رواية العرافة (الجزء السادس)

سكت شويه وشكله اتغير وقالي :
-(أشرقت) في حاجه مهمه انا خبيتها عليكي ولازم تعرفيها دلوقتي، في حاجه حصلت وأنتِ مسافره وكنت مستني ترجعي علشان أقولك بس الاحداث اللي حصلت منعتني من الكلام .
ضربات قلبي زادت وسألته وأنا مرعوبه .

-في أيه يا (عمر) ؟
لقيته بصلي والدموع في عنيه وأتكلم بصوت مخنوق وقال :
-رجعت ، رجعت وطالبه مني أسامحها وأنسي الماضي ، وضحك ضحكه سخريه وكمل الماضي اللي معرفش عنه حاجه لحد دلوقتي.
غمض عنيه وسكت شويه ورجع بصلي تاني وكمل ،

-أنا كنت خلاص نسيتها يا (أشرقت) بطلت أدور عليها وأسأل عنها ، تخيلي لما طلبت تشوفني كنت خايف ، خايف أكون بحلم ، انا حتي لما شوفتها معرفتهاش ، أتخلت عني في أكتر وقت كنت محتاج ليها فيه عيشتني يتيم الام وهي عايشه، 25سنه وانا بسأل نفسي كل يوم ايه الذنب اللي عملته علشان تعمل فيا كده حتي لو كان بابا هو السبب انا ذنبي ايه ، لما كنت بسأل عنها بابا مكنتش بلاقي رد أنا لحد دلوقتي فاكر آخر مره سألت بابا فيها بصلي بنظره عمري ما هنساها وقالي :

-اللي بتسأل عنه ده ماضي والماضي لازم يموت .

وقتها خوفت قوي كانت أول مره اخاف فيها كده ،تعرفي أوقات كتير كنت برسم ليها صور من خيالي ولما أكون زعلان أو مضايق كنت أفضل اكلم الرسمه بالساعات مكنش عندي صور ليها بابا قطعهم كلهم وحتي الصوره اللي لقيتها بتجمعنا كلنا كانت هي مقصوصه منها ، كنت برسمهم وأخبيهم من بابا كنت بخاف يزعل مع انه كان دايماً حنين عليا بس عند النقطه دي بالذات كان بيتحول 180 درجه،

وفضلت كده لحد اما بقي عندي 14 سنه وقتها بطلت أسأل عنها وبطلت ارسم صور ليها نسيتها اعتبرت انها ميته تقدري تقولي فقدت فيها الامل، وبعد سنه بابا باع البيت وجينا هنا بس لما شوفتك حسيت انك عوض ربنا ليا كنت شايف فيكي الأمان اللي اتحرمت منه وكنت خايف تسبيني زيها لاني مش هقدر اتحمل ده ويمكن ده السبب اللي خلاني اطلب منك اننا نقدم معاد كتب الكتاب عايزك تكوني جمبي انا والله بحبك قوي ، قال اخر جمله وهو ماسك أيدي والدموع بتنزل من عنيه ،

أول مره اشوف (عمر) كده كلامه وجعني قوي لقتني بعيط معاه من غير ما احس صحيح انا اعرف عمر من 10 سنين بس ولا مره اتكلمنا في الموضوع ده بالذات مع انه مش بيخبي عني حاجه رديت عليه بصوت مبحوح من آثر العياط وقلتله :
وأنا عمري ما هسيبك يا (عمر).
مسح وشه وقام وقف وقالي :

-أشرقت لو مش حابه نكتب الكتاب دلوقتي براحتك صدقيني انا مش هكون زعلان اهم حاجه عندي انك تكوني مرتاحه .
-وتفتكر انا هكون مرتاحه وانت بعيد عني أنت الكام يوم اللي بعدتهم دول عدوا عليا كأنهم سنه .
في الوقت ده دخلت (سلمي) وقالت :
-الله أنت لسه هنا يا (عمر) .
-ما شاء الله عليكي يا (سلمي) ظابطه مواعيدك بالملي .
-مواعيد ايه مش فاهمه حاجه .

-مش مهم يلا سلام .
-هههههههههههههههههه .
-ماله ده وأنتِ بتضحكي علي ايه أنتِ كمان .
-(سلمي) انتي مش ملاحظه حاجه .
-حاجه ايه ؟
-يووووه عاجبك كده عمر مشي من غير ما نتفق .
-تتفقوا علي ايه .
-مش وقته دلوقتي هقولك بعدين .

سيبتها وطلعت اكلم عمر واتفقنا علي اخر الاسبوع وكان فاضل 3 أيام علي معاد كتب الكتاب وقبل كتب الكتاب بيوم (عمر) كلمني وكان بيطمني علي الترتيبات والحمد لله كل حاجه كانت تمام وجه يوم كتب الكتاب .
كنت واقفه قدام المرايا سرحانه معرفش ليه افتكرتها تاني وصوتها رجع يتردد في ودني تاني حاولت اتجاهل إحساسي ده علشان محدش يلاحظ حاجه بعد اما خلصت لقيت الباب خبط وكان (عمر) :
-بسم الله ما شاء الله .

سكت شويه معرفتش اتكلم أصلاً مكنتش عارفه أقول أيه كنت باصه للأرض وقلبي بيدق جامد .
-أشرقت ، أنتِ ضايع منك حاجه ادور معاكي طيب .
-نعم.
-مفيش اصل لقيتك باصه في الأرض قولت اشوف ايه اللي ضايع منك ندور عليه سوا .
-عايز ايه يا (عمر).
-يا سلام علي الرومانسية ايه ده .
– وبعدين بقي.
-بس خلاص هقول أصل عاملك مفاجأة.
-مفاجأة ايه؟

-ماما بره وعايزة تشوفك .
-بجد هي هنا دلوقتي؟
-آه هنا بس هتمشي علي طول قبل ما بابا يعرف ،بصراحه لما طلبت مني الطلب ده مقدرتش أقولها لاء ، دي مهما كانت أمي بردوا .

-عارف يا (عمر) علي قد ما كنت زعلانه في الاول بس الحمد لله انك قدرت تسامح .
-انا لحد دلوقتي مش عارف كان ايه الدافع هي مقالتش حاجه دلوقتي ولا بابا قال زمان بس الواقع اللي لازم أتقبله انها أمي مش هقدر احرمها من اللحظه دي .
-كل مدي بتكبر في نظري اكتر يا عمر وبتثبت ليا اني اخترت صح ربنا يخليك ليا.
-طب بمناسبه الحب ده بقي مفيش حاجه كده تصبيره .
-أطلع بره يا عمر .

-طب علي فكره بقي والله كان قصدي تقوليلي بحبك انتي اللي ظلماني.
-اه أنا ظالمه اطلع بره بقي .
-لا متقلقيش انا كده كده طالع بره بس مستني الاشاره.
-إشارة ايه بقي ؟
في الوقت ده دخلت (سلمي) :
-الله عمر أنت هنا .
-اهي الاشاره جت .
-هههههههههههههههههه.

-ينفع كده يا (سلمي) سيباني واقف مع اختك 10 دقايق بحالهم مش اسلوب ده أبداً.
-خرج عمر وسلمي واقفه مش فاهمه حاجه وانا فضلت اضحك .
-أشرقت حبيبتي أنتِ كويسه .
-اه بس اخرجي دلوقتي بقي والده عمر بره وداخله دلوقتي .
-بجد .

-اه ويلا بقي يا سولي بس مدخليش علينا حد .
-طب عايزة اشوفها طيب.
-مش وقته بقي يلا.
خرجت سلمي والباب خبط ولقيتها دخلت مكنتش مصدقه اللي انا شيفاه حاسه اني بحلم مقدرتش اتحرك من الصدمه ولقيتها قربت مني بنفس النظره ونبره الصوت وقالت :
مش قولتلك فرحتك مش هتكمل .