ما هي قصة عام الرمادة ؟

ما هي قصة عام الرمادة ؟

بالعربي / في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقعت بالمدينة وما حولها من القرى قحط وجدب و مجاعة شديدة، وكان ذلك في 18هـ بعد عودة الناس من الحج، فحبس المطر من السماء وأجدبت الأرض، ، واستمرت هذه المجاعة تسعة أشهر، حتى صارت الأرض سوداء فشبهت بالرماد

وحتَّى جعل الرجل يذبح الشَّاة فيعافها من قبحها، وماتت المواشي جوعاً، وسمِّي هذا العام عام الرَّمادة؛ لأنَّ الرِّيح كانت تسفي تراباً كالرَّماد، واشتد القحط، وعزَّت اللُّقمة. وهرع الناس من أعماق البادية إِلى المدينة، يقيمون فيها، أو قريباً منها،

ومات في هذا العام من الجوع خلق كثير
وبعث عمر رضي الله بكتاب إلى عمرو بن العاص بمصر، وسعد بن أبي وقاص بالكوفة، وابي موسى الاشعري بالبصرة، ومعاوية بن أبي سفيان بالشام، يطلب منهم أن يمدّوه بالأطعمة والأكسية

فأرسل إليه عمرو بألف بعير تحمل الدقيق، وبعث في البحر بعشرين سفينة تحمل الدهن، وبعث إليه بخمسةِ آلاف كِساء، وأرسل إلى سعد بن أبي وقاص فأرسل له بثلاثةِ آلاف بعير تحمل الدقيق، وبعث إليه بثلاثةِ ألاف عباءة، وأرسل إلى والي الشام فبعث إليه بألفي بعير تحمل الزاد. ونحوُ ذلك مما حصل من مواساة المسلمين لبعضهم.

وخطب عمر في الناس ، فقال: “أيها الناس اتقوا الله في أنفسكم، وفيما غاب عن الناس من أمركم، فقد ابتليت بكم وابتليتم بي، فما أدري السخطى عليَّ دونكم، أوعليكم دوني،

أوقد عمتني وعمتكم، فهلموا فندع الله يصلح قلوبنا، وأن يرحمنا، وأن يرفع عنا المحل”، قال: فرئي عمر يومئذ رافعًا يديه يدعو الله، ودعا الناس، وبكى وبكى الناس مليًا، ثم نزل، وكان يقول: “اللهم لا تهلكنا بالسنين (أي بالقحط) وارفع عنا البلاء”، يردد هذه الكلمة، وكان ينادي في الناس: “أيها الناس استغفروا ربكم ثم توبوا إليه وسلوه من فضله، واستسقوا سقيا رحمة”.

وقد واسى عمر رضي الله عنه الناس بنفسه،

وكان يقول بئس الوالي انا ان شبعت وجاع الناس فحرمها من الطعام الذي لا يجده الناس. ( من اللحم والسمن واللبن )فكان لا ياكل الا الخبز والزيت حتى اسمر لونه وكان ابيضا قال أنس : “تقرقر بطن عمر وكان يأكل الزيت عام الرمادة، وكان حرم عليه السمن، فنقر بطنه بأصبعه. وقال: تقرقر تقرقرك إنه ليس لك عندنا غيره حتى يحيا الناس”

عن أسلم، قال: لمَّا كان عام الرَّمادة جاءت العرب من كلِّ ناحيةٍ، فقدموا المدينة، فكان عمر قد أمر رجالاً يقومون بمصالحهم، فسمعته يقول ليلةً: أحصوا مَنْ يتعشَّى عندنا. فأحصوهم من القابلة، فوجدوهم سبعة آلاف رجلٍ، وأحصوا الرِّجال المرضى، والعيالات فكانوا أربعين ألفاً.

ثمَّ بعد أيامٍ بلغ الرِّجال، والعيال ستِّين ألفاً، فما برحوا حتَّى أرسل الله السَّماء، فلمَّا مطرت؛ رأيت عمر قد وكَّل بهم من يخرجونهم إِلى البادية، ويعطونهم قوتاً وحملاناً إِلى باديتهم، وكان قد وقع فيهم الموت فأراه مات ثلثاهم، وكانت قدور عمر تقوم إِليها العمَّال من السَّحر يعملون الكركور، ويعملون العصائد

وقال عمر حين نزل به الغيث: الحمد لله، فوالله لو أن الله لم يفرجها ما تركت أهل بيت من المسلمين لهم سعة إلا أدخلت معهم أعدادهم من الفقراء فلم يكن اثنان يهلكان من الطعام على ما يقيم واحدًا”

عن مالك قال: أصاب الناس قحط في زمن عمر بن الخطاب، فجاء رجل إلى قبر النبي ﷺ.

فقال: يا رسول الله استسق الله لأمتك فإنهم قد هلكوا.
فأتاه رسول الله ﷺ في المنام فقال: إيت عمر، فأقرئه مني السلام، وأخبرهم أنه مسقون، فأتى الرجل فأخبر عمر، فقال: يا رب ما آلوا إلا ما عجزت عنه.

لقد أحسّ عمر رضي الله عنه بمعاناة الناس، حتى قال أسلم رضي الله عنه: “كنا نقول لو لم يرفع الله المَحْل عام الرمادةِ، لظننا أن عمر يموت همًّا لأمر المسلمين”.

وخرج يستسقي، وخرج بالعباس عم النبي ﷺ معه فقال اللهم إنا كنا إذا قحطنا على عهد نبينا توسلنا إليك بنبينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا ﷺ فاسقنا قال فيسقون

وجعل عمر يرسل إِلى النَّاس مؤونة شهرٍ بشهرٍ، ممَّا يصله من الأمصار من الطَّعام، والكساء.
وهذا كتاب عمر الى عمرو بن العاص

: من عبد الله عمر بن الخطَّاب أمير المؤمنين إِلى عمرو بن العاص، سلامٌ عليك، أمَّا بعد: أفتراني هالكاً وَمَنْ قِبَلي، وتعيش أنت منعماً وَمَنْ قِبَلَك ؟ فواغوثاه ! واغوثاه !

فكتب إِليه عمرو بن العاص : لعبد الله أمير المؤمنين من عمرو بن العاص سلامٌ عليك،
فإِنِّي أحمد الله إِليك الَّذي لا إِله إِلا هو، أمَّا بعد: أتاك الغوث، ! لأبعثنَّ بِعِيْرٍ أوَّلها عندك، وآخرها عندي، فبعث في البر بألف بعيرٍ تحمل الدَّقيق ……..
وذكر الطَّبريُّ: أنَّ أوَّل مَنْ قدم عليه أبو عبيدة بن الجرَّاح من في أربعة آلاف راحلةٍ من طعامٍ،

وجيء لعمر بن الخطاب في عام الرَّمادة بخبزٍ مفتوت بسمن، فدعا رجلاً بدويّاً ليأكل معه، فجعل البدوي يتبع باللقمة الودك في جانب الصفحة، فقال له عمر: كأنَّك مقفرٌ من الودك، فقال البدوي: أجل،

ما أكلت سمناً، ولا زيتاً، ولا رأيت أكلاً له منذ كذا، وكذا إِلى اليوم، فحلف عمر أن لا يذوق لحماً، ولا سمناً حتَّى يحيا النَّاس لقد أجمع الرُّواة جميعاً: أنَّ عمر كان صارماً في الوفاء بهذا القسم، ومن ذلك، أنَّه لمَّا قدمت إِلى السُّوق عكةُ سمنٍ،

ووطبٌ من لبن، فاشتراها غلامٌ لعمر بأربعين درهماً، ثمَّ أتى عمر فقال: يا أمير المؤمنين ! قد أبرَّ الله يمينك، وعظَّم أجرك، وقدم السُّوق وطبٌ من لبنٍ، وعكَّةٌ من سمنٍ ابتعتهما بأربعين درهماً، فقال عمر: أغليت فتصدَّق بهما، فإِنِّي أكره أن أكل إِسرافًا ! ثمَّ أردف قائلاً: كيف يعنيني شأن الرَّعية إِذا لم يمسني ما مسَّهم

تعليقات (0)

إغلاق