع صاحبك أحسن 

صعد فارس الى سيارة أحمد وجلس بجانبه أما دينا جلست بجانب دانا فى الخلف
ضحك أحمد بشدة على حديث زوج عمته وقال 
ابوك طردك من عربيه يا فاشل
لكزه فارس بخفه فى ذراعه وقال بغيظ 
حظى بقى ان عربيتى بتتصلح والا مكنتش ركبت مع واحد بأف زيك
نظر له أحمد بغيظ وقال 

خف يا عم الحلو لأرميك من العربية وساعتها بقى روح فى القطر او اركب توكتوك
قهقهت دينا عليه فنظر لها فارس بغيظ اما دانا كانت تنظر من نافذة السيارة شاردة لم تستمع جيدا الى حديثهم
فى سيارة سليم
كان يتحدث فى هاتفه عن العمل وعندنا انهى المكالمة جذبت نوران منه الهاتف وأغلقته ثم وضعته فى حقيبتها قائلة بابتسامة 

ياريت تركز معايا أنا  شوية كفاية عليك شغل بقى
رفع حاجب واحد لها ونظر الى الطريق بدون ان يتفوه بحرف فشعرت بالقلق منه وظلت تراقبه
بعد فترة من صمته تأكدت انه لن يفعل شيئا وأدارت وجهها الى الجانب الأخر تراقب الطريق فنظر لها بخبث ونظر الى الخلف وتأكد ان امه ودرية نائمتان ثم دغدغها من خصرها فانتفضت صارخه 
اااه

ضحك عليها بشدة وقال 
سلامتك يا قلبى
نظرت له بغيظ وقالت 
مش ناوى تعقل بقى
رمقها بنظرة خاطفه وقال 

انا ابو العقل كله يا قلبى بس مفيش مانع من شوية فرفشه والا التجاعيد هتظهر ونعجز بسرعه
ضحكت على تفكير زوجها وطبعت قبله على وجنته ثم أراحت راسها على كتفيه وقالت 
بحبك يا سولى ربنا يخليك ليا يارب
وصلوا جميعا الى المنصورة وكان فى انتظارهم منصور وزوجته سماح رحبوا بهم جميعا ودخلوا الى البيت وأشار منصور لهم كل واحد الى غرفته

دخلت دانا الغرفة المخصصة لها هى وأمها 
وضعت حقيبتها على الفراش واستأذنت أمها أن تهبط الى الحديقة لتتمشى قليلا
كانت تسير فى الحديقة وقابلت دينا فى طريقها وساروا سويا يتحدثون فى أمور كثيرة الا ان باغتتها دانا بسؤالها 
اخبارك ايه انتى وفارس أنا ملاحظه انه عمال يبص ليكى أوى

ضحكت دينا كثيرا عندما تذكرت ما فعلته وقصت لدانا ما حدث من علاقته بشرين الى ان عرفت الحقيقه من يوسف وتصرفها امامهم ان فارس أخيها وشيرين ستكون زوجه اخيها
صدمت دانا مما تتفوه به تلك الشرسه وقالت 
انتى مصيبه والله ده كده ممكن يجراله حاجه فى عقله بسببك 
نظرت لها دينا بسخريه وقالت 
فكك منى وقوليلى مزعلة احمد ليه

تنهدت دانا وهى تتأمله بعشق خالص له 
أحمد ده مجننى معاه منكرش انى بحب استفزه بس هحاول اصلح علاقتنا سوا لانى مقدرش اعيش من غيره اللى بحاول ابينه حاجه واللى بخبيه فى قلبى ليه حاجه تانيه خالص احمد ده الهوا اللى بتنفسه وعايزه ابدا معاه صفحه جديدة مفيهاش عند ولا خناق تانى
ابتسمت دينا لها وقالت 

ربنا يخليكم لبعض بس كفاية كلام رومانسيه وخلينا نرجع عايزة اكل يا دانا عصافير بطنى بتصوصو
فى الصباح
لم يحدث شئ جديد سوى التحضيرات لحفل الحنة الخاص بالعروس وهو حفل تحضره النساء فقط فى منزل والد العروس
ارتدت دانا فستان من الأحمر النارى بأكمام يصل الى بعد الركبه يضيق من الأعلى الى الأسفل ولكنه لا يفصل لجسدها فكان واسعا بعض الشئ لتجنب الصدام مع أحمد

اما دينا لأول مرة بحياتها ترتدى فستانا فارتدت فستان من اللون الازرق الباهت بأكمام ايضا يضيق من الأعلى يصل الى بعد الركبة ثم يطيل من الخلف ليصل الى الكاحل
تجمعت النساء بداخل دار العروس لحفل الحناء أما الرجال جلسوا فى حديقه المنزل مع العريس يهنئونه وايضا يرقصون معه

كان أحمد يريد أن يري دانا بدون أن تراه لذا وقف فى مكان بحيث يستطيع رؤيتها ولا تستطيع هى رؤيته
ولكن لسوء حظه فقد رأته دينا ، ابتسمت بخبث واقتربت من دانا التى تبتسم للجميع وهمست بخفوت فى اذنها
أحمد أخويا واقف بعيد علشان يشوفك

نظرت دانا وجدته يقف يتابعها فرفعت حاجب واحد لها وذهبت الى مشغل الأغانى وقامت بتشغيل إحدى الأغانى الشعبية وربطت ايشارب على خصرها وتمايلت على أنغام الموسيقى كاحدى الراقصات المحترفات
جحظت عينى دينا من جرأتها ونظرت لأخيها وجدته يضرب بقبضته على الحائط ويضغط على شفتيه بغيظ من أفعال تلك البلهاء
انتهت الرقصه وسط تصفيقات النساء لدانا

ذهبت دانا  ووقفت بجوار دينا وهى تتنفس بسرعة بسبب اجهاد الرقص لها
بعد قليل جاء أحد حراس منزل والد العروس وقال لها ان هناك رجلا ينتظرها فى حديقه المنزل الخلفيه فظنت انه احمد وسارت معه حتى اختفت عن الانظار
وصلت الى الحديقة ولم تجد احدا فالتفتت الى الحارس وقالت بتساؤل 
هو فين اللى بيسال عليا مفيش حد هنا

نظر لها بمكر وجذبها من يدها تجاهه فى محاولة منه لاحتضانها وقال 
مفيش حد عايزك انا الى عايزك يا قشطة انتى من ساعه ما شفتك وانتى بترقصى وانا عقلى هيطير من حلاوتك يا قمر انتى
حاولت الصراخ فوضع يده على فمها يكتم صراخها ويحاول ادخالها الى غرفته بالحديقه حتى لا يراهما احد
قاومته بشده وكادت تفقد وعيها من شده جذبه لها وكتمه لانفاسها الا انها ركلته اسفل معدته فتركعا وجلس على ركبتيه من شدة الالم فركضت وهى تصرخ باسم احمد 

أحممممممممد أحمممممد
استمع الى صراخها وكذالك من يجلسون معه وكان أول من نهض هو وفارس فى اتجاه الصوت
ركض فى اتجاه الصوت فراته وهو قادم فزادت من سرعتها وكان ذلك الحارس قد نهض ويركض وراءها فاصطدمت بأحمد من شدة سرعتها واحتضنته بعنف وهى تحاول التنفس بصعوبة
ابعدها عنه وهتف بصوت عالى 
مالك بتجرى ليه وتصرخى ايه اللى حصل

التفتت وراءها لتجد الحارس ينظر لها بذعر وركض فى الاتجاه المعاكس عندما علم انها ستقول ما كاد ان يفعله بها
اشارت له بخوف 
الحيوان ده كان عايز يدخلنى اوضه هنا بالعافيه وكان عايز يعتدى عليا
ابعدها احمد عنه وركض وراءه ومعه فارس وايضا خالد (العريس) ولكن كل من جهة مختلفة حتى يتمكنوا من الإمساك به اما فهد انتظرهم لياتوا به

أما دانا سقطت مغشيا عليها فحملها سليم واتجه بها الى الداخل وصعد بها الى غرفتها ومعه كلا من هند ونوران ومنى ودرية ودينا بعد ما علموا ما حدث لها
استيقظت دانا واخذت تنتفض بعنف فى احضان امها وتبكى بشدة
جلس بجانبها سليم وربت على شعرها فى محاولة بائسة منه لتهدئتها الا انها لا تهدا بل يزيد صراخها وبكائها
استطاع فارس الامساك به واتى احمد ايضا من الجهه المقابله له ومعه خالد واخذ يضربه بشدة وفقد وعيه من كثرة الضرب

اتى حارسان واخذوه للتحفظ عليه لحين الاتيان بالشرطة
صعد أحمد الى غرفه دانا ليطمأن عليها
عندما رأته توقفت عن الصراخ ولكن دموعها مازالت تهطل بغزارة فما اختبرته لم يكن هينا أبدا
أخبرهم انه أمسك الحارس وتم التحفظ عليه لحين قدوم الشرطة وطلب منهم الحديث مع دانا بمفردهم
خرج الجميع ووقف هو خلف الباب ينظر لها بصمت
نهضت من على الفراش واحتضنته بقوة وزاد صوت بكاؤها

ضمها اليه وتنهد بضيق وسار بها الى الفراش وجلس عليه وأجلسها بجانبه قائلا 
كفايه عياط يا دانا الحمد لله انك قدرتى تهربى منه قدر الله وماشاء فعل
ابتعدت عنه ونظرت له بأسف قائلة 
انا اسفه اوى لكل حاجه حصلت منى
ابتعد عنها ونهض قائلا 

مش وقته الكلام ده يا دانا هناديلك طنط دريه تقعد معاكى تصبحى على خير
حضروا الزفاف وعادوا الى الاسكندريه بعد رفض دانا البقاء فى المنصورة بعد ما حدث
فى الجامعه
كان يوسف يقف مع رحيق فى محاولة منه كاحدى محاولاته البائسه ان يجعلها تسامحه
هتف بضجر 
يعنى ده اخر كلامك

اجابته ببرود 
ايوة أخر كلامى وابعد عنى بقى
رد بضيق 
لا يا رحيق والليلة هاجى اتقدملك
غادر يوسف اما رحيق وقفت تبتسم على تمسكه بها رغم صدها المستمر له
أتت دينا ووقفت بجانبها وهى تضحك 
اندهشت رحيق من ضحكاتها وقال 

مالك يا دينا
توقفت دينا عن الضحك وقالت 
اصل فى واحد طلب ايدى وانا قلتله يروح يقول لدكتور فارس يطلبنى منه يعنى وهو هياخدله ميعاد من بابا
شلت الصدمة رحيق ولم تقدر على التفوه بحرف
يتبع…

https://www.barabic.com/stories/15240

تعليقات (1)

إغلاق