رواية الصياد (الجزء الثاني) (الفصل الثالث)

رواية الصياد (الجزء الثاني) (الفصل الثالث)

بعد أن استمعت الى حديث أمها وعمتها دخلت الى غرفتها وأغلقت الباب وتمددت على فراشها واجهشت فى البكاء دافنة وجهها فى الوسادة حتى لا يسمع أحد صوت شهقاتها
فى صباح اليوم التالى

استيقظ أحمد باكرا وارتدى ملابسه ثم خرج من غرفته الى حيث غرفة دانا واقفا أمامها عاقدا يديه أمام صدره منتظرا اياها أن تخرج من غرفتها عازما أن يرافقها طوال اليوم يجب أن يصلح علاقتهما مهما كلفه الأمر
بعد مرور ساعة 
فتحت دانا الباب لتخرج الى حيث يتواجد عمال المشروع فوجدت أحمد يقف أمام بابها ينظر لها بابتسامه هاتفا 
صباح الخير

تجاهلته ومرت بجانبه لتتجه نحو المصعد فتأفف من تجاهلها له وذهب وراءها واستقل المصعد معها الى الأسفل
توجهت دانا الى المطعم الخاص بالفندق لتتناول افطارها وجلست على طاولة جانبية فأتى وجلس أمامها
كانت تريد أن تتجاهله ولكن لن تستطع التحمل أن يظل وراءها هكذا فقالت بنفاذ صبر 
ممكن أفهم انت عايز منى ايه

تنهد بهدوء وهو يحدجها بنظراته العاشقه ممسكا بيدها بين راحتيه هاتفا بحب 
عايز مراتى تسامحنى ونبدأ صفحة جديدة أنا ندمان انى اتجوزتك بالطريقة دى بس مكنش قدامى حل تانى وانتى رفضانى خفت لتضيعى منى وتوافقى على اى عريس يجى فملقتش حل تانى غير كده
عضت على شفتيها بعيظ عندما رفض أن يفلت يدها فقامت بركله بقدمها من تحت الطاولة فاصابت ساقه
تأوه أحمد بخفوت وترك يدها ناظرا لها بغيظ وهو يمنع نفسه بصعوبة أن ينهض ويصفعها علها تفيق من دور المرأة الحديديه الذى تتقمسه

أتى النادل بطعام الإفطار فبدأت دانا فى تناول إفطارها ببراءه كأنها لم تفعل شئ
ظل ينظر لها فترة بغيظ على ما فعلته بركلها لساقه ولكنه ابتسم وشرع فى تناول الإفطار معها
استيقظت دينا مبكرا وخرجت الى جامعتها برفقة رحيق وقصت لها كل شئ
لم تصدق رحيق ما سمعته من تلك البلهاء هل يوجد فتاة تفعل هذا فصرخت بها بضيق 
انتى أكيد مجنونه ماجيستير ودكتوراة ايه اللى فضلتيهم على حب عمرك كان ممكن تاخديهم وانتى فى بيته كنتى فكراكى أذكى من كده بس طلعتى غبية اوى يا دينا أثبتى ليوسف انى مظلومة بس فى مشكلتك انتى ضيعتى كل حاجة حتى الانسان اللى بيحبك

لم تجيبها دينا واكتفت بالبكاء بصمت
تأففت رحيق من اسلوبها مع رفيقتها فهى لا تتحمل صراخها عليها لذا احتضنتها وربتت على ظهرها بهدوء هاتفة بندم 
أسفه والله بس أنا قلت كده لانى خايفه عليكى مش عايزاكى تضيعى حبك زى ما حصل معايا
ابتعدت عنها دينا وأزالت دموعها قائلة برجاء 
طيب أنا هتصرف ازاى دلوقتى بس ده طلب منها تحدد ميعاد مع أهلها

نظرت رحيق بأسف لصديقتها وقالت 
بصراحة مفيش حل غير انك تتكلمى معاه يلغى كل حاجه قبل ما يحصل حاجة رسمى
شهقت دينا بفزع 
انتى مجنونة عايزانى أروح أقوله أنا بحبك ودايبة فى هواك بلاش تخطب زميلتك دى وتعالى اخطبنى أنا
ردت رحيق بضيق 
طيب هتعملى ايه مفيش حل غير كده
عضت دينا على شفتيها بخوف قائلة 

طيب لو رفض يقابلنى ساعتها هعمل ايه يا رحيق فارس أنا جرحته بكلامى معاه امبارح
وضعت رحيق يدها على كتف دينا هامسة بتشجيع 
جربى وأكيد مش هتخسري أكتر من اللى ممكن تخسريه لو فضلتى ساكتة
أخذت نفسا طويلا ثم اتجهت الى حيث مكتب فارس 
جرقت الباب ودلفت الى الداخل عندما اتاها صوته 
ادخل

دلفت الى الغرفه وتركت الباب مفتوحا وقفت أمام مكتبه وأخذت نفسا طويلا
رفع وجهه ليري من دلف الى مكتبه وانصدم من تواجدها وقال
بتعملى هنا ايه
اقتربت من مكتبه وقالت بندم 
فارس أنا
زجرها بشدة قائلا 
انتى هنا طالبة وأنا الدكتور اللى بدرسلك  يعنى أنا دكتور فارس يا انسه دينا
ابتلعت ريقها من حدته فى حديثه معها وقالت 

كنت عايزة اعتذر على الكلام اللى قلته امبارح
تصنع عدم الفهم قائلا 
أنا مش فاكر ايه اللى حصل ومش عايز افتكر يا انسه وياريت تنسيه انتى كمان زى ما انا نسيته
صدمها بنبرته معها لقد تحول من فارس حبيبها الى دكتورها المتسلط الغليظ فقالت بضيق 
يعنى مش فاكر يادكتور كلامنا امبارح
هز راسه بالنفى 
لا مش فاكر ومش عايز افتكر

ضربت بقبضة يدها على المكتب بعنف هاتفه بغيظ 
بس أنا فاكرة وكنت جاية اعتذر على كلامى امبارح يا فارس
نهض فارس من على مقعده ووقف أمامها واضعا يديه فى جيب بنطاله يتاملها بهدوء قليلا ثم قال
انتى عايزة ايه دلوقتى يا دينا
فركت أصابعها بتوتر ونظرت للأرض هامسة بهدوء 

عايزاك متخطبش البنت اللى قلت عليها لعمتو أنا سمعتها وهى بتكلم ماما امبارح انك ناوى تخطب زميلتك فى الشغل وياريت تعتذر منها وتصرف نظر عن الموضوع ده خالص لانى
تحدث ليحثها على تكملة حديثها 
لانك ايه يا دينا
اغمضت عيونها بسرعة وقالت 

لانى بحبك وكدبت امبارح لما قلت انى عمرى محبيتك انا مشفتش فى حياتى ولا حبيت راجل غيرك
لا ينكر سعادته الداخلية بما يسمعه ولكن جرحه منها كان أقوى ويجب أن يعيد تربيتها أولا قبل أن يبدأ معها صفحة جديدة
طرقات على باب المكتب وكان الطارق شيرين
دلفت شيرين بابتسامتها الجميلة الى الغرفة ووقفت أمام فارس قائلة بابتسامة 
ايه يا فارس اعدى عليك وقت تانى ولا ايه شكلك مشغول

نفى فارس براسه قائلا 
لا مش مشغول يا شيرين وأحب اقدملك دى دينا بنت خالى تقدرى تتكلمى قدامها عادى
ابتسمت شيرين لدينا التى تنظر لها باستغراب  لانها تتحدث بود الى فارس واحست انها هى زميلته التى يتحدث عنها ومدت يدها لتصافحها
تنحنحت شيرين وهتفت بهدوء 
بابا بيقولك تقدر تيجى تتقدم بعد عشر أيام  لانه هيسافر عنده شغل مهم
ابتسم فارس لها قائلا 

مع ان عشر أيام كتير بس مش مهم هيعدوا بسرعة ان شاء الله وأتقدملك
تجمعت الدموع فى عينى دينا ولكنها أبت ان تهبط حتى لا يشهدا انهيارها أمامها  اعتذرت لهما لتخرج لأن محاضرتها على وشك البدأ بعد أن باركت لهما بفلب منفطر قد انشطر الى نصفين
خرجت مسرعة من الغرفة قبل أن تهبط دموعها
جلس فارس على اقرب مقعد عقب خروجها واضعا يده على رأسه
جلست أمامه شيرين هاتفة بلوم 

ليه بتعمل فيها كده أنا سمعت كل كلامكم واعترافها بحبها ليك لما طلبت منك امبارح نعمل التمثيلية دى كان علشان نعرف رد فعلها لما تعرف انك هتخطب
رفع راسه ونظر لها بالم قائلا 
ليه قلتى عشر ايام انا طلبت انك تقولى ان والدك مستنينى بكرة
اجابته بابتسامه 
لان عندى امل ان علاقتكم تتصلح خلال عشر ايام لما سمعت اعترافها طولت المده علشان تاخدوا وقتكم وكمان لو قلت بابا مستنيك بكرة كل حاجه هتتكشف لان اكيد لازم تجيب اهلك وتكلم بابا وطبعا ده مش هيحصل يبقى كل حاجه هتتكشف

عودة الى وقت سابق
شيرين تتجوزينى
التفتت له وملامح الصدمة ظاهرة على وجهها وهتفت بقوة 
لا مش موافقه
نهض ووقف أمامها هاتفا بتساؤل 
ممكن أعرف رافضة ليه
أجابته بهدوء 
لانك بتحب طالبة عندك وأظن كده اسمها دينا يبقى ليه عايز تتجوزنى أنا
تنهد بضيق وقال 

انتى عرفتى ازاى
ردت بابتسامة 
مشاعرك ونظراتك ليها اى حد يفهمها انت بتعشقها مش بتحبها بس يا دكتور يبقى ليه عليز تتجوز غيرها لولا انى اعرف حضرتك كنت قلت عليك مريض نفسى
جلس على المقعد قائلا بحزن 
اقعدى وهحكيلك
جلست شيرين أمامه وقص عليها كل شئ حدث 
عقدت ساعديها أمام صدرها هاتفه بابتسامه 

وان قلتلك انى عندى الحل
ضيق عينيه قائلا 
حل ايه
اجابته بابتسامه 
تمثل انك هتخطبنى وتشوف رد فعلها يعنى تروح لاهلك تقولهم انك عايز تخطب واكيد هيا هتعرف ولو بتحبك هتيجى هنا تتكلم معاك ولو مش بتحبك والموضوع مش فارق معاها نقول محصلش بينا تفاهم وكل واحد راح لحاله ولو جتلك المكتب هنا لنا هعرف لانى مكتبى قدام مكتبك بالضبط وباب مكتبى علطول مفتوح فهاجى هنا واقول ان بابا مستنيك تيجى تتقدم ها موافق

ابتسم لها بشده قائلا 
اكيد موافق
عودة الى الوقت الحالى 
ابتسم لها قائلا 
شكرا يا شيرين على اللى بتعمليه معايا
كانت دينا تبكى باحضان رحيق 
لا تعرف رحيق ماذا تفعل لتساعد صديقتها لتخرج من تلك المحنه ولكن يجب ان تقف بجانبها حتى تتخطى أزمتها تلك
فى شرم الشيخ

كام أحمد يقف يتابع دانا وهى تتحدث مع العمال بجدية شديدة تلقى تعليماتها وتوجيهاتها ليقوموا بتنفيذها
راه وليد وهو يقف يتابعها فعلم ان هناك سوء تفاهم بينهما وقرر مساعدة احمد ليصلح بينه وبين دانا
اقترب منه قائلا 
اذيك يا أحمد
التفت أحمد له قائلا بجفاء
اذيك يا بشمهندس خير عايز حاجة
أجابه وليد بابتسامة 
عايز أساعدك تصلح علاقتك بيها
ضيق أحمد عينيه وقال 

وانت دخلك ايه يعنى عايز أفهم
تنهد وليد وقال بهدوء 
شايفك وانت بتراقبها وهيا مش واخدة بالها وعرفت ان اكيد بينكم مشاكل لان استقبالها ليك امبارح مش استقبال واحدة لجوزها ابدا وقررت أساعدك
عقد أحمد يديه أمام صدره قائلا بسخرية 
وهتساعدنى ازاى بقي يا بشمهندس
اقترب وليد منه قائلا 

اسمع بقى يا عم
أنهى وليد حديثه مع أحمد وتوجه الى دانا قائلا بابتسامة 
عندنا حفلة الليلة فى مركب فى البحر أنا عاملها لكل زمايلنا ها تحبى تحضرى
هتفت بسعادة 
أكيد طبعا انا بحب البحر اوى
بادلها ابتسامتها قائلا 

تمام أوى الساعة 8 تعالى على المرسي اللى هنا هتلاقى المركب متزينة والأنوار شغاله هيا دى اللى فيها الحفلة وهتلاقى كل زمايلنا هناك بس أنا هروح بدرى علشان اضبط الدنيا
فى المساء 
كانت دانا ترتدى فستان من اللون الأزرق اللامع يصل الى مرفقيها طويل الى بعد الركبه به حزام من الجلد عند الخصر وتركت شعرها حرا

وقفت أمام المركب ولكنها لم تجد احدا من اصدقائها فظنت أنهم بداخل المركب فصعدت
عندما صعدت تحرك المركب الى عرض البحر
بدأت دانا تخاف لعدم وجود أحد هنا فقط طاولة عليها اطباق الطعام مزينه ومضاء عليها الشموع وموسيقى هادئة
هتفت دانا بخوف 
مين هنا
جاءها صوته 
مفيش حد هنا غير أنا وانتى 

https://www.barabic.com/stories/15246

تعليقات (1)

إغلاق